السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
انها الحرب طبولها تقرع ومزيد منها قادم إلى المنطقة ...بقلم عدان رمضان

دم الأبرياء الذي يسيل انهرا في المنطقة العربية منذ سنوات وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق لم يتوقف والدمار الهائل على كل المستويات المادية والمعنوية الذي يجتاح المنطقة لم يشفى غليل القوى الكبرى وعلى راسها أمريكا بل ان ردود فعل الدول العربية فتح شهيتهم لمزيد من القتل والتدمير وبعد ان فروا هاربين من المنطقة الآن يعودون ليشاركوا بشكل مباشر بالتدمير الممنهج لكل شيء والعرب بعضهم يقتل بعض والاخرون متفرجون يشجعون اما هذا أو ذاك وتستمر المجزرة على امتدد العروبة

المزاج الدولي مزاج متوتر أقرب إلى تصعيد الخلافات والصراعات نحو حدود العنف وحافة الحرب الكبرى فما ان يتراجع صوت طبول الحرب في مكان حتى يعلو في مكان اخر حتى ان سؤال هل تقع الحرب وأين تحول إلى متى تقع الحرب هاجس يشغل الناس في أكثر من مكان وخاصة منطقتنا وكان ما فينا لا يكفينا وكون المعركة هي في ارضنا وبدماء أبنائنا فالعالم يكتفي بالمراقبة فالنار لم تصله

السؤال الذي نطرحه، هل يمكن ان تتم إعادة بناء معادلات القوة والنفوذ السياسي والاقتصادي في العالم دون حروب؟ تجارب التاريخ والبعيد تقول لا كبيرة وواضحة واضحة هذا غير ممكن الفرق هو اين تقع الحرب ومساحاتها وامتداداتها

الحرب الباردة كانت بعد حرب عالمية طاحنة ولم تكن باردة فقد كانت ساخنة في بقاع واسعة من العالم وامتدت حروبها الساخنة على معظم قارات العالم ووضعت العالم بأجمعه على شفا الهاوية في أكثر من مناسبة وقد دفعت الشعوب الفقيرة اثمان كبيرة وغالية على مذابح صراعات هذه القوى الكبرى

نظرة سريعة نجد ان دعوات وطبول الحرب تقرع من أكثر من جهة بينما جهود الهادفة للوصول إلى سبل لحل الخلافات الدولية والإقليمية تتراجع ماكينة التحريض الإسرائيلية ضد إيران ومحورها تعمل ليل نهار وكذلك ماكينة التحريض الخليجي السعودي الداعية للحرب على إيران لم تتوقف وتهدر عاليا حتى بلسان ولي العهد محمد بن سلمان

سباق التسلح على أشده واستهلاك السلاح وآلات القتل والدمار ومعها الخبرات والشركات السوداء تزدهر في بلادنا ولا توجد مؤشرات تعزز أي تفاؤل فالحرب مستمرة واطرافها غير قادرين أو لا يريدون ان تصل إلى نهايات حاسمة والعرب فقدوا القدرة على ان يكونوا طرفا حاسما على ارضهم وفي حروبهم هم مؤهلون فقط ليكونوا أدوات ونحن نعيش مرحلة تعطلت فيها قدرة المؤسسات العربية ان وجدت وتعطلت فيها الهياكل والبنى السياسية على المستوى الوطني كذلك وما يسمى دولة في البلدان العربية مغيب في هذه القضايا والشعوب مبعثرة ومشتتة ومنقسمة افقيا وعموديا ولا توجد قوة فاعلة في اللدان العربية سوى الدين الذي تم اختطافه من مرجعيات طائفية وتجهيليه وامة لا تقرا وتمجد العصبيات والطوائف على اشكالها واسمائها المختلفة والتي بدورها تلعب دورا سلبيا في اية معادلة ممكنة للخروج من حالة الدمار والتمير الذاتي التي تعيشها المنطقة

أمريكا وإسرائيل قررت ان توسع من دائرة الحرب المشتعلة ومستواها وقرار توجيه الضربات إلى سوريا هو لحظة فارقة في مستوى المعركة واطرافها المباشرين والحرب العالمية بالوكالة سوف تتسع وتصل إلى درجة أعلى ومساحة أوسع ومعها مزيد من الضحايا والدمار

نتنياهو وترامب يقودان العالم نحو مزيد من الكوارث والغريب اننا نزداد انقساما مع هذا الطرف أو ذاك ونرحب ونعرض دمنا وابنائنا وفتاوينا واقلامنا وثرواتنا واعلامنا واية إنجازات نملكها لهذا الطرف أو ذاك ولا نرى أي مستقبل لنا أو لأبنائنا في افق هذه الحروب حالة من التيه والعميان الجماعي مع هستيريا الكراهية للذات والأخر والتدمير الذاتي حالة فريدة في التاريخ الإنساني صاحبت انهيارات العرب امام المغول والتتار وتعود الآن بصورة أفظع

اصوات الداعين إلى إيقاف هذا الجنون خافتة وضعيفة والسبل فيها مقطعة تكاد ان لا تظهر وان ظهرت تقمع ولا تسمع " فاذا جن قومك عقلك لن ينفع " فالوقت وقت الحرب ولا صوت يعلوا على صوت طبولها ودوي تفجيراتها فهي انار الحرب تلتهم الضحايا الأبرياء وتصرخ هل من مزيد.

2018-03-18