السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الوسادة ( المخدة)....محمد صالح ياسين الجبوري

 صالح شاب في مقتبل العمر،طموح ، اكمل دراسته ، قدم إلى أحدى الوظائف الحكومية ،وتم تعينه موظفا حكوميا،يتقاضى راتبا ممتازا،يسد حاجة عائلته المكونة من(٤) افراد،ومايزيد على ذلك يدخره، أو يشتري به( الذهب)،والذهب هو زينة وخزينة يفيده في الأيام الصعبة، اندلعت الحرب، وتم استدعاء الشباب للالتحاق بالجبهة، صالح دفع البدل النقدي قبل عدة سنوات،ولم يفكر انه في يوم من الايام سيكون عسكريا في جبهات القتال، يتابع اخبار الحرب، ووضع البلاد ، وهو يدرك أن الحرب ستكون طويلة،وأن قوافل الشباب تلتحق بالجبهات،تم تكليف الجيش الشعبي بحراسة المنشأت المدنية،وهم من المتقاعدين و الموظفين ،صالح مشمول بهذا القرار وعليه الالتحاق في احدى المنشأت القريبة،عادصالح إلى البيت، وأخبر عائلته، انه بعد يومين سيلتحق مع رفاقه لحراسة المنشأة، وعليه تجهيز مستلزماته التي يستخدمها في الحراسة(سرير،وسادة، بطانيات) ومواد اخرى، وقد أصابه القلق، وأنه سوف يترك البيت، غادر مع رفاقه، وهم يقومون بالحراسة، وبعد فترة تم نقلهم إلى منشأة بعيدة، في احد الايام كانوا يتناولون( شاي العصر)، ويستمعون إلى الراديو، ويتمازحون بينهم ، سحب صالح الوسادة ( المخدة) ليتكأ عليها، شعر صالح ان هناك شيئا في المخدة،وقام بفتح المخدة، فوجد أسوار ذهبية في الوسادة، وتذكر أن تلك الاساور هي التي اشتراها قبل سنوات، حمل الأساور، وتوجه إلى البيت، سأل عن تلك الاساور، وقامت زوجته بتفتيش جميع الوسادات،ولم تعثر على الاساور، ساد الصمت في البيت والحزن، ذهب صالح الى السوق ، وعاد يحمل الحلويات والفواكة،والحزن يعم البيت ، أخرج صالح الاساور ، وقال هذه الاساور كانت معي في المخدة مدة(٦) اشهر،أدرك ان الاساور من المال الحلال، وعمت الفرحة في البيت ، وقال هذه الأسوار من تعبي ،وانها من الأموال الحلال،هي تعب السنين.

محمد صالح ياسين الجبوري كاتب وصحفي العراق

2018-07-25