الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أذانُ محبّة ٍ....../ أيمن اللبدي

إلى مقام النبيِّ الأكرم والحبيب الأعظم محمد بن عبدالله عليه أفضل السلاة وأزكي السلام ما هبّت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم وما تنفّس صبح وما أدلج ليل وما حيَّ في الكونِ ودبَّ فيه من حياة...

أَتُنْبيها َسواكِبُها الهَطولُ

بما وَسِعتْ سَواكِنُها الخَجولُ

وتبلِغُها فيوضاتٍ تجلّتْ

بجذوتِها لَهيباً لا يحولُ

وترسِلُها على الوجْناتِ حرَّى

رسيسَ النّارِ في ماءٍ يسيلُ

وتحملُها لواعِجَ مثقلات ٍ

تُحمِّلها أسىً فبدا النّحولُ

وترقبُها معاذيراً تفانتْ

على وهْيٍّ لعلِّ بها القبولُ

أتنبيها وَ سَوْءاتٌ تراءتْ

فَعَيَّ الحرفُ والبحرُ الكسولُ

ونامَ الحيْلُ عنْ حقٍّ عظيمٍ

فزادَ الجرحَ واختلجَ الذبولُ

وأضحى العقلُ في يدِها غَريماً

ويهذي بالطلاسمِ ما يقولُ

وتشقى النَّفسُ بالحيرانِ يوماً

ولكنْ بالمكبّلِ قدْ تَزولُ

أفيضي حيثُ فاضَ القلبُ حزناً

وردّي بالمدامعِ يا حَمولُ

 

أبا الزهراءِ قدْ أتلفتُ عذري

وأوهيتُ المغازلَ لا تَطُولُ

وكيفَ بمقلتي في الشَّرحِ كَلّا

وما العَبراتُ غيرُ يدٍ تَكيلُ

أتشفعُ مهجتي وضَعافُ حالٍ

وَقدْ أعيَ المقامُ أنا العليلُ

لِقدْركَ لا تقومُ سوى نسورٍ

وحقِّكَ لا يُبلَّغُهُ الصَّهيلُ

ولو جُمِعتْ سيوفُ الأرضِ سيفاً

وطارَ النّقعُ تسبقهُ الخيولُ

وسالَ البحرُ من وخْزِ المذاكي

وهزَّ الكونَ زلزلةٌ مهولُ

لما ردَّت على الطاغوتِ عُشْراً

وما أشفتْ صدوراً قدْ تصولُ

خليلَ اللهِ قدْ سمّوْكَ ميّتاً

وحاشا ما تلفّظتِ الذيولُ

فما ميْتٌ سوى قلبٍ وعقلٍ

وإيمانٍ تقايضهُ العجولُ

لترعى في ديارِ الكفرِ حَشْفاً

وتسمنُ فيهِ أفئدةٌ ذَلولُ


أرادَ الكيدُ تَسفيهاً و ذلّاً

فَترجمَ نفسَهُ الحقدُ الغلولُ

وما اسطاعوا لدينِ اللهِ قهراً

وقامتْ حُجّةٌ وقضى المُثولُ

وكانتْ عزَّةُ الدنيا جميعاً

لدينِ اللهِ يجمَعُها الرسولُ

فخاضوا كلَّ إفكٍ منذُ دهرٍ

وحاولتِ المعاولُ ما تطولُ

ولكنْ نُصرةُ اللهِ تَجَلَّت ْ

وكم ألقتْ إلى عَدَمٍ ُفلولُ

تعّهَّدَ نصرَهُ منْ كلِّ شرٍّ

فصلّى و الملائكةُ العدولُ

من الغارِ الذي في البدءِ يوماً

يبلِّغهُ النّجاةَ ولا سبيلُ

إلى الأحزابِ بعدَ الحصْرِ ظلماً

وغدرِ الحاقدينَ وهم حُلولُ

فهلْ كانت سوى الآياتِ حقاً

تجلّى صادقَ الوعدِ النُّزولُ

فإلا تنصروهُ لهُ جُنودٌ

و إلا تتبعوهُ بهِ الدَّليلُ

تحاولُ زمرةُ الواشينَ طَعناً

بميدانِ النزالِ نأى الوصولُ

فتتبعُ حفرةَ الكَذِبِ انتقاماً

وتختارُ الخسيسَ لهُ المُيولُ

فتنسجُ قصَّةً وتعيدُ أخرى

وترقبُ هلْ يجدُّ لها فعولُ

ولكنْ خابَ سعيهمُ وخابتْ

دعاوى الفتنةِ العمياءِ غولُ

تُخوِّفُ منطقَ الصِّبيانِ لكنْ

إذا شعَّ النّهارُ لهُ أُفولُ

يَقولونَ التَّحَرُّرَ ويحَ كلْبٍ

سُعارٌ في القيودِ لهُ جفولُ

فإنْ ذُكرتْ تمائمُهمْ تولوّا

ومسٌّ قدْ تخبّطَهُ السُّفولُ

خرابُ الحسِّ يتبعُ زَيْغَ صدْرٍ

إذا عميتْ فأصلَحُهم عَطيلُ

بلادٌ لا حَباها اللهُ خيراً

ولا دارتْ ببلقعِها الفصولُ

خَبرناهمْ على التاريخِ زَيْفاً

إذا قالوا وإنْ فعلوا مُطولُ


بني الأعلاجِ ساقتهمْ يهود ٌ

وكم ساقتْ يهودُ وهم طُبولُ

فتقرعُهم إذا ما احتدَّ غيظٌ

وتقلبِهم إذا فرغَ الخطولُ

تنَقَّلُ بينَ طاغوتٍ وَوَحْشٍ

وينسجُ حلفَها الغدرُ الجهولُ

فكم سَهِرتْ على مكْرٍ تقلّى

بنارِ الكُرْهِ سوّاهُ الحؤولُ

فلا الصُّلبانُ والحملاتُ قرَّتْ

ولا انحرفتْ عنِ القدرِ المغولُ

وما نفذتْ سهامُ بني يهودٍ

ولا صُهيونَ تطلِقهُ الطّلولُ

هيَ الأيامُ تصدقُ وعدَ ربٍّ

وإنْ طالتْ فثنياها عَقولُ

إذا أرختْ فنحوَ القاعِ تُرخي

وقدْ تملي لتزدادَ الحُمولُ

ويكفي بالمصارِعِ وعظُ غِرٍّ

ولكنَّ الغرورَ لهُ جَهولُ

ويشعِلهُ بصدرِ شقيِّ حظٍّ

إمامُ البغيِ شيطانٌ ذليلُ

 

رسولَ اللهِ أمَّتُنا تنادت ْ

فكانَ الردُّ في جُبنٍْ يؤولُ

ولو كانتْ بلادُ الظُّلمِ شرقاً

فإنَّ الخصمَ حِنطَتُها وفولُ

ولوكانتْ على الأصنافِ مهلاً

فكمْ عندَ الطعامِ مدىً يطولُ

ألا حاشاكَ لا جادتْ غوادٍ

ولا أهنتْ مضاجِعَها القَيولُ

همُ المليارُ في زَبدٍ وحشْوٍ

وما في الدارِ خِصْيانٌ أَكولُ

سُكارى في الحياةِ علىضياعٍ

ولو برئَتْ منَ الذَّنبِ الشَّمولُ

فكمْ عارٍ تحوَّطَهم مُقيماً

وما برَحتْ بأدناهُ السيولُ

قليلٌ منْ تَمَعَّرَ وجهُ حُرٍّ

لحَقِّ اللهِ و الأوفى قليلُ

يُكابدُ صاحبُ الدنيا هموماً

ومعظمُ همِّهِ سمعٌ ثَقيلُ

يُنادى في العِبادِ وهمْ رُقودٌ

فيندبُهمْ ويصدمهُ الرَّحيلُ


فإن آوى إلى يأْسٍ وكادتْ

لتعصِفَ بالفؤادِ ثوىً ذَهولُ

تراءتْ حولَ مُحْدَثةٍ وَضيعٍ

مُهَلِّلةً منَ الموتى قَبيلُ

ألا سُحقاً وخابَ حصادُ عبدٍ

تخطَّفهُ الأمانيُّ النَّقولُ

فكمْ أهوتْ بأقدامٍ وجرّتْ

إلى الخسرانِ وانقطعَ المقولُ

أتشرونَ الكرامةَ كلَّ سقْطٍ

وما تجزي المعاذيرُ العَجولُ

فأينَ جيوشُ قُنْبلةِ المنايا

وأينَ سلاحُ ثرواتٍ سَلولُ

وأينَ العدُّ يخطيءُ كلُّ حصرٍ

وأينَ الشيخُ والرَّجلُ النبيلُ

وأينَ قرابةُ الأنسالِ حُكماً

وأينَ دعاةُ آلٍ والفَضولُ

لحاها اللهُ أسماءً و تصحو

على الأضدادِ والشكوى مَلولُ

فإلا تنصروهُ لهُ جُنودٌ

و إلا تعدلوا هَوَتِ الأصولُ

أبا الزهراءِ قدْ أشقيتُ نفسي

وما لي في المآلِ غداً سَبيلُ

ولا أرجو سوى شفْعٍ وظني

بأنّكَ سيِّدي الأملُ الظَّليلُ

محمّدُ يا حبيبَ الرّوحِ هَبْني

مزيداً في المحبّةِ لا تحولُ

وزدْ في الكيْلِ يا نورَ البرايا

يمتْ حسداً بخيبتهِ العذولُ

لكَ الأيامُ قدْ خُلقتْ تباعاً

ودارَ الكونُ وارتفعَ الجميلُ

وقدْ أشرقْتَ نورَ الحقِّ خيراً

أضاءتْ من مناقبِكَ السُّدولُ

فكنتَ على قلوبِ الناسِ مَلْكاً

وكنتَ السيِّدَ الأعلى تجولُ

وكنتَ بشارةً وخلاصَ نفسٍ

فكانَ الحقُّ والعدلُ البَلولُ

وكنتَ الآسِ للوجدانِ فذَّاً

تداوي ما تخطَّفتِ الدُّغولُ

نبيَّ اللهِ يا شرفاً تسامى

تَبرَّأَ ذا أخوكَ وذي البتولُ


وحاشا أنْ يقولَ الناصريُّ

وكلُّ الأنبياءِ لكمْ زَميلُ

وأنتَ الغرَّةُ البيضاءُ فيهمْ

وهمْ في الموكبِ الأسمى حُجولُ

وبؤسُ الحاقدينَ ظلامُ فكرٍ

وبؤسُ الجاهلينَ هو الذُحولُ

ذروهمْ في سوادِ القلبِ سجناً

ألا خابتْ ولا رشدتْ عقولُ

فمنْ أَمَّ النبوّةَ غيرُ طهَ

ومنْ ألقتْ لهيبَتهِ الفُحولُ

ومنْ زانَ الحياةَ سنىً ودفئاً

ومنْ خَضُرتْ لخطوتهِ السهولُ

ومنْ فاضتْ على كفيّهِ جاهاً

ومنْ غنَّت لملقاهُ البعولُ

هلِ الرَّحْماتُ إلا دَعوتينِ

دَعوتَ فأمنَّ الصوتُ الجليلُ

وجيءَ بها إليكَ على حبورٍ

يسوقُ ركابَها مَلَكٌ خليلُ

وكنتَ الرحمةَ المهداةَ جمعاً

وكانَ لنا على حوْضٍ كَفيلُ

 

وأشهدُ أنَّكَ الأعلى كتاباً

وأشهدُ أنَّكَ النّورُ الأصيلُ

وقد جاهدتَ في اللهِ إماماً

وقدْ علَّمتَ فامتازَ الرعيلُ

نصرتَ اللهَ مدرسةً تسامتْ

فقامَ العدلُ وانطلقَ الشُّبولُ

معلِّمُ ما جَفاهُ الحقُّ يوماً

وتشهدُ للنبيِّ علاً حُقولُ

وللصِّديقِ و الفاروقِ حبٌّ

وللنورينِ ثمَّ هوَ الفضيلُ

لهمْ في العدلِ والأخلاقِ فضلٌ

وهمْ بجهادهمْ سبحٌ طويلُ

على الأميِّ كلُّ فَمٍ يُصلّي

وضيءُ القلبِ في أدبٍ شمولُ

فداكَ أبي و أمي بعدَ نفسي

فداكَ شبابُ أُمَّتنا الكُهولُ

أبا الضعفاءِ و الأيتامِ عذراً

أنا للأمةِ الغيرى ثَكولُ

أذانُ محبّةٍ و أذانُ بُرءٍ

عسى فضلاً وفي الأمرينِ طولُ

2012-09-12