الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطفل في ريف حمص الشمالي مابين سندان الجوع ومطرقة التسول...أحمد حزوري

يتبع النظام السوري سياسة التجويع والتهجير حيّال المدن والبلدات التي كسرت عصا الطاعة على النظام الاستبدادي الذي دام لعقود.

من خلال ممارسات وشعارات تطلقها ميليشاته ك " الجوع أو الركوع" في تحدٍ صريح لكسر إرادة هذا الشعب الحضاري ، وتقوم هذه السياسة على فرض حصار خانق على المدن والبلدات وحرمانهم من الحاجات الماسة لهم. والتحكم في المعابر الإنسانية وأن سمح بدخول المواد الغذائية فإن تلك الميليشيات تفرض آتاوة وضرائب خيالية ك سبيل المثال : قد تفرض تلك الميليشات ضريبة تصل ما بين 150 و 100 ألف ل.س " حوالي" 250$ " لسيارة صغيرة تحمل مواد غذائية لا تصل حمولتها ل 5 طن.

عليها مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ليذوق الإنسان في تلك المناطق مرارة الحصار ولكن بطعم آخر، إضافةً لإنتشار البطالة وإنعدام الخدمات والدعم الأُسري والاجتماعي كل هذا تدفع بالعوائل في المناطق المحاصرة بإرسال أولادهم للطرقات لجمع بعض النفايات من على أطراف الطرقات خصوصاً مع بداية دخول فصل الشتاء القارس الذي يضرب المدن والقرى، وجمع بقايا أكياس القمامة والمواد القابلة للاشتعال لتقيهم برودة ليالي حمص الباردة. كل هذه الصعوبات والمعوقات تعتبر أحد الأسباب التي تدفع الأطفال للتسول لتحصيل ما يسد رمق يومهم المتُعب. حيث إنّ الإحصائيات الآخيرة التي صدرت من منظمة الأمم المتحدة للطفولة #اليونيسيف تُعد صدمة كبيرة بخصوص الوضع الإنساني في سوريا،حيث قدرت المنظمة عدد الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بحوالي مليون طفل سوري يتيم. وذكرت المنظمة أن سوريا تعد الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة الى الأطفال، مشيرةً إلى أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم، وبات عشرات الآلاف منهم معوّقون إعاقات دائمة، مع تقطع السبل بمئات الآلاف في المناطق المحاصرة.

وقالت يونيسف إن حوالى 8 آلاف طفل نزحوا وحيدين من دون مرافقين من أسرهم من أصل مليون طفل نزحوا إلى دول الجوار. ويُشار هنا إلى دور المنظمات الإنسانية التي تهتم بالرعاية الإجتماعية والكفالة الأُسرية ودروها الحثيث في تأمين الحماية للأطفال في ريف حمص الشمالي حيث صرح المتطوع عدنان تعومي عضو مكتب كفالة الأيتام  في حديث خاص: قال : من خلال ما آلت إليه هذه الحرب الدامية من مآسي وصعوبات والذي أظنه سوف يصبح صراع أزلي أدى لتدهور كبير للوضع الاجتماعي والتعليمي للأطفال الذين هم بإساس أملنا الوحيد في هذه الحياة. ويعتبرون من أهم ضحايا الحرب الذين قد فقدوا الرعاية الأُسرية والحماية الاجتماعية إضافةً للمشاكل النفسية الكبير التي تصيب الطفل نتيجة لفقدان أحد والديه أو كليما فتصبح أحلامه الصغيرة في التفوق التعليمي، رماد مندثر دمرته طائرات ودبابات وقذائف النظام السوري التي لم ترحم أحد أبداً. كل هذه الظروف آدت لانتشار ظاهرة التسول على طول الطرقات وكثيراً ما نشاهد الاطفال يجمعون القمامة لكي يوقدوا النار لكي يسدو به رمقهم المتعب وأنا بدوري أطالب وأناشد المنظمات بتحمل مسؤوليتها الإنسانية اتجاه هذه الكارثة التي تطال الطفولة في سوريا. ولكن كثيراً ما تواجه هذه المنظمات صعوبات عديدة في تأمين الكفالة الدائمة ودعم قطاع التعليم بشكل عام، فقد يقتصر عمل بعض هذه المنظمات على نطاق ديق في أغلب المدن والبلدات في ريف حمص الشمالي. مما يسبب ارتفاع في معدل الأمية بين الأطفال ما دون سن ال١٣ نتيجة التهجير الذي يشكل سبب رئيسي في تفشي الأمية بين الأطفال وأيضاً غياب الدعم الكافي الذي يستهدف جميع الأطفال، وهذا ما حدث في منطقة سهل الحولة حيث صرح الاستاذ : سليمان سعد الدين وهو مدير فريق السعادة التطوعي للدعم النفسي في ريف حمص الشمالي التي ترعى الدعم النفسي للأطفال: حيث قال نحن في الفريق خلال عملنا منذ أنطلاق عملنا التطوعي منذ عام 2014 كان هدفنا التخفيف من الاتضراب النفسي الذي أصاب الأطفال نتيجة القصف الذي يتعرضونه من خلال القيام بعدة نشاطات ومشاريع مدروسة تهدف لبناء شخصية الطفل التي خدشتها آلية الحرب المريرة ، وخاصة الأطفال الأيتام الذين نسعى بأن نكون لهم عوناً وسنداً في هذه الأزمات النفسية والأضربات التي تصيبهم بسبب فقدانهم لأحد أبنائهم أو عائلتهم وأصدقائهم . والجدير بالذكر هنا بإن نسبة التسول في سوريا سابقاً لا تتجاوز ال ١٠ % ومنهم من كان متأخذا منها مهنة يعمل بها. ولكن خلال سنوات الحرب والحصار والتجويع نجد النسبة ارتفعت نسبيا وخاصة بين الأطفال في عموم سوريا. إلا أنَّ ظاهرة التسول تعتبر ظاهرة عالمية في جميع أنحاء العالم وفي الهند على سبيل المثال يوجد ملايين المتسولين في الطرقات وتعمل السلطات الأمنية على الحد من هذه الظاهرة ومنعهم من التجول في الطرقات. وهذا ما يحدث فعلاً في حيدر آباد بجنوبي الهند حيث تقوم السلطات بجمع المتسولين قبل زيارة إيفانكا ترامب المستشارة البارزة لوالدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلال الأسبوع الماضي ، تم نقل أكثر من ٢٠٠ متسول إلى مساكن منفصلة للذكور والإناث تقع على أراضي سجنين في المدينة. وذلك وفق ما نقلته صحيفة "أسوشيتد برس"

2017-11-18