الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كتب خالد هنية :رسالة القسام حول التصعيد في جبهة الشمال

 

أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أن الكتائب رفعت درجة الاستنفار في صفوفها لحماية شعبها والرد على أي عدوان صهيوني، نظرا للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين المحتلة، أنه على استعداد كامل لأي معركة قادمة، وأنه في حال تم العدوان على سوريا وشعبها او لبنان ومقاومته فكتائب القسام ستكون مع حلفائها ولن تترك الاحتلال يستفرد بشعوبنا العربية.
"لم يكن هذا التصريح عبثياً ولم يأتي من فراغ وكذلك لم يتحقق في وقت قصير على قاعدة الفعل وردة الفعل، بل يبدو أن هناك تدفق حيوي بين قوي المقاومة في تحقيق حالة من التنسيق الفاعل، لتحقيق محورية مؤثرة على قوة ونفوذ إسرائيل في المنطقة، رغم أن هذه الحالة لم ترقي إلي المستوي المطلوب، كأن تكون الكتائب جزء من غرفة عمليات مشتركة بقدر انه موقف يدفع باتجاهيين الاتجاه الأول تعزيز جبهات المقاومة والثاني التنفيس عن غزة وما آلت إليه الأوضاع من جراء الحصار، كما أنه استثمار لحالة ارباك مكامن القوة لدي العدو".

وبناء على ما ذكر سابقاً يمكن تلخيصه وتحديده في النقاط التالية:
- إن الاحتلال الاسرائيلي محاط من جبهات متعددة أصبحت بتراكم قوتها الردعية مؤثرة، سوريا (الجولان) فلسطين (قطاع غزة) لبنان (الضاحية)، وفي الأعلى النفوذ الإيراني الحامي لتلك المناطق، هذا الأمر يدفع باتجاه فرض معادلات جديدة لا يمكن التغلب عليها إما من خلال تراجع الهيمنة الاسرائيلية وبسط حالة سلام، أو الدخول في غمار مواجهة مفتوحة لم يعرف شكلها بعد، ومن سيحقق القوة والانتصار فيها.

- إن بناء محورية فاعلة بين قوي المقاومة له أهمية كبيرة ودور بارز في التأثير على قوة ونفوذ إسرائيل وقطع يدها، ورغم أن حماس جزء من هذا المحور المعنوي إلا أنه يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة لتشكيل حالة التدفق والفاعلية التي يمكنها، أن تؤثر على قوي المقاومة بالإيجاب، ورغم حالة الدعم الإيراني الكبيرة للمقاومة الفلسطينية، إلا أن اختلاف الأيديولوجيات لم يحقق الوصول لهذا الحلف الحيوي.

- إن التحالفات القائمة تشكل رصيد قوة في دعم القضية الفلسطينية وإسقاط كافة المشاريع التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ومنع تمرير صفقة القرن، واستثمار قوي المقاومة الفلسطينية كل مكامن القوة الموازية للاحتلال.
- إن الواقع الدولي بكل مكوناته تلعب القضية الفلسطينية دوراً بارزاً فيه، من خلال المنافسة بين القوي الإقليمية والدولية، وهذا من شأنه استثمار قوي المقاومة للحلقات القوة السياسية، وربط فواعلها من أجل تحقيق مكتسبات تجنب القضية الفلسطينية المخاطر القائمة.

- لا شك أن هناك اختلاف أيديولوجيات وتبادل مصالح تمثل محاذير بالنسبة لقوي المقاومة، وتأثير على عمقها العربي والإسلامي، نظراً لاختلاف الأيديولوجيات والمصالح، إلا أن السياسة تنبئ عادة بالقفز للأمام لتحقيق الأهداف الاستراتيجية .

- إلا هنا: ليس بعيداً عن منطقتنا قوة الصين الاقتصادية، ومنافستها للولايات المتحدة عالمياً، كما أنه أيضاً ليس بعيد التفوق في شبه الجزيرة الكورية في إضعاف هيبة الولايات المتحدة وعدم قدرتها على تحقيق الردع ضد كوريا الشمالية، كما أنه ليس بعيداً على روسيا أن تحمل كل تلك القوي إلي مربع التزاحم مع الولايات المتحدة ونقل مركز القوة إلي المعسكر الشرقي أو على الأقل قتل النظام أحادي القطبية، وهناك تنبؤات كبيرة في هذا الاتجاه من التزاحم.

2018-02-11