السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في عام 2030 سيكون لهذه الدول الخمس الجيوش الأكثر قوة بالعالم

رام الله-الوسط اليوم:غيّرت العمليات القتالية البرية اهتمامها بصورة كبيرة منذ نهاية الحرب الباردة؛ إذ يهدف عدد قليل نسبياً من العمليات الآن إلى هزيمة قوة مشابهة تقنياً ومذهبياً؛ مما يؤدي إلى غزو أو تحرير الأراضي.

ولا يزال التحضير لهذه العمليات مهماً، لكنَّ فروع القتال البري بدورها لها مجموعة أخرى من الأولويات، بعضها (التي تشمل مكافحة التمرد وحفظ النظام) يعود إلى أصول المنظمة العسكرية الحديثة.

ما الذي سيبدو عليه توازن القوة القتالية البرية في عام 2030، التنبؤات صعبة، خاصةً حول المستقبل، لكن يمكن لبعض الأسئلة البسيطة نسبياً أن تساعد على توضيح تحليلنا، وتركز هذه الدراسة المنشورة في مجلة The National Interest الأميركية، على 3 أسئلة على وجه الخصوص:

هل يستفيد الجيش من الموارد الوطنية، التي تشمل توافر قاعدة تكنولوجية مبتكرة؟

هل يتمتع الجيش بالدعم الكافي من السلطات السياسية، دون المساس باستقلال المؤسسة؟

هل يستفيد الجيش من التعلم التجريبي؟ وهل يتاح له فرصة التعلم والابتكار على أرض الواقع؟

بالنظر إلى هذه الأسئلة، ستكون هذه الجيوش هي الأقوى بحلول عام 2030، فإليكم القائمة:

 

الهند

يستعد الجيش الهندي للانضمام إلى القوات القتالية البرية الأكثر نخبوية في العالم. تعامل الجيش الهندي مع العمليات القتالية مختلفة الحدة؛ إذ يناضل ضد تمرد الماويين بالداخل، والحركة الانفصالية المدعومة من باكستان في كشمير، ومجموعة متنوعة من العمليات المحلية الأخرى الأصغر حجماً.

في الوقت نفسه، لا يزال الجيش الهندي مستعداً استعداداً جيداً لمواجهة قتال شديد الوطأة ضد باكستان، بعد أن قبِل منذ فترة طويلة بالحاجة إلى تلقّيه تدريباً قتالياً واقعياً. وإجمالاً، ساعدت هذه التجارب على صقل قوته ليصبح أداة فعالة لسياسة نيودلهي الداخلية والخارجية.

وبينما تخلفت معدات الجيش الهندي عن المنافسين من نواحٍ مهمة، أصبحت الهند الآن قادرة على توفير ما يوشك أن يكون عالماً كاملاً من التكنولوجيا العسكرية؛ إذ تبيع كل من روسيا وأوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة سلعها إلى الهند، بما يتمم بناء مجمع صناعي عسكري محلي فيها. وعلى الرغم من الحاجة إلى تنافسه مع الخدمتين الجوية والبحرية، يجب أن يكون للجيش الهندي قدرة أكبر على استخدام التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل أكثر من استعانته بها في الماضي من أجل زيادة قوته أكثر من أي وقت مضى.

 

فرنسا

 

من بين جميع الدول الأوروبية، من المرجح أن تحظى فرنسا في المستقبل بأكثر الجيوش قدرةً وفتكاً.

وتظل فرنسا ملتزمة بفكرة لعب دور رئيسي في السياسة العالمية، وتؤمن بوضوح بضرورة وجود قوى برية فعالة للوفاء بهذا الدور. يجب أن يستمر هذا في المستقبل، وربما يتسارع حتى مع تولي فرنسا سيطرة أكبر على الأجهزة العسكرية والأمنية بالاتحاد الأوروبي.

لا يزال المجمع الصناعي العسكري الفرنسي قوياً، سواء على الصعيد المحلي أو على صعيد الصادرات؛ إذ يمتلك الجيش معدات حديثة للقيادة والاتصالات، ويمثل العمود الفقري لمعظم قوات الاتحاد الأوروبي متعددة الأطراف، ويتمتع كذلك بإمكانية وصوله إلى معدات ميدانية ممتازة، وضمن ذلك الدبابات والمدفعية.

إنَّ التزام الحكومة الفرنسية بالمحافظة على صناعة الأسلحة المحلية القوية يعمل لمصلحة جيشها.

ويتمتع الجيش أيضاً بدعم من الخدمتين الفرنسيتين الأخريين؛ إذ تتمتع البحرية الفرنسية بإمكانات تنظيمية مشهود لها، فيما ركزت القوات الجوية بشكل متزايد على عمليات الدعم، وضمن ذلك هجومها في ساحة المعركة، والنقل، والاستطلاع. كما أنَّ الطبيعة النموذجية والمهنية للجيش تجعله قابلاً للانتشار بسهولة عبر نطاق واسع من الأراضي.

 

روسيا

خاض الجيش الروسي تحولاً مؤلماً في نهاية الحرب الباردة، وفقد الكثير من سبل وصوله إلى الموارد، والنفوذ السياسي، والقوى العاملة.

انهار المجمع الصناعي العسكري الذي دعم الجيش الأحمر ببطء، تاركاً للقوة العسكرية معدات قديمة عديمة الصيانة. انخفضت معنويات أفراده، وعانى الجيش في مواجهته القوات غير النظامية في الشيشان وأماكن أخرى.

لم تشهد النواحي جميعها تغيراً، لكنَّ بعضها فعل. سمحت إصلاحات الاقتصاد الروسي بمزيد من الاستثمار في القوة.

وسرعان ما هزم الجيش الروسي جورجيا، وفي عام 2014 قاد عملية الاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
بإمكاننا أن نسمي كل ما سبق حروب إعادة الوحدة الروسية، وهو صراع لم ينتهِ بعد.

وسيصبح الجيش الروسي قوة فتاكة بحلول عام 2030، لكن مع ذلك سيواجه مشاكل خطيرة، فربما يصبح استعانة الجيش بالتكنولوجيا مشكلة أكبر في المستقبل.

اذ بدأت تداعيات انتهاء المجمع الصناعي العسكري السوفييتي أخيراً تخبو شيئاً فشيئاً، تاركة نظاماً من الابتكار والإنتاج يناضل من كلتا الناحيتين، غير أنَّ القوى البشرية قد تمثل مشكلة أيضاً؛ إذ يبدو أنَّ الجيش عالق بين نموذج التجنيد القديم (الذي يدعمه عدد متضائل من السكان)، والنظام المتطوع الذي يجعل قوات النخبة شديدة التميز.

ومع ذلك، ستظل الدول المجاورة لروسيا خائفة من حجم الجيش الروسي وبراعته (خاصة فيما يسمى العمليات "الهجينة") فترةً طويلةً.

 

الولايات المتحدة الأميركية

 

مثّل جيشُ الولايات المتحدة المعيار الذهبي للقوات القتالية البرية منذ عام 1991 على الأقل.

يستمر الجيش الأميركي في الحفاظ على نظامه الهائل من الابتكار العسكري، ويشارك جزءاً من المكاسب مع البحرية والقوات الجوية والمشاة؛ لكن على الرغم من نموها البطيء في العقد الماضي، لا تزال المكاسب ضخمة.

وبينما لا تزال بعض المعدات التي يستخدمها الجيش الأميركي تعود إلى الحرب الباردة، فقد خضعت جميع هذه المواد تقريباً لسلسلة من التحسينات من أجل الارتقاء إلى مستويات الحرب الحديثة والحروب المركزة حول الشبكات. يمتلك الجيش أكبر مجموعة من الطائرات الاستطلاعية من دون طيار في العالم، وتساعده المراصد المتقدمة على إطلاق نيران دقيق وفتاك.

علاوة على ذلك، يتمتع الجيش بـ15 عاماً من الخبرة القتالية في الحروب على الإرهاب؛ وهي أطول فترة متسقة من العمليات القتالية منذ الحرب الهندية على الأقل، لكن من المؤكد أنَّ هذه التجربة تنطوي على مخاطر، وليس أقلها هو إرهاق المؤسسة.

 

الصين

 

منذ أوائل التسعينيات على الأقل، شارك جيش التحرير الشعبي الصيني في إصلاح شامل لقواته البرية.

ولعقود من الزمن، عملت عناصر من جيش التحرير الشعبي ضامناً لفصائل سياسية معيّنة داخل الحزب الشيوعي الصيني. ومع تطور الإصلاحات، أصبح جيش التحرير الشعبي منظمة تجارية بقدر ما كانت عسكرية؛ إذ سيطر الجيش على مجموعة كبيرة من المشروعات الصغيرة.

إلا أنَّ هذا الوضع بدأ يتغير مع ثورة الاقتصاد الصيني في التسعينيات والألفينيات. ومع تزايد إمكانية الاستفادة من التمويلات وقطاع التكنولوجيا المبتكر، بدأ العنصر الأرضي لجيش التحرير الشعبى في التراجع وإصلاح نفسه، ليصبح منظمة عسكرية حديثة.

مثل نظيرتها الأميركية، يجب على القوة البرية لجيش التحرير الشعبي أن تتشارك المكاسب المالية مع شريكيها الشَّرِهَين؛ إذ انتهى العهد الذي تركز فيه الصين على القوة الأرضية على حساب القوة البحرية والجوية.

إضافةً إلى أنَّه لا يمكن لجيش التحرير الشعبي أن يفصل نفسه انفصالاً كاملاً عن النضال بين الفصائل داخل الحزب الشيوعي الصيني، فهما متشابكان بشكل وثيق جداً لدرجة تمنعهما من تبنّي النمط الغربي في بناء علاقاته المدنية العسكرية.

شمل الإصلاح مشاريع تحديث المعدات الضخمة، والتدريب على أرض الواقع، واتخاذ خطواتٍ نحو إضفاء الطابع المهني على القوة.

وبينما لا يتمتع جيش التحرير الشعبي بنفس مستوى التمويل الذي يتمتع به الجيش الأميركي، فإنَّه يتمتع بقوة بشرية غير محدودة تقريباً، إضافةً إلى أنَّه يسيطر على موارد أكبر من أي جيش آخر في العالم.

الشيء الوحيد الذي يفتقر إليه جيش التحرير الشعبي، هو خوض حرب حقيقية. لم يشن الجيش عمليات قتالية حية منذ الحرب الصينية-الفيتنامية، ولم يلعب أي دور في الصراعات الكبرى بهذا القرن. مع ذلك، لا يوجد سبب لاعتقاد أنَّ الاتجاهات الحالية في تحديث وإصلاح جيش التحرير الشعبي ستغير اتجاهها في السنوات الـ15 المقبلة.

وفيما يخص الشرق الاوسط، نشر موقع Forbes الأميركي، في فبراير/شباط 2018، تقريراً يرصد فيه أقوى 10 قوات مسلحة في الشرق الأوسط، الذي يشهد عدداً من الحروب الأهلية في العراق وليبيا وسوريا واليمن، فضلاً عن عدم الاستقرار الأمني في شبه جزيرة سيناء في مصر، بالإضافة إلى اندلاع موجات الغضب العرضية في إيران والمملكة العربية السعودية وأماكن أخرى.

وتعتبر المملكة العربية السعودية الأكثر إنفاقاً على التسليح. في العام الماضي، كانت ميزانية الدفاع في الرياض أكثر من 5 من أكبر المنفقين في المنطقة مجتمعة (العراق وإسرائيل وإيران والجزائر وعمان)، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).

2018-03-29