الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الرئيس عباس وخطاب الشرعيه الدوليه....د.ناجي صادق شراب

خطاب الرئيس  محمودعباس في الأمم المتحده أمام الجمعيه العامه وهى أكبر منتدى دولى ، وتجسد الشرعيه الدوليه، ليس كأى خطاب سياسى سبق أن إستمعت له الجمعيه العامه من الرئيس الفلسطينى ، وقد يذكرنا بخطاب الرئيس عرفات لأول مره وهو خطاب السلام والمقاومه المشروعه التي يملكها الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه التي أقرتها الجمعيه العامه. الخطاب هذه المرة يحدده المكان الذى تمثله الأمم المتحده المسؤولة عن القضية الفلسطينيه ، والمسؤوله أيضا عن تنفيذ قراراتها بشأن الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وخصوصا قرار الدولة الفلسطينيه, ويحدده الزمان  الذى تحاول فيه الولايات المتحده وإسرائيل نزع الشرعية الدولية عن القضية الفلسطينيه، ورأينا القرارت العديده التي إتخذتها الإدارة ألأمريكيه الحاليه وأهمها القدس واللاجئيين والتي تحمل مدلولا سياسيا خطيرا وهو إلغاء كل القرارات التي تبنتها الأمم المتحده وجمعيتها العامه بشأن القدس واللاجئيين أي إلغاء القرار المشهور رقم 194،وإلغاء دور الوكاله الدوليه لغوث اللاجئيين، ومن هنا الخطاب السياسى للرئيس ينبغي أن يضع فيه المسؤولية الدوليه الكامله على ألأمم المتحده، والمطالبه بتنفيذ قرار الدولة الفلسطينيهن وتحولها لعضو كامل تحت الاحتلال، ومن ثم المطالبه بإنهاء الاحتلال عن هذا العضو ، لأن ألإحتلال الإسرائيلي يعتبر مناهضا ومناقضا لميثاق الأمم المتحده وأهدافها ومبادئها في السلام والأمن. فأولا المطلوب من الرئيس ليس فقط التذكير بهذه القرارات والشرعيه الدوليه والدفاع عنها ، بل المطلوب أولا اتخاذ قرارا دولىا واضحا وصريحا بشأن الدولة الفلسطينيه الكاملة العضوية ، وعليه التقدم والإقتراح بممارسة الجمعية العامة لحقها في تنفيذ قرار او قانون الإتحاد من اجل السلام للتغلب على الفيتو الأمريكي وصيانة مصداقية الأمم المتحده، في الدفاع عن دورها ، وإعلان مرحلة قيام الدولة الفلسطينيه من ألأمم المتحده ولهذا دلالة سياسيه عظيمه وكبيره، فالدولة الفلسطينية مسؤولية ألأمم المتحده وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليه دوليه ،ولذا أرى ان يكون هذا الخطاب خطاب إعلان الدولة الفلسطينيه، بما يعنى ذلك مطالبة إسرائيل التعامل مع الفلسطينيين كدولة وليس كمنظمه او سلطه ، وفى السياق نفسه مطالبة ألأمم المتحده وتحمل مسؤوليتها في قيام مؤسسات هذه الدولة ، والتسهيل لإجراء الإنتخابات الفلسطينيه لبناء مؤسسات الدولة ، وعند قيام هذه الدولة والإعتراف بها يمكن لها تحمل مسؤولياتها كاملة إزاء مواطنيها ، وأن يتضمن الخطاب مواصفات ومحددات كامله لهذه الدولة كدولة ملتزمه بميثاق الأمم المتحده والشرعية الدولية ،وكدولة ديموقراطيه وسلميه تنبذ العنف والإرهاب وألإقتراح بان تشارك ألأمم المتحده في صياغة دستور هذه الدولة.، وهنا ىإحياء العمل بالقرار رقم 181 الذى تبنته الجمعية العامه والذى ينص على قيام الدولة العربيه على مساحة لا تقل عن 54 في المائة من مساحة فلسطين ، وأن المطالبه بقيام دولة فلسطينيه على حدود العام 1967 ، وهو عام ألإحتلال يعنى أمران هامان أولا حجم التنازل الذى يقدمه الفلسطينيون من أجل السلام ، وثانيا تحديد عام 1967 يتوافق وكل القرارات الدوليه التي تعتبر لإحتلال الإسرائيلى لكل الآراضى الفلسطينيه يعتبر غير شرعيا، بما فيه المستوطنات التي أقيمت على أآراضى الدولة الفلسطينيه ، فالمطلوب هنا ليس فقط إنهاء الاحتلال ،بل أيضا إزالة كل المستوطنات من الآراضى الفلسطينيه المخصصة للدولة الفلسطينيه، وهذه النقطة التذكير بها مهم جدا في هذا الخطاب. والنقطة الأخرى المطالبه بتوفير كل الدعم المالى والسياسى والإقتصادى لهذه الدولة الفلسطينيه، حتى تضيف للسلام وألأمن الدولى ، وأخيرا على الرئيس أن يقدم إقتراحا كاملا وتفصيليا لكيفية تحقيق السلام بمنح الأمم المتحده دورها كاملة في السلام ، وهذا بديل للدور ألأمريكى ، وإحياء للدور الدولى ومرجعيته في السلام ، وهنا يمكن التذكير بدور اللجنة التي أنشئتها ألأمم المتحده والخاصة بفلسطين ، والمطالبه بإعادة تشكيل هذه اللجنة وأن تتشكل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن دائمين وغير دائمين ويمكن أن تضا ف دولا أخرى ، وتكلف هذه اللجنة بتقديم تصور كامل للحل ، على أن ينتهى دورها خلال عام،وتقدم تصورها في الدورة القادمه للجمعية العامة العامه، وعندها يتم تبنى توصياتها ، وفى حال الإعتراض عليها بالفيتو الأمريكى تتم تبنى التوصيات بموجب قانون الإتحاد من اجل السلام ، في حال تبنيها تصبح ملزمه على فلسطين وإسرائيل، وعندها يبدأ تنفيذ قرارات ألأمم المتحده. الخطاب ينبغي أن يبتعد عن العموميات والشعرات والهجوم وأن يتضمن مقترحا تفصيليا كما اشرت ، ليكن خطاب الدولة الفلسطينيه.ويتحول لوثيقة سياسيه عماه تحدد الرؤية الفلسطينيه للحل والسلام. السلام إقتراح ورؤي ولي سمجرد مطالبه، وليكن خطاب المبادره السياسيه.التى تحمل إسم الرئيس. وهذا سيكون أكبر إنجاز للرئيس على مستوى حياته السياسيه، ومستوى القضية الفلسطينيه وسيشكل نقله نوعي في مسار النضال السياسى الفلسطينى.

دكتور ناجى صادق شراب

[email protected]

2018-09-21