الإثنين 9/11/1444 هـ الموافق 29/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
11شهيد من غزة لدى الاحتلال لا قبر ولا قبلة وداع....سامي إبراهيم فودة

 

شهداؤنا الأطهار /

أنتم يا أعظم وأنبل بني البشر, من كتبوا التاريخ بمداد من دمائهم الزكية,وضحوا بأنفسهم وجادوا فداءً للوطن,أنتم تاج العز والفخار فوق رؤوسنا,ووسام من الشرف والفخر على صدر الوطن,فانتم إيقونة الباسلة والعطاء والتضحية والفداء,أسمائكم نجوم تلألأت في كبد السماء,طوبى لكم يا ملح الأرض وكحل البارود,وشذا رائحة المسك والياسمين,ستبقى ذكراكم سراجاً منيراً يضيء دروب الأجيال القادمة, سلاماً على أرواحكم الطاهرة المعانقة أجنحة السحاب,سلاماً على من رحلوا عنا وذكرهم حاضر برغم الغياب...

فما أنا بصدده اليوم في مقالي هو تسليط الضوء على احتجاز إحدى عشرة شهيداً من أبطال شهداء مسيرات العودة والذي بلغ عددهم أكثر من 220 شهيد,جلهم ارتقوا شهداء إلى العلا مخضبين بدمائهم الطاهرة في مواجهات سلمية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 1948,بعد أن لبوا نداء الوطن غير آبهين بالموت مطالبين بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من قراهم ومدنهم بقوة السلاح وكسر الحصار عن غزة منذ انطلاق فعاليات مسيرات العودة الكبرى في 30 من آذارمارس الماضي,

فمازالت سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين شهداء مسيرات العودة,وترفض تسليمهم إلى ذويهم من اجل إكرام مثواهم الأخير ودفنهم بصورة لائقة تليق بمكانتهم الغالية وتضحياتهم الباسلة,متحدية المجتمع الدولي وضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان,رغم كل المحاولات والمناشدات الحقوقية التي طالبات بتسليم جثامينهم,وقد اعتبروا ذوي الشهداء أن عملية استرداد جثامين أبنائهم هو حق كفلته لهم كل الشرائع والأعراف الدولية,وأنهم ينتظروا أبنائهم على أحر من الجمر من اجل تكحيل عيونهم برؤيتهم وتقبيلهم القبلة الأخيرة وإلقاء نظرة الوداع عليهم,لكي تظمئن قلوبهم بأنهم دفنوا في مقابر حسب الشريعة الإسلامية ويتسنى لهم بعد ذلك زيارتهم وقتما ما أمكن..

هناك طلبات التماس قدمت عبر عدة مؤسسات ومراكز قانونية وحقوقية حول قضية احتجاز "24 جثمانا"جميعهم من القدس والضفة وغزة,حيث تقوم سلطات الاحتلال باحتجاز نحو 260 شهيدًا في مقابر خاصة أطلق عليها "مقابر الأرقام"وأكثر من 24 شهيدًا مسجى في ثلاجاتها،ونصفهم من قطاع غزة.

وإليكم أسماء شهداء مسيرات العودة الذين تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم فهم على النحو التالي..

الشهيد البطل / عماد خليل شاهين "17 عاما" من النصيرات- تاريخ الاستشهاد 3/11/2018م

الشهيد البطل / محمد محارب الربايعة "22 عاما"من النصيرات "الزوايدة"- تاريخ الاستشهاد 30/3/2018م

الشهيد البطل / مصعب زهير السلول "22 عاما"  من النصيرات- تاريخ الاستشهاد 30/3/2018م

الشهيد البطل / عطية محمد العماوي "23 عاما"من خانيونس- تاريخ الاستشهاد 29/4/2018م

الشهيد البطل / يوسف أحمد العماوي "25 عاما" من خانيونس- تاريخ الاستشهاد 29/4/2018م

الشهيد البطل / يوسف جاسر أبو جزر "16عاما"من رفح - تاريخ الاستشهاد 29/4/2018م

الشهيد البطل / عبد الدايم أبو مسامح "23 عاما"من خانيونس- تاريخ الاستشهاد  6/5/2018م

الشهيد البطل / رمزي النجار "23 عاما" من خانيونس- تاريخ الاستشهاد 4/6/2018م

الشهيد البطل / خالد عبد العال "18 عاما" من رفح- تاريخ الاستشهاد 2/7/2018م

الشهيد البطل / هاني محمد المجدلاوي "24 عاما"من مخيم جباليا الفالوجا- تاريخ الاستشهاد  /20/8/2018م

الشهيد البطل / عطّاف أبو صالح "32 عاما" سكان جباليا تاريخ الاستشهاد /9/9/2018م

نتساءل نحن أبناء الوطن  /

أين ذهبت دماء الشهداء التي أريقت بدم بارد في ساحات المواجهة بمسيرات العودة,هل أصبحت دمائهم تجارة سلعة رائجة واستثمار تضحياتهم بضاعة رابحة في هذا الزمن,بأن نقايض لتر الدم بالسولار والدولار وإنعاش الحالة الاقتصادية لغزة وفق أجندات الاحتلال الصهيوني ...

لماذا لم تنصفوا ذوي شهداء مسيرات العودة من استرداد جثامين شهدائهم المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الصهيوني

من يتحمل مسؤوليات رعاية أسر الشهداء والجرحى الذين بترت أطرافهم وتمزقت أشلاءهم وتهشمت عظامهم بعد أن تركوا أبنائهم على قارعة الطرقات يواجهون مسيرهم المظلم وأوضاعهم المأساوية التي توجع القلب, فقلوبهم مكسورة ومعنوياتهم مهزومة نتيجة خذلان من أغروا بأبنائهم وزوجهم في أتوان مسيرات الموت المجاني  ..

لا تحاولوا ترويض عقولنا لكي نصبح لديكم قطيع من الأغنام البائسة تساق وفق أهوائكم النرجسية إلى مسالخ الذبح,بعد التسوية المذلة مع سلطات الاحتلال والحديث عن الانجازات وبشائر النصر التي تلوح في الأفق ما هي إلا نتاج  ثمن دماء الشهداء والجرحى,وتحقيقيها على الأرض يعزز من وحده صمود شعبنا في غزة,

ما يحدث هو قمة الهراء ممتزج بقدر من الاستخفاف بعقول البشر دون مراعاة لمشاعرهم,فإن التسهيلات التي يتم إدخالها إلى غزة ,ظاهرها إنساني وباطنها مغلف بثمن سياسي ويجرى تقديمها بموافقة قوى البغي والطغيان وعصابات الإجرام ومن لف لفيفهم من العملاء المأجورين بالمنطقة بهدف تدمير المشروع الوطني وتكريس أمد الانقسام وخلق أجسام مشبوهة بديلة عن- م- ت- ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني,فهذا الثمن لا يرتقى مع حجم تضحيات دماء الشهداء والجرحى ومعاناة شعبنا المذبوح من الوريد إلى الوريد..

للأسف لم تحققوا أهدافكم التي ناديتم بها منذ انطلاقة فعاليات مسيرات العودة,بعودة شعبنا إلى الديار التي هجروا منها عام 1948 ولا بكسر الحصار بالكامل,وإنما جلبتم لنا جيشاً من ذوي الإعاقة الدائمة والمؤقتة يتكئون على عكاكيز ومنهم يرقدون على كراسي متحركة وشهداء بعمر الورود روت دمائهم ثري ارض الوطن,

فما هو الثمن .. لا تقلوا جلبتم لنا الطعام والكهرباء والمال والسولار,فما يجري هو تدويلاً للوطن وتمريراً لصفقة القرن يا ...

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. الشفاء العاجل لجرحانا البواسل.. والحرية الكاملة لأسرانا الأبطال

2018-11-09