الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
منظمة التحرير عنوان الشعب الفلسطيني....أحمد يونس شاهين

 منذ أكثر من نصف قرن وشعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده له عنوان واحد وبيت واحد هو منظمة التحرير الفلسطينية التي بنيت بسواعد وهمم قادة فلسطينيون ناضلوا من أجل اعلاء صوت الشعب الفلسطيني وابراز هويته لتثبيت حقه في أرضه التي هجر منها بعد الاحتلال الاسرائيلي وقبلها غزو العصابات الصهيونية والانتداب البريطاني الذي ساهم بذلك.
محاولات ومؤامرات كثيرة دُبرت وأُحيكت للنيل من منظمة التحرير والالتفاف عليها ونزع شرعيتها كي لا تكون ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وكم اجتهد الاسرائيليون بذلك ومن تبعهم إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل حتى أنه مع بدء الحديث عن حل سلمي للصراع العربي الاسرائيلي اصطدمت المحاولة الاسرائيلية الامريكية بصخرة الموقف الفلسطيني الرافض لأن تكون محادثات السلام مع أي طرف آخر، فخضعوا للإصرار الفلسطيني وكان شرط رئيسي أن يعترف الكيان الاسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية عنواناً للشعب الفلسطيني مقابل اعترافها بوجود دولة اسرائيل إلى أن كان اتفاق أوسلو وجاءت السلطة الوطنية الفلسطينية بموافقة أغلبية أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، فمنذ نشأة المنظمة والشعب الفلسطيني وكل الفصائل المنطوية تحت جناحها تدافع عنها وعن وجودها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني مهما بلغ حد الاختلاف بينهم.
منذ أن أصبح ترامب رئيسا للولايات الامريكية قرر نقل سفارته إلى القدس بعد أن اعترف بها عاصمة لإسرائيل، واتخذ قراراً بإغلاق مكتب منظمة التحرير في نيويورك, ومن هنا أصبح واضحاً أن حرباً ضروساً تشنها أمريكا واسرائيل ضد منظمة التحرير تحديداً وهذا ليس من باب الصدفة وإنما كونها تمثل الكل الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة واللاجئين في مختلف دول العالم، وبدأت بقطع مساعداتها لوكالة الغوث التي تقدم خدمات انسانية للاجئين الفلسطينيين لإذابة حق العودة، يبقى الغريب والمدهش اليوم أن منظمة التحرير لم تعُد تعجب البعض الفلسطيني لأن تكون ممثلاً للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، والأغرب من ذلك أن بعض فصائل المنظمة أصبحت تقاطع جلسات المجلس الوطني والمركزي التابعين للمنظمة لأسباب غير مقنعة، فلماذا القطيعة في هذا الوقت بالذات، فإذا كان هناك أخطاء فالجلوس حول الطاولة يذيب الخلافات ويقرب وجهات النظر ويذلل العقبات، فوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني بمنظمة التحرير يعزز الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن المزمعة التي تهدد مستقبل القضية الفلسطينية ورسالة للجميع بأنها هي العنوان، فالأولى هو المحافظة على قوة منظمة التحرير وتعزيز مكانتها بدلاً من مساعدة أمريكا واسرائيل بشكل غير مباشر ودون وعي للالتفاف عليها وزعزعة مكانتها وتمثيلها للشعب الفلسطيني لان اسقاطها هو ضياع لمشروعنا الوطني.
المطلوب في هذه المرحلة هو تقوية منظمة التحرير وضم جميع الاطر الفلسطينية لجناحها وتوحيد الموقف الفلسطيني من اجل مواجهة ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني من مؤامرات على رأسها ما يسمى بصفقة القرن التي تهدد مصير القضية الفلسطينية. 
لنختلف ونختلف لكن أن لا يصل حد الاختلاف على وحدانية التمثيل للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية هوية الكل الفلسطيني.

أمين سر الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام.

2019-02-26