الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فلسطين الحاضرة بقوة في باريس ...الطاهر العبيدي

  باريس-الطاهر العبيدي:

بمقر "الفدرالية من أجل الضفتين"، وتحت لافتة "الجبهة الشعبية التونسية"، وبأشراف الناشط السياسي والحقوقي الأستاذ "عادل ثابت" منسق الجبهة الشعبية فرنسا الشمالية، انعقدت يوم الأحد 15 ابريل 2018 ندوة بباريس على الساعة الثالثة بعد الظهر، تحت عنوان "الصهيونية ومعاداة الساميية"، من أجل مساندة الشعب الفلسطيني، في مقاومته المشروعة منذ سبعين سنة.

حضور متعدد ومتنوع لمساندة

وسط حضور مهمّ ومتنوّع، توزّع بين سياسيين وناشطين وحقوقيين فرنسيين وعرب من مختلف الجنسيات، افتتحت الندوة بمداخلة قيّمة باللغة الفرنسية للأستاذ الجامعي والمدافع عن القصية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني  " بيار سطنبول"

pierre stanboul" عن الاتحاد اليهودي من أجل السلام، تطرّق فيها بشكل عمودي وأفقي للإبعاد التاريخية لظهور الصهيونية، والإطار الذي نشأت فيه والدعم الذي لقيته والمساندة، التي جعلت منها كما وضّح  إيديولوجية تسعى إلى توطين العرق الصهيوني، على أساس العنصرية والتمييز وإلغاء الآخر..

استنساخ مأساة الهنود الحمر في الشرق الأوسط

واصل الأستاذ "بيار اسطنبول" محاضرته مسترسلا بمنهجية تحترم التاريخ والجغرافيا السياسية، ابتداء من الانتداب البريطاني مرورا بالنكبة إلى حدود الوضع الحالي، الموصوف حسب تعبيره بالعنصرية العلنية والمظالم المقيتة، وحالة عامة من "البرتايد" المتوحشة، شبيهه كما قال بما وقع في جنوب إفريقيا، مبينا أن الفلسطينيين لم يستفيدوا حتى من معاهدة أوسلو، التي زادت أوضاعهم تعقيدا وتمزيق أراضيهم وتقطيع أواصرهم بالمستوطنات التي زحفت بشكل جنوني ودون رادع. إلى جانب الحصار الذي بات مؤرقا، والجدران العازلة التي دمرت الحياة اليومية، وفصلت العائلات والأهالي عن بعضم.  

عرب إسرائيل مواطنين من درجة سفلى

لم ينس الأستاذ "بياراسطنبول" التعريج على ما يسمى "عرب إسرائيل"، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، والذين رغم هذه الوثيقة يعيشون الدونية والاستنقاص في الحقوق والمواطنة، مثلهم مثل أوضاع البدو الاسرائليين الذين يعانون من تهديم خيامهم، وافتكاك مواشيهم وأراضيهم رغم امتلاكهم للجنسية الاسرائلية، كما عرّج على الأوضاع المأساوية الحياتية، وتنامي البطالة بشكل مفزع، وحصار غزة، والمأساة اليومية الذي يعيشها أكثر من مليون ونصف من الفلسطينيين القابعين تحت الحصار، أمام أنظار العالم المتحضر..

الخلاصات والبدائل

لم يغفل الأستاذ "بيار اسطنبول" الجانب السياسي لإسرائيل منبها إلى الحقيقة الغائبة كما سمّاها وهي أن هناك توافق في سياسة اليمين وحزب العمال تجاه الفلسطينيين ومن يحاول التفريق في المنهج، أحيله إلى الحروب التي شنت سواء على لبنان أو غزة كانت تحت مظلة زعماء حزب العمال.. ليصل في الأخير إلى القول أنه ليس أمام الفلسطينيين لتغيير وضعهم سوى المقاومة بالطرق السلمية، ومزيدا من إحراج شركاء إسرائيل، وأكبر أدوات المقاومة الفعاله في نظره هي المقاطعة في جميع المستويات  والعصيان وهذه الأشكال من المقاومة طريق نحو التحرر والاستقلال الفلسطيني..

كما شدّد على حل السلطة الفلسطينية واعتبرها من الأولويات لأنها تعيش موت سريري لا يفيد الفلسطينيين وطالب بانتخابات جديدة قد تغير حالة الانسداد..  

المنتدى الفلسطيني مواطنة لأجل اختراق الحصار

من جانبها ابتدأت  الفلسطينية "لانا صادق" رئيسة "جمعية المنتدى الفلسطيني للمواطنة" بالتعريف بنشاطات الجمعية التي كل أعضائها كما قالت من النساء، وهي تعمل من أجل فكّ الحصار والتعريف بمعاناة شعب كامل تحت القهر اليومي، وتثبيت مبدأ المواطنة التي حرم منها الفلسطينيين تحت الاحتلال.

مبينة أن الجمعية انطلقت سنة 2011، وقد قامت بالعديد من الأنشطة لفائدة فلسطيني الداخل. كما أضافت أن المنتدي يتعاون مع العديد من الجمعيات

 و المنظمات الفرنسية المساندة للقضية. كما عبرت عن شكرها "لفيديرالية الضفتين" التي وفرت المكان والإعلام والكادر المشرف لإنجاح هذه الندوة المعتبرة..

ليفتح بعدها النقاش وطرح الأسئلة والتفاعل بين المتابعين للندوة والمحاضرين. ليدير الحوار وتلقي الأسئلة الأستاذ "عمر الشارني" المسئول على التكوين في حزب الجبهة الشعبية يعاضده في المنصة الأستاذ "منصف خالد" المناضل في نفس الحزب لتتواصل المقاربات المساندة للقصية الفلسطينية. وتكون معاناة الشعب الفلسطيني اليومية حاضرة بقوّة في هذه الندوة لدى الجمهور المتدخل في القاعة،  من أجل مزيدا من تسويق الوضع المأساوي للعالم المتحضر، والذي ليس بمعزل عن معرفة هذه الأوضاع، ومن اجل تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية.  

2018-04-18