الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نحو حماية الأمن الوطني الأردني......حمادة فراعنة

 

 تساؤل مشروع سمعته من قبل، وقرأته على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، كتبه أحدهم لا أشك أن دوافعه وطنية واضحة، بدون إخلال بدوافعه القومية وانحيازه للشعب الفلسطيني، والتساؤل هو : لماذا يتقدم الأردن عن باقي البلدان العربية في تبني القضية الفلسطينية وفي « التنطح « لمعاندة الولايات المتحدة، الدولة التي تقدم للأردن، منفردة، أكثر من مليار دولار سنوياً مساعدات اقتصادية وعسكرية وتنموية ؟؟ والسؤال الأخر الذي لا يقل أهمية، ما هي أوراق القوة التي يملكها الأردن لتجعله رأس الحربة السياسية في مواجهة العدو الإسرائيلي ومشروعه التوسعي، وفي مواجهة سياسة واشنطن الداعمة لسياسات وإجراءات حكومة المستعمرة الإسرائيلية ؟؟ .

ما أثار هذه التساؤلات وجدّدها لدى البعض، هو خطاب رأس الدولة الأردنية جلالة الملك أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 25 أيلول 2018، الذي إشتمل بأغلب مضامينه على عرض القضية الفلسطينية ومألاتها وحرمان شعبها حقه في الحياة على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه ، وحتى في تناوله للأزمات الخطيرة التي تواجه العالم العربي كسوريا والإرهاب واللاجئين، ودور الأردن فيها ومن خلالها، فقد عالجها جلالته من زاوية إرتباطها كما سماها بـ « الأزمة المركزية « ، وحددها بـ « الحرمان الممتد عبر السنين للشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته « وحينما يتحدث عن وجود « أسر إسرائيلية تعيش بعزلة مستمرة دون أن تنعم بالأمن « فقد عزا ذلك إلى وجود « أسر فلسطينية، عانت التهجير لعدة أجيال، يواجه أطفالها تهديد إنكار هويتهم « .

إذن حينما نستعرض عناوين المشاكل والحروب التي إجتاحت العالم العربي، منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقيام المستعمرة الإسرائيلية عام 1948، نجد أن العدو الإسرائيلي خلفها وسببها أو هو المحرض عليها :

أولاً : لندقق في حرب السويس والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 : بريطانيا وفرنسا والمستعمرة الإسرائيلية .

ثانياً : الإحتلال الثاني لما تبقى من فلسطين عام 1967 القدس والضفة الفلسطينية وغزة، إضافة إلى إحتلال سيناء المصرية والجولان السورية .

ثالثاً : الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وإجتياح بيروت عام 1982 .

رابعاً : الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات، وإستراتيجية واشنطن تدمير الدولتين وتزويدهما بما يدفع بهما لمواصلة الحرب بتحريض إسرائيلي، وسياسة « الاحتواء المزدوج « الأميركية لطهران وبغداد .

خامساً : الإيحاء من قبل السفيرة الأميركية جلاسبي ابريل في دفع الرئيس الراحل صدام حسين إلى معاقبة الكويت وإعتبار المشكلة مسألة تخص الطرفين ولا شأن للولايات المتحدة بها .

سادساً : التحريض الإسرائيلي عبر أدواته المتنفذة في الولايات المتحدة بتحطيم العراق وتدميره وإحتلاله تحت حجة إحتلال الكويت وتحريرها .

سابعاً : تدمير ليبيا وسوريا بتدخل أميركي مباشر وبتحريض إسرائيلي معلن .

ثامناً : دعم المعارضة السورية لتقويض النظام والعمل على إسقاطه.

تاسعاً : تحريض إسرائيلي مباشر ضد طهران ورفض الإتفاق النووي الذي توصل إليه الوزير جون كيري مع رئيسه أوباما عام 2015، ومواجهة السياسة الإيرانية، والدفع بتفجير الخلافات الإيرانية العربية في اليمن والبحرين والعراق ولبنان .

عاشراً : العمل على شق السودان، وكانت تل أبيب أول من إعترف بدولة جنوب السودان بتاريخ 9/7/2011، وكانت الطرف الوحيد في العالم المؤيد لاستفتاء كردستان يوم 25/9/2017  ودفعه نحو الانفصال.

ويدلل ذلك كله على النتائج المدمرة للسياسة العدوانية الإسرائيلية وإستغلال نفوذها داخل مؤسسات صنع القرار الأميركي ودفعها لتكون رأس الحربة المدمرة للبلدان العربية وإفقارها، كما حصل للعراق وسوريا وليبيا واليمن وإستنزاف مصر وإضعاف قدرات الخليجيين المالية .

سياسة الأردن الشجاعة الواعية التي يقودها جلالة الملك، تدرك هذه الأبعاد وتعمل على حماية أمننا الوطني، والأمن القومي للعرب، ومدخله لذلك القدس وفلسطين، وعدم التورط في سوريا والعراق واليمن .

[email protected]

2018-09-27