الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جواد العقاد: التغير البيئي ومزاجية الإنسان يحددان شكل القصيدة.

الحداثةُ بمفهومِها البسيط إعادة تشكيل الوعي الجمعي وإيجاد علاقة جديدة مع الأشياء،وإعادة صياغة المفاهيم بما يتناسب مع طبيعة العصر والذائقة الإنسانية .

لذلك لابد من النظر للشعر من منظورٍ حديث واسع، لم يعد الشعر ( كلام موزون مقفى له معنى وتأثير) ؛ فالقواعد ُالكلاسيكية المُعتبرة قبل عصورٍ طويلة لا تجدي اليوم في ظل التغيرات الجغرافية والثقافية والفكرية ، ولا تتناسب مع الشعر باعتباره خلقٌ جديد وإبداع وخروج عن المألوف، فالشعر فن لغوي بمعنى أن وسيلة التعبير هي اللغة، والقضية التي يمكن طرحها بالرسم الذي واسطة تعبيره الألوان أو أي فن آخر يمكن طرحها في الشعر أيضا.

الفنون جميعها بما فيها الشعر لايمكن تأطيرها في تعريف منطقي ، فهي خارجة عن القواعد الجامدة، وشروطها نسبية متغيرة ؛ لأنها مرتبطة بالحالة الشعورية للإنسان وهي غير مستقرة بالفطرة ،فالإنسان مزاجي جداً، كما أن الفنون مرآة الواقع، والفنان ابن بيئته، ومن هنا تتأثر الفنون بالطبيعة والتغيرات البيئة. الشعر في عصر المدينة والتكنولوجيا والسرعة يختلف تماماً عن عصور الشعر السابقة وهو في تغير مستمر مضمونا وشكلا متأثرة بالطبيعة، وكذلك بالقضايا الفكرية العامة.

إذا إيقاع العالم تغير، فكيف لايتغير إيقاع الشعر!.

الخلاصة :

1-التجديد لا يتعارض مع التراث أبدًا ، علينا أن نتعامل معه كمورثٍ نعتز به ولا نأخذه منهجًا للحياة ،والبناء عليه يكون بتطويره بما يناسب البيئة.

2- الفنون بما فيها الشعر خارجة عن القواعد وشروطها نسبية ؛ لذلك لا يمكن تعريفها تعريفًا جامدًا.

3- إيقاع العالم تغير في عصر السرعة، فكيف نجعل الشعر رياضيات ومنطق.

جواد العقاد - فلسطين

2018-10-08