الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولايرى الخشبة في العين الاسرائيلية ...تميم منصور

  الاعلام الاسرائيلي ومن ورائه لسان حال حكومة الكوارث ، والى جانبهم عدد من المواقع المحلية ، خاصة موقع العرب وموقع عرب 48 ، وجميع شاشات وفضائيات السعودية والخليجية ، جميعهم يردحون ويرقصون فرحاً ، لأن دولة الممانعة ايران شهدت مظاهرات في بعض مدنها ، كأن ايران معصومة عن التظاهر . الاعلام الامريكي ممثلاً بالأهوج " ترامب " شخصياً ، سارع هو الآخر للعزف على هذه السمفونية ، التي تدعى مظاهرات في ايران ، على أمل أن تتطور وتتحول الى حرب أهلية . اسباب هذ التشفي وابداء نوايا السوء لإيران ، ليس رحمة أو محبة بالشعب الايراني ، الأسباب كثيرة ، وأهمها أن القوى المعادية لمحور المقاومة والداعمة للارهاب فشلت في اختراق ايران من الخارج ، رغم الاموال التي أنفقتها السعودية ومشيخات الخليج وامريكا واسرائيل ، بعد هذا الفشل ، تحاول هذه القوى الظلامية كسر ايران من الداخل حاصروا ايران اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ، فضاعفت قوتها بسبب ديناميكية شعبها والتزام نظام الحكم فيها . من الاسباب التي دفعت هذه القوى معاداة ايران ، كونها قطب هام في محور المقاومة ، شاركت ولا تزال في دعم المقاومة اللبنانية لردع الاحتلال والارهاب ولبقاء لبنان مستقراً ، كما دعمت ايران ولا تزال تدعم المقاومة الفلسطينية سياسياً مادياً ومعنوياً ، فالمظاهرات والاحتجاجات التي قامت في ايران عقب خطوة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال فاقت في حجمها وزخمها جميع المظاهرات التي قامت في الاقطار العربية ، بينما في السعودية ودويلات المسخ الخليجية لم نشاهد مظاهرة واحدة. وقفت ايران بنظامها وشعبها وقدراتها العسكرية الى جانب الشعب السوري والحكومة السورية في محاربة اعنف ارهاب شهده العصر الحديث ، فاق في جرائمه الجرائم التي ارتكبها الحشاشون في بغداد وغيرها من المدن في العصر العباسي . اذاً دعم المتظاهرين في ايران والتعاطف معهم ، ليس تعاطفاً مع الشعب الايراني ، بل هو لدعم القوى المعادية للنظام ، خاصة تلك التي تخدم اجندات خارجية وقوى امبريالية ، امريكا ، السعودية ، اسرائيل ، يريدون التخلص من النظام الممانع في ايران ، لأنه جعل من طهران دولة محورية ، تتمتع باستقرار وثقل سياسي واقتصادي عالمي ، رغم الحصار الامريكي ضدها . ان امريكا واسرائيل يتوقان الى ايران حلف بغداد وايران النفوذ الصهيوني ، وايران القواعد الامريكية على أراضيها ، وايران حليفة الامبريالية ، نعم من حق الشعب الايراني أن يتظاهر لنيل مطالبه اذا كانت شرعية المظاهرات واجب وطني والجميع يدعم الطبقات الكادحة في ايران وغير ايران ، لكن اذا كانت هذه المظاهرات مدعومة من قوى خارجية مدسوسة لزعزعة الاستقرار في ايران ولضرب الدولة من الداخل ، فهي مرفوضة ، هناك تساؤلات كثيرة حول مفهوم هذه المظاهرات وتوقيتها ، من هذه التساؤلات الدعم السعودي الامريكي الاسرائيلي الفوري لها ، وهذا يؤكد ان هذه القوى تريد اشغال ايران في مشاكل داخلية حتى لا تؤدي دورها في محور المقاومة كما انهم معنيون بنقل الارهاب من سوريا والعراق الى ايران . اذا كان ترامب حريصاً على الديمقراطية في ايران ، لماذا يتجاهل هذا الحرص عن الديمقراطية في السعودية التي يعاني شعبها من أسوأ نظام عرفته الشعوب الحديثة ، أين نزاهة امريكا من حرب الابادة ضد الشعب اليمني ؟ أين نزاهتها من ممارسات حكومة نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني. ان تشفي الاعلام الاسرائيلي من المظاهرات في ايران يعري حكومة نتنياهو أكثر ، هذه الحكومة واعلامها يتصرفون كالمريض الذي اخذ يتجول ويبيع دواء لمرض الزكام ، وأنفه " مزكوم " من شدة الزكام والعطس ، فقيل له : عليك أولاً علاج زكامك قبل علاج الآخرين .

هذا ينطبق على حكومة الاحتلال ، عليها اولاً الاستجابة لمطالب الالآف من المتظاهرين الاسرائيليين الذين يخرجون منذ خمسة أسابيع للتظاهر والاعلان عن رفضهم لسياسة نتنياهو وزمرته من سياسة الفساد والمحسوبية ، وسن القوانين العشوائية التي تهدف الى محاصرة حرية المواطن ، والقوانين التي تحدد عمل الشرطة والقضاء . لماذا لا يخجل نتنياهو من تكرار هذه المظاهرات التي أصبحت جزء من المناخ السياسي والاجتماعي في اسرائيل ، هذا عدا عن المظاهرات التي تنطلق اسبوعيا في القدس وفي مدينة بيتح تكفا وحيفا ومدن أخرى باستثناء المظاهرة المركزية في تل أبيب . ان تشفي نتنياهو واعلامه في ايران لإبعاد الشبهات عن نفسه وعن الفساد المستشري في حكومته ونظامه ، لكن هذا لا ينشله من المستنقع الذي يكاد أن يفقده صوابه الى درجة الجنون ، انه يريد ان يشغل العالم بأحداث دراماتيكية خطيرة ، لذلك يقوم الاعلام المعادي لمحور المقاومة بتضخيم الاحداث في ايران الهدف اشغال العالم وابعاد انظارهم عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ، من عمليات مطاردة واعتقال وقتل العشرات من الفلسطينيين ، نتنياهو يريد ان يبعد انظار العالم عن سياسة البطش والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني ، ويبعد عن حكومته صفة حكومة حجز واعتقال الاطفال الفلسطينيين . مع اختلافنا مع العديد من جوانب الحكم في ايران ، لكننا على ثقة بأن الشعب الايراني قادر على افراز الزبد من السمن ، انه يعرف مصلحته أكثر من غيره ، والحكومة الايرانية التي حاربت الارهاب في سوريا والعراق قادرة على محاربة الارهاب السياسي داخلها ، ولم يتأخر بالاستجابة لمطالب الشعب الايراني ، لأنه هو أحق بخبرات بلاده من غيره ومن حقه نيل كافة حقوقه ، لأن الشعب يمهل ولايهمل ,

2018-01-01