الثلاثاء 18/10/1444 هـ الموافق 09/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الشهيد 'جمال محمد مصلح ' من الفقر الى القبر؟

 غزة -عبدالهادي مسلم :

"زغردي يا ام الشهيد زغردي وزيّني فخر الأصايل بالوداع وازرعي الحنّا على الصدر النحيل و اربطي العصبة على كل الوجع" ..اغنية لفنانة فلسطينية ترددها الإذاعات المحلية مع سقوط أي من الشهداء ،و تتسابق الفصائل على تبنيهم  لدرجة انه من الممكن أن يقع خلاف بينها مع ادعاء كل فصيل ان له الحق في تبنيهم لأهداف وغايات في نفس يعقوب !


وفي دراسة مسحية للشهداء الذين سقطوا في هبة الأقصى في محافظات غزة  في الفترة الأخيرة يتضح بما لا يقبل الشك ان أغلبهم من الفقراء والمعوزين امثال الشهيد ابراهيم ابو ثريا وغيرهم وهذا ينطبق حتما على الشهيد جمال محمد مصلح ٢٢ عاما من مخيم المغازي و الذي أعلن فجر هذا اليوم عن استشهاده  على اثر الإصابة  الخطيرة  في البطن التي تعرض لها  مساء أمس في المواجهات  التي اندلعت بالقرب من  الخط الفاصل شرق  مخيم البريج مع قوات الاحتلال والتي ادخل على اثرها العناية المكثفة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح .

و الشهيد "جمال" تعاني اسرته من فقر مدقع دفعه قبل سنة الى ان يتجاوز السلك الفاصل بين غزة ودولة الاحتلال من أجل البحث عن لقمة العيش وتم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال وأمضى عدة شهور في سجونه .


المطلع على وضع الشهيد "مصلح" يعرف المعاناة الذي كان يعيشها  وهي للأسف حال معظم الشباب والخريجين العاطلين عن العمل نظرا لحآل غزة المحاصرة والتي تنهار امام نظر وبصر ابناء جلدتنا ومسؤولينا .

ليس  غريبا ان يكتب الشهيد تدوينه على صفحته على "الفيس بوك" قال فيها انه ذاهب لكي يستشهد من اجل الاقصى فالشهيد مصلح وكما يقول أحد أقاربه لا يوجد له غرفة ينام بها مع إخوته العشرة  حيت ان منزله لا يتجاوز 50 مترا وذلك في ظل قلة الحيلة لوالده الذي يعمل موظفا بسيطا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والديون والقروض تلاحقه في كل مكان .


حاول الشهيد مصلح ان يحسن من وضع اسرته ويساهم في تخفيف معاناتها ولكنه فشل في ابجاد فرصة عمل كباقي الشباب وسجن على إثر ذلك من قبل الاحتلال عندما حاول العمل داخل الخط الأخضر .لم تسعفه عيناه الجميلتان او طلته البهية في الدنيا في ايجاد متطلبات "اي حياة" فقرر المغادرة الى رب الاكوان وخالقها بدون استئذان.


 أسرة الشهيد كانت قد ناشدت وكالة الغوث ووزارة الأشغال العامة والإسكان من أجل بناء منزلها ولكن بدون جدوى .
استشهد الشاب جمال  وسشيع جثمانه في موكب جنائي مهيب وسيردد فيها "اغنية زعردي يا ام الشهيد وزعردي احنا كلنا اولادكي وبعدها سيعود كل إلى بيته وتبقى معاناة اسرته". 

لم يتحقق حلم "جمال" في حياته فمن يحقق حلمه بعد شهادته ؟؟ ام انها هي نهاياتكم المحتومة يا فقراء غزة وانتم الغالبية ..من الفقر إلى القبر ؟

المصدر :سما

2017-12-30