الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ليبرمان يحتقر نفسه.. إسرائيل فقدت الردع وخضعت بعد 130 يوما لـ”حماس” التي نجحت في التغلّب على الدولة الأقوى بالمنطقة

القدس المحتلة-الوسط اليوم:ذكر محلل إسرائيلي أن شبه اجتماع يسود الأوساط السياسية والعسكرية الاسرائيلية, بأن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة, قد تمكنت من تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل في القطاع، وعلى الرغم من عدم تكافؤ القوّة بين الطرفين، باتت حماس تعزف، وإسرائيل ترقص. حسب وصف المحلل الاسرائيلي

وقال المُعلّق للشؤون العسكريّة في القناة 20 بالتلفزيون العبريّ نوعام أمير إنّ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس″ هو نقطة الذروة في تدهور الأزمة مع قطاع غزّة في هذا الصيف، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الدولة العبريّة قالت نعم لـ”الإرهاب” ولا للردع، وخضعت بعد 130 يومًا لمنظمّةٍ “إرهابيّةٍ”، نجحت بواسطة بالونات وأقمشة ممزوجة بالوقود في التغلب على الدولة الأقوى في الشرق الأوسط، وصاحبة جيش من الأفضل في العالم، على حدّ تعبيره.

 

ورأى المُحلّل أمير أنّ الضرر المباشر لا يُقدّر بمئات آلاف الحقول المحترقة أوْ المزارعين الذين خسروا أرزاقهم، الضرر المباشر، أكّد، يُقدّر بالثمن غير المسبوق لفقدان الردع، وأردف قائلاً: الآن تحيط بنا، أيْ بحدود إسرائيل منظمات إرهابية، ونحن نرى كيف نجحت “حماس” في إعادة الاحترام للعالم العربيّ، وكيف أنّ إسرائيل بفضل حكومةٍ أكثر يمينيّةٍ تتعرض للإذلال بسبب المصريين والأمريكيين. حسب رأي اليوم.

 

وشدّدّ أمير أيضًا على أننّا “نرى اليوم كيف أنّ وزير الجيش، أفيغدور ليبرمان، يحتقر نفسه بعد سلسلة تصريحاتٍ حربيّةٍ من بينها القضاء على “حماس” واغتيال رئيس المكتب السياسيّ، إسماعيل هنية والتعهد بتحويل غزة إلى سنغافورة. ووجّه حديثه إلى اليمينيين في دولة الاحتلال قائلاً: استفيقوا أيها اليمينيون من الحلم، ليبرمان يحتضن غزة مَنْ كان يُصدّق؟.

 

واختتم قائلاً: لقد كانت لدى إسرائيل فرصةً لكبح “حماس″ ليس لثلاث سنوات ونصف بل لعشر سنوات، وكانت في طريقها لإعادة الأسرى والمفقودين لكنها فضّلت غير ذلك، إسرائيل نسيت الأسرى والمفقودين، ويجب عليها أنْ تعتذر من سكان المستوطنات الإسرائيليّة، الواقعة على الـ”حدود” مع قطاع غزّة، كما قال.

 

في السياق عينه، تناولت صحيفة “معاريف” المسألة، وزعم مُحلّلها للشؤون الأمنيّة والعسكريّة، يوسي ميلمان، أنّ الضغط الذي يُمارس على رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس “أبو مازن” لاستئناف دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة لا يُعطي ثماره في هذه المرحلة، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ مصادر في المؤسسة الأمنية تُقدّر أنّ رئيس السلطة عبّاس قد يُشدّد إجراءاته ضدّ حكم “حماس” في غزّة، ويجري تقليصًا إضافيًا في الأموال التي تُحول إلى قطاع غزّة، بحسب قوله.

 

ورأى ميلمان أنّه من المُمكِن أنْ يكون للعلاقات المتوترّة بين “حماس” والسلطة الفلسطينيّة تأثير على الوضع الأمنيّ في الجنوب أيضّا، إذْ تُقدّر مصادر سياسيّة وأمنيّة رفيعة في تل أبيب أنّ فشل محاولات المصالحة بين الفصائل سيؤثر بشكلٍ مباشرٍ على الوضع الأمنيّ، وعلى احتمال التوصّل إلى تسويةٍ بين إسرائيل و”حماس″، رغم التقدم في الأسبوعين الأخيرين، كما نقل عن المصادر.

 

وأوضح ميلمان أيضًا أنّه بينما تتواصل الاتصالات والضغوط، تتواصل الأحداث قرب السياج، فبالأمس أيضًا نشبت في “غلاف غزة” عدّة حرائق جراء البالونات الحارقة التي أطلقت من القطاع، وبسبب هذه الأحداث تمّ إغلاق معبر ايرز وسيبقى مغلقًا حتى إشعارٍ آخر، باستثناء الحالات الإنسانيّة الطارئة، زاعمًا أنّه في إسرائيل يمتنعون عن تشديد الإجراءات تجاه القطاع، وبقي معبر كرم أبو سالم حاليًا مفتوحًا رغم الحرائق.

 

ونقل المُحلّل عن مصادر أمنيّة إسرائيليّة قولها إنّه تبينّ في الأيام الأخيرة انخفاض في عدد الأحداث، وينبغي الانتظار لبضعة أيام إلى أن تتضح الصورة وتسيطر “حماس” على الوضع بشكلٍ مطلقٍ، واستدرك قائلاً: أمّا إذا استمرّت الأحداث في الأيام القادمة أيضًا، فستُعيد إسرائيل النظر في إجراءاتها مرّةً اخرى، ولكن في هذه المرحلة يجب إعطاء فرصةً لمحاولات الوصول إلى تسويةٍ واستقرارٍ امنيٍّ، حسبما قال.

 

وأشار المُحلّل إلى أنّه بموازاة الخطوات الأمنيّة، تجري أخرى سياسيّة، مُتطرّقًا لزيارة جون بولتون، مستشار الأمن القوميّ في إدارة ترامب، إلى إسرائيل، واجتماعه  مع وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، حيث دار النقاس بينهما حول الوضع في سوريّة وتواجد القوات الإيرانيّة هناك، وكذلك أيضًا الوضع الأمني في الجنوب.

 

واختتم قائلاً إنّ بولتون، الذي التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال في مستهل اللقاء إنّه واضح أننا أمام تحدّياتٍ كبيرةٍ، بالنسبة لإسرائيل وللولايات المتحدّة وللعالم كلّه، البرنامج النوويّ الإيرانيّ وبرنامج الصواريخ الباليستية موجودان على رأس اللائحة، بحسب قوله.

 

2018-08-23