الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عباس يفتح أبواب جهنم على نفسه بعد إنكاره محرقة اليهود.. ومسؤولون فلسطينيون ينفون

وكالات:ندَّدت إسرائيل والأمم المتحدة ودول غربية عدة، الأربعاء، 2 مايو/أيار 2018، بتصريحات للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اعتُبرت مُعادِية للسامية، بعدما أشار في خطاب إلى أن الدور الاجتماعي لليهود، وخصوصاً في القطاع المصرفي، يقف وراء المذابح التي تعرضوا لها في أوروبا خلال القرن الماضي.

وقال عباس، في خطاب ألقاه الإثنين 30 أبريل/نيسان 2018، أمام المجلس الوطني الفلسطيني، إن "معاداة السامية في أوروبا لم تنشأ بسبب الدين اليهودي"، واقتبس كلاماً للمفكر الألماني كارل ماركس، جاء فيه أن "المكانة الاجتماعية لليهود في أوروبا وعملهم في قطاع البنوك والتعامل بالربا، أدى ذلك إلى اللاسامية، التي أدت بدورها إلى مذابح في أوروبا".

ويأتي هذا الجدل حول كلام عباس متزامناً مع تدهور كبير في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وعلَّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هذا الكلام بالقول: "أبو مازن ألقى خطاباً آخر معادياً للسامية، بمنتهى الجهل والوقاحة زعم أبو مازن أنه تم اضطهاد وقتل يهود أوروبا، ليس لأنهم كانوا يهوداً؛ بل لأنهم عملوا في مجال الأموال والقروض بفائدة".

واتهم نتنياهو، عباس بأنه "أطلق مرة أخرى أحقر الشعارات المعادية للسامية. يبدو أن من أنكر المحرقة يبقى منكراً للمحرقة. أدعو المجتمع الدولي إلى إدانة معاداة السامية الخطيرة التي يتميز بها أبو مازن والتي آن الأوان لزوالها".

مطالبة بتنحية عباس

وطالب وزير الأمن الاسرائيلي، جلعاد أردان، على صفحته بفيسبوك، بتنحية عباس. وقال: "إن هذا الخطاب البغيض يعلّمنا شيئاً مهماً: لقد حان الوقت لأن يتنحى رئيس السلطة الفلسطينية. ومع كل يوم يمر، تتراكم العنصرية لدى أبو مازن، وتكبر الدعاية السامة والخبيثة المعادية للسامية".

وأضاف: "اللاساميّ يبقى لا ساميّاً، عاد أبو مازن لبثِّ سموم اللاسامية"، قبل أن يقول: "كيف يُعقل أن يستمر النظر إلى هذا الرجل في العالم كزعيم شرعي للشعب الفلسطيني".

كما اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية عباس، الأربعاء 2 مايو/أيار 2018 بتأجيج "الكراهية الدينية والوطنية ضد الشعب اليهودي وإسرائيل".

وفي أول رد فلسطيني، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في بيان، "عن استغرابه للهجمة المنسقة التي تقوم بها إسرائيل بالعالم، في محاولة لاتهام الرئيس محمود عباس بمعاداة السامية ورفض المفاوضات واتهامه بالإرهاب مرات عديدة".

واتهم عريقات الإسرائيليين بـ"تحريف أقواله (عباس) في أثناء افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني عندما نقل رأي بعض المؤرخين اليهود، علماً أن الرئيس لم ينف المذابح التي تعرض لها اليهود، ومن ضمنها المحرقة".

واعتبر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في بيان، أن تصريحات الرئيس الفلسطيني "غير مقبولة ومقلقة للغاية".

وقال ملادينوف إن عباس "اختار أن يستخدم خطابه أمام برلمان منظمة التحرير الفلسطينية؛ لتكرار بعض الإهانات المعادية للسامية الأكثر ازدراء، بينها افتراض أن مكانة اليهود في المجتمع كانت سبب المحرقة"، مضيفاً أن هذه التصريحات "غير مقبولة ومقلقة للغاية، ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني أو السلام في الشرق الأوسط".

بدوره، اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أنه "لا يمكن بناء السلام على هذا النوع من الأسس"، واصفاً تعليقات عباس بأنها "مؤسفة للغاية ومثيرة للقلق للغاية"، داعياً إلى التنديد بها بشكل "غير مشروط من قِبل الجميع".

كما كتب السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، وهو يهودي، على حسابه بـ"تويتر"، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 1 مايو/أيار 2018، أن "أبو مازن وصل إلى مستوى متدنٍّ جديد، فهو يعزو قضية مذابح اليهود التي حدثت على مر السنين إلى سلوكهم الاجتماعي المتعلق بالفوائد والبنوك".

وأضاف: "لأولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل هي السبب في عدم تحقيق السلام، فكِّروا مرة أخرى".

وكان عباس، الذي واجه اتهامات بمعاداة السامية سابقاً، قال في خطابه أمام المجلس الوطني الفلسطيني، مساء الإثنين 30 أبريل/نيسان 2018، إنه "قرأ الكثير من الكتب لكُتاب يهود، ومن بينهم ثلاثة كُتاب حلّلوا فكرة العداء للسامية في أوروبا" وذكر أسماءهم.

وتحدث عن كتابات لكارل ماركس، قائلاً إن "قراءاته لهذه الكتب بيَّنت أنه من القرن الحادي عشر في أوروبا وحتى المحرقة اليهودية في ألمانيا، تعرَّض اليهود لمذبحة كل 10 إلى 15 عاماً. ولكن، لماذا حدث هذا؟ هم يقولون لأنهم يهود، لكن السبب هو المكانة الاجتماعية". وأوضح أن "مثل هذا الأمر لم يحدث في الدول العربية".

"كلام غير مقبول"

وندَّد الاتحاد الأوروبي بما اعتبره "كلاماً غير مقبول حول أسباب المحرقة وشرعية إسرائيل"، مشدداً على ضرورة مواجهة "أي محاولة تهدف إلى تغطية أو تبرير أو التقليل من أهمية المحرقة".

وهي ليست المرة الأولى التي يُتهم فيها عباس باستخدام تعابير معادية للسامية.

ففي يونيو/حزيران 2016، اعلن أمام البرلمان الأوروبي أن حاخامات طلبوا من الحكومة الإسرائيلية "تسميم المياه لقتل الفلسطينيين". واعتبر الإسرائيليون هذا الاتهام نسخة حديثة عن اتهامات مشابهة كانت تُوجَّه إلى اليهود في القرون الوسطى.

إلا أن الزعيم الفلسطيني عاد وأوضح أنه استخدم معلومات إعلامية لم يتم التأكد منها. وقال إن "فلسطين هي مهد الديانات الثلاث السماوية، ونحن نرفض الهجمات ضد كل الديانات".

وانهارت العلاقات الفلسطينية-الأميركية بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في ديسمبر/كانون الأول 2017، نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ما أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون الجزء الشرقي من هذه المدينة عاصمة لدولتهم المنشودة؛ ما دفعهم إلى القول إن واشنطن ألغت بذلك دورها التقليدي كوسيط في المفاوضات مع إسرائيل.

وعملية السلام مع إسرائيل متوقفة منذ فترة طويلة؛ بسبب التعنت الاسرائيلي، والاستمرار في بناء المستوطنات، ورفضها بحث القضايا النهائية مثل القدس واللاجئين.

2018-05-03