السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من يشيطنون طارق رمضان يشيطنونه استنادا على الفراغ (مترجم)....كمال ازنيدر

يجب علينا دائما أن نأخذ في عين الاعتبار أنه عندما نتحدث عن طارق رمضان فنحن نتحدث عن كائن ذو طبيعة بشرية لا عن كائن ذو طبيعة ملائكية. وككل كائن ذو طبيعة بشرية، فهو بالتالي شخص قادر على فعل أي شيء : جميلا كان أو سيء. يمكن أن يتصرف بشكل جيد كما يمكنه أن يخطئ، يذنب ويعصى الله في أي وقت.

كون أن طارق رمضان هو داعية من دعاة الإسلام لا يغير من شيء. فدعاة الإسلام ليسوا كلهم ملائكة. دعاة الإسلام، فيهم المسلم المثالي وفيهم من هو أسوأ من الشيطان بعينه. بالتالي فاحتمال أن يكون طارق رمضان واحدا من هؤلاء الدعاة المسلمين الذين هم أسوأ من الشيطان بعينه هو إحتمال وارد.

قلت أنه إحتمال وارد ولم أقل أنه بالفعل شخص سيء. فالجزم بهذا يتطلب أدلة وحجج قوية. وهذه الأدلة والحجج الصلبة التي تشيطن طارق رمضان وتؤكد أنه  مغتصب أو  زاني هي غير متواجدة لدينا بالمرة. فهؤلاء القوم الذين يلفقون لهذا الرجل تهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي هم يتهمونه بناء على الفراغ أو بالأحرى بناء على أدلة وحجج تافهة وضعيفة جدا.

فاليوم، بفضل كاميرات التجسس، أصبح من السهل على بعض الجهات تكوين فكرة مفصلة عن جسم طارق رمضان. تثبيت هذه الكاميرات في دش غرف الفنادق التي ينزل فيها طارق رمضان هو يسمح بالتأكيد لأولئك الذين يتجسسون على هذا الرجل من معرفة أن لديه ندبة في الفخذ.

هذا المعطى الذي يرتكزون عليه لتشويه سمعة طارق رمضان كنا سنعتبره دليلا قويا لو كنا مازلنا نعيش في العصور الوسطى. أما اليوم، فلا. اليوم، تقنيات التجسس تطورت بشكل كبير وكلنا نعلم جيدا ما هي قادرة على فعله الآن.

هذا المعطى، كنا كذلك سنأخذه على محمل الجد لو كان طارق رمضان مواطنا عاديا. لكنه، في الواقع، هو أبعد ما يكون عن المواطن العادي. فطارق رمضان هو مرجعية إسلامية تزعج الكثير من الناس. والجهات التي تتجسس عليه هي كثيرة جدا... بالتالي الجزم بعدم براءته وبصحة التهم الملفقة إليه بناء على معطى يسهل الحصول عليه من طرف الجهات التي تتجسس عليه وتطمح إلى هدمه عبر تشويه سمعته هو غباء ما بعده غباء.

كمال ازنيدر

(*) كاتب مغربي فرنكوفوني. مؤلف كتابي "الإسلام، أجمل ديانة في العالم" (2014) و "الإسلام السياسي، الإرهاب والسلطوية... صلة حقيقية أم وهمية" (2017).

2018-03-04