الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رجل أعمال إسرائيلي يكشف ما هو مخفي: إسرائيل باعت السعودية خدماتٍ للحرب وتحرس آبار النفط وتزود دول خليجيّةٍ بحُرّاسٍ شخصيين

القدس المحتلة-الوسط اليوم:

قال رجل الأعمال الإسرائيليّ، شمؤئيل بار، مؤسّس ومالك شركة IntuView لبيع المعلومات (سايبر)، في مقابلةٍ مع موقع (Bloomberg)، إنّ المُقاطعَة العربيّة لإسرائيل غير موجودةٍ على أرض الواقع، وبحسب موقع (Israel Defense)، المُختّص بالشؤون الأمنيّة، فإنّ الشركة المذكورة هي شركة استخبارات، والتي تتخّذ من مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، مقرًا لها، وتبيع أدوات أمنيّةٍ في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وفي أوروبا.

وتابع الموقع قائلاً إنّه قبل أكثر من سنتين توجّه السعوديون إلى الشركة لشراء خدماتٍ استخباريّةٍ من الشركة بهدف خدمة العائلة المالكة عبر برنامجٍ خاصٍّ يدفع الرأي العّام في المملكة إلى تأييد نظام الحكم في الرياض.

وشدّدّ رجل الأعمال بار في حديثه على أنّه حصل على رخصة تصديرٍ للسعوديّة من وزارة الأمن الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّه وفق تعليمات الوزارة بإمكان الشركات الإسرائيليّة التصدير إلى جميع دول العالم ما عدا إيران، لبنان، العراق وسوريّة، بحسب تعبيره.

 

وأشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ السعوديّة لم تنشر نفيًا رسميًا للخبر، بل وصلت إلى مكاتب الشركة رسالة عبر البريد الالكترونيّ من “مجهول” يؤكّد فيها عدم صحّة الخبر الذي أورده الموقع الأمريكيّ (Bloomberg).

 

وفي السياق عينه، قال موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، إنّه قبل سنتين أعلنت السعوديّة عن إقامة مصنعٍ لإنتاج الطائرات بدون طيّار بمُشاركة دولة جنوب إفريقيا، ولكنّ قناة التلفزيون الروسيّ RTT، أكّدت أنّ إسرائيل هي التي تبيع الطائرات بدون طيّارٍ للسعوديّة، ونقلت عن مسؤولٍ أمنيٍّ سعوديٍّ لم تُسّمه، قوله أنّ الحديث يجري عن تمويهٍ، وأنّ الحقيقة هي أنّ صفقة أسلحة تمّ إبرامها بين الدولة العبريّة والمملكة، حيثُ تُنقل الطائرات إلى جنوب إفريقيا ومن هناك إلى السعوديّة بهدف إخفاء المصدر، أيْ إسرائيل، على حدّ قوله.

 

ووفقًا لموقع (المصدر) الإسرائيليّ، الذي يُعتبر ناطقًا غيرُ رسميٍّ بلسان وزارة الخارجيّة في تل أبيب، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّ غطاءً كبيرًا من السرية يُلقي بظلاله على العلاقات التجاريّة بين شركاتٍ إسرائيليّةٍ وشركاتٍ عربيّةٍ، وهناك سبب جيد لذلك، فرغم أنّ الحديث يدور عن علاقاتٍ تجاريّةٍ فقط، إلّا أنّ الشك تجّاه الإسرائيليين كبير، كما كشف مدير عام شركة “عرب ماركت” إليران ملول عن نشاط شركته الواسع، الذي ينجح غالبًا بفضل السرية تحديدًا.

 

وبحسب الموقع، يرتكز نشاط ملول في التجارة مع شركات مجلس التعاون الخليجيّ، بالإضافة إلى الأردن ومصر، حيثُ قال للموقع إنّ التجارة مع الدول العربيّة تُعقد تحت غطاءٍ كثيفٍ من السريّة، حتى أنّ دولة إسرائيل ليست لديها معطيات دقيقة حول حجمها.

 

أمّا فيما يتعلّق بمجالات التجارة بين الإسرائيليين والعرب، فوفق أقوال ملول، تُجرى التجارة في مجال التكنولوجيا والمواد الصناعيّة الخام، إضافة إلى مجالاتٍ سريّةٍ أخرى.

 

يشار إلى أنّ خلال حديث رجل الأعمال ملول مع الموقع، لم يكُن هذا السؤال هو الوحيد الذي حظي بإجابةٍ قصيرةٍ، فلم يحظَ أيضًا السؤال: كيف بدأت أعماله التجارية مع العالَم العربي؟ بإجابةٍ موسعةٍ، بل تضمنت العبارة عن طريق تناقل “الأخبار بين الأشخاص”.

 

لمزيد الدهشة، شدّدّ الموقع، فإنّ العرب هم الذين يتوجهون ويبادرون أكثر، بالمُقابل، زعم الموقع، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، يتغلّب الخوف على حبّ الاستطلاع لدى الإسرائيليين. حسب ترجمة المختص بالشأن الاسرائيلي زهير أندراوس.

 

وفي معرض ردّه على سؤالٍ، قال رجل الأعمال الإسرائيليّ ملول، الذي يعمل في مجال التجارة مع الدول العربيّة منذ 8 أعوامٍ، قال إنّ الدولة ذات الاحتمال المُرتفع للمُبادرين الإسرائيليين وفق اعتقاده، هي العربيّة السعوديّة، مُشدّدًا على أنّ المملكة تُشكّل سوقًا قويًا جدًا، ويُعتبر سوقها صعبًا في الواقع، ولكنّه السوق الأهّم في الخليج، ولديها احتمال مرتفع من حيث حجم التجارة مع الإسرائيليين، على حدّ قوله.

 

بقي أنْ نُشير إلى أنّ شركة إسرائيليّة أمنيّة تعمل في حراسة آبار النفط في الخليج ربحت في السنة قبل الأخيرة مبلغ 7 مليارات دولار.

 

وكان محلّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة يوسي ميلمان، في صحيفة (معاريف) العبريّة، وهو من أكثر المقربين للمنظومة الأمنية في تل أبيب، قد كشف النقاب عن أنّ شركة AGT) Asia Global Technology) السويسريّة، التي يُديرها رجل الأعمال الإسرائيليّ-الأمريكيّ ماتي كوخافي، فازت بعقدٍ بملايين الدولارات، لبناء مشاريع للحفاظ على الأمن الداخليّ في دولة الإمارات. وأضاف أنّ قائد سلاح الجو الإسرائيليّ الأسبق، إيتان بن إلياهو، كان يعمل في الشركة، التي تقوم بتشغيل كبار القادة السابقين في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، وفي شعبة الاستخبارات العسكريّة بالجيش الإسرائيليّ (أمان).

 

كما كشفت معلومات خطيرة عن شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ تحرس العديد من المؤسسات العربيّة وتُقدّم الحراس الشخصيين لكثير من المسؤولين العرب، وأنّ شركة (G4S) الأمنيّة التي تنتشر في الوطن العربيّ تُساند الاحتلال الإسرائيليّ.

 

واعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، ضمنًا، في تقرير نشرته مؤخرًا، بعمل شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ في الإمارات لتدريب وتأهيل مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنيًّا، ونشرت الصحيفة صورًا لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبيّةٍ وغربيّةٍ مستعارةٍ، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيليّة وتعريض حياتهم للخطر.

 

2018-08-23