الأربعاء 19/10/1444 هـ الموافق 10/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'خاص الوسط ' ..في البلدان التي دمرها الغرب، على الناس التوقف عن الإعجاب بأمريكا وأوروبا...بقلم: أندري فلتشك/ ترجمة محمد عودة الله

يبدو الأمر عجيباً ولكنه صحيح: في البلدان التي أضر بها الغرب وحتى دمرها ونهبها بالكامل، فإن الكثير من الناس ما زالت مغرمة بأوروبا وأمريكا الشمالية. لسنوات قد لاحظت هذه "الظاهرة" حتى فيما هو أكثر نهباً وتدميراً بالحرب من المناطق وأحياء الفقراء، عادة ما أصبت بالصدمة وكثيراً ما غلب علي اليأس، لم أعرف كيف أرد أو أتفاعل مع أو كيف أصف ما كنت ألاحظ.

حتى قبل بضعة أيام كنت في سورية بالقرب من ساحة المعركة في إدلب ومن المنطقة المميتة لجبهة النصرة، وفي بلد حيث قتل الغرب وحلفائه مئات الآلاف من البشر، قام أحد المترجمين بإطلاق زفرة وطنية "أنظر ما أجمل هذه البلد، تكاد تناظر أوروبا جمالاً"، وفي الليل بدأ مرشد آخر يتذكر بحنين أيامه المجيدة في أوروبا عندما كان بإمكانه الذهاب هناك قبل اندلاع الحرب، ومترجم لم يعرف فيدل كاسترو (لدي صورته وهو يشعل السيجار كخلفية لهاتفي المحمول)، والمرافقان المحليان لي طلقاء في العامية الأوروبية والنظرة إلى العالم، ولكن معرفتهما بالصين تكاد تكون معدومة، كانا وطنيان ودعما بلدهما، ولكنها في نفس الوقت أعجبا بالغرب وبالصحفيين الغربيين من وسائل الإعلام الرئيسة- نفس صحفيي آلة الحرب الإعلامية والذين ساهموا في أن تتحول سورية الجميلة والفريدة إلى ما هي عليه الآن- كل ذلك أعطى انطباعاَ بالفصام ولكنه ليس جديداً.

لم اعد أحتمل ذلك فقررت كتابة هذه القصة، بالرغم أنها حقل ألغام ذهني، قررت أن أكتبها لأنها هكذا، ولأنه يجب أن أرويها، على أحدهم أن يرويها، ولأنه من الضروري بالمطلق أن نحارب الصورة الذاتية الملتوية للغرب والتي يعدي بها تقريباً كل الأمم في العالم، ومن ضمنها كل الأمم التي نهبها واغتصبها.

هل نحن نتعامل هنا مع "متلازمة ستوكهولم"؟ على الأغلب نعم، فالضحايا تقع في حب معذبيها.

لقرون طويلة، لقد عمل الغرب على استيطان واغتصاب السلطة وحرفياً إرهاب الكوكب برمته، مئات الملايين من بني البشر قضوا نتيجة الاستيطان والاستيطان الجديد والامبريالية، الثروة والمؤسسات الثقافية والتعليمية والمستشفيات والنقل والمتنزهات، وكل ما تملكه أمريكا وأوروبا الآن وتعتز به، بني على جبال من العظام وعلى النهب غير الملجم، هذا ما لا يمكن دحضه، أليس كذلك؟

العبودية والقتل الجماعي والتوسع بالإبادة الجماعية، الغرب نهب العالم وركز السلطة في يديه مروجاً استثنائيته من خلال عملية لا تكل من غسل الأدمغة (يسمى التعليم)، ودعاية الحرب (تسمى معلومات) والترفيه الملتوي للجموع التي تسكن البلدان الفقيرة (تسمى الثقافة والفنون).

أنه لأمر سخيف وصادم أن أوروبا وأمريكا ما زالتا موضع حب وإعجاب العديدين وحتى (وخاصة) في مناطق حيث أنزلت الحكومات والشركات الغربية كارثة على كل شيء كالجراد، تاركة للمحليين أرضاً محروقة وأحياء للفقراء مسممة وبائسة.

كيف يكون هذا ممكناً؟

عملت لسنوات في أفريقيا وهي قارة تم إخضاعها بالكامل لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وغيرهم من الأمم الأوروبية التوسعية، أفريقيا حيث اقتيد الملايين من الرجال والنساء والأطفال بالسلاسل كعبيد إلى "العالم الجديد". وحيث مات الملايين في عملية "الصيد" ومات الملايين في مراكز النقل وفي البحار المفتوحة، هذه عشرات ملايين الحيوات المخربة، والنهب التام للموارد والإذلال الذي لا يمكن تصوره للناس والإبادة الجماعية والهولوكوست للأفراد المحليين مما يدعى الآن ناميبيا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقادة إفريقيون عظام مثل لومومبا الذين اغتالهم الحكام الغربيون.

ومع ذلك يرى العديد من الأفارقة الغرب "كمثال" رائع و"كمنارة هادية"، و"كأب" صارم ولكن محترم والذي يستخدم الحزام إذا دعت الضرورة، والذي يكافئ من "أبنائه" من "يتصرفون على نحو ملائم".       

أنه أمر مقزز ولكن لا يمكن إنكاره.

أعظم الكتاب الإفريقيين يدرسون الآن في جامعات بريطانيا وأمريكا، لقد تم جعلهم "محايدين" أو "مسالمين" والكثير منهم تم شرائهم مباشرة، والقضاة الإفريقيون يلبسون شعر مستعار أبيض ساخر ويقومون بما وسعهم ليبدون مثل نظرائهم الانجليز، وأبناء النخب الفاسدة يجمعون الشهادات من الجامعات البريطانية والفرنسية مقلدين لهجة الطبقة العليا في أوروبا.

لتتصرف وتبدو وتتحدث كالمستعمرين، أمر يجلب الاحترام.

الأمر نفسه في جنوب آسيا.

التصنع الخلقي بين أفراد الطبقة العليا في الهند وباكستان يشبه بريطانيا (ومؤخراً أمريكا)، تفعل النخب هناك المستحيل لتبدو أكثر انجليزية من الانجليز، وأكثر كاليفورنية من سكان الساحل الغربي لأمريكا، عدد لا يحصى من الجامعات الهندية الخاصة تسمي نفسها "أمريكية" أو "بريطانية" ومع تكرار تزيين أسماءها ب "أكسفورد" أو "كامبريدج".

أن "يقبل" المرء في أمريكيا الشمالية أو أوروبا هو أعلى شرف يناله في المستعمرات السابقة وبالتالي تقريباً في كل العالم.

"مهندم" و"متعلم"، أبناء العصر من الآسيويين وأمريكا اللاتينية والإفريقيين والشرق أوسطيين يتوقع منهم تقليد الغربيين، يلبسون كالغربيين، يأكلون ويشربون كالغربيين، ويدافعون عن نفس قيم الغربيين، في الحقيقة يتوقع منهم أن يكونوا غربيين أكثر من الغربيين أنفسه، ولكن من يتوقع منهم ذلك؟ نعم ما حزرته صحيح، عادة من شعوبهم نفسها.

سلَ والعديد في الجنوب سيجيبون، كل ما يأتي من الغرب جميل وتقدمي وممتاز، قيل لي "كل ما هو أزرق فهو جميل" من قبل سيدة صغيرة السن ومحلية من الجزيرة المنهوبة بيئياً وكلياً بورنيو\كلمنتان، "أزرق" كلمة اندونيسية مبتذلة ومهينة للتعبير عن "البيض" وحرفياً تعني "البينو" ((Albino، لم تكن السيدة تمزح وكانت تعني مجاملة، لقد تمت تنشئتها على الإيمان بأن كل "أزرق" متفوق وحسن المظهر.

في ولاية مكسيكية محلية تدعى يوكتان، مباشرة بعد الانتخابات التي جلبت مرشح اليسار الرئيس أوبرادور، سمعت بالصدفة نقاش لمجموعة من ربات المنازل من الطبقة العليا في مقهى سلسلة غربية، كل إشاراتهن كانت أمريكية أو أوروبية، من العطل في إيطاليا وإسبانيا، إلى الأفلام التي شاهدنها، إلى الكتب التي كن يقرأنها، كانت أوروبا هي "قارتهن الأم" وميامي هي المقارنة الحقيقية، قبل أن يأتي أوبرادور إلى الحكم، كان الناس الأصليين يعيشون بشكل متزايد في البؤس وسقوفهم محطمة وفرص العمل تختفي، وبينما النخب في حالة ذهنية أوروبية والمكسيك الحقيقية ما كانت على راداراتهم، لم تهمهم وكأنها غير موجودة.

وحتى بالنسبة لبعض الفقراء في البلدان المغزوة والمعنيين حقاً بالامبريالية الغربية، فإنهم يرونها على أنها مشكلة مجردة تنحصر بالقضايا السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وحقيقة أن الامبريالية الغربية شلت ثقافياً أمم وقارات بأكملها نادراً ما يتم معالجتها.

وحتى في تلك الدول الفخورة المصممة على مواجهة الامبريالية الغربية مثل الصين وروسيا وإيران وفنزويلا، فإن الرواية الغربية بالاستثنائية (التميز) نجحت في التسبب بالكثير من الضرر.

في الصين على سبيل المثال، كان كل شيء "غربي" حتى مؤخراً مرتبط بالحداثة، وأعتبر أن تكون "ضد الغرب" أمراً ممل ورمادي وقديم وبشكل ما مرتبط "بدعاية الحرب الشيوعية" (وحقيقة أن الدعاية الشيوعية عادة ما كانت صائبة لم تكن تهم بشيء)، هذا الموقف أدى إلى اختراق الأكاديميا الغربية للجامعات الصينية، وإلى حقن الفنون والثقافة والحياة اليومية الصينية بالعدمية الغربية، ومؤخراً تم عكس هذه النزعة ولكن ليس قبل أن تسبب الكثير من الضرر.

إن الإعجاب بكل ما هو غربي حطم أعظم تجربة تقدمية في التاريخ الحديث (الإتحاد السوڤييتي وما سمي بالكتلة الشرقية)، قوة دعاية الحرب الغربية السلبية معبأة بالترويج للفردانية المتطرفة والأنانية وثقافة الاستهلاك مسحت حرفياً الحماس الأممي والإنسانوية والمبادئ العليا من عقول ملايين الشباب التشيك والبولنديين والألمان الشرقيين والبلغاريين وحتى السوڤييت أنفسهم.

ما كان مرة كتلة شرقية شيوعية فخورة، وبعدما حرر عشرات البلدان من الإستعمار، وبعد القتال من أجل عالم تحكمه المساواة، وإبداء التضامن مع كل الأمم المضطهدة، تم هزيمته تدريجياً بواسطة هراء ضحل من ماركات الجينز الأزرق وكلمات الأغاني التافهة لموسيقى البوب والروك (سلاح مفضل عند الغرب) والجشع والدين (سلاح غربي آخر) وشعارات مثل "الحرية" و"الديمقراطية" (العالم الغربي الذي حرم تقريباً كل بلدان العالم من الحرية والديمقراطية قلب بشكل ساخر الحقيقة رأساً على عقب وخدع الأوروبيين الشرقيين بتطبيق آلات الدعاية الحربية لقرون طويلة وبمهارة).

وفي النهاية، مشوشون وساخرون بشكل متزايد، ما طلبه الأوروبيون الشرقيون ليس "الحرية" ولكن المزيد من المال والماركات والقدرة على مشاركة الكتلة الشرقية مع البلدان التي ما فتأت تنهب العالم.

إذاً ما الذي يجعل الغرب ناجحاً إلى هذا الحد في غسل عقول الناس حول العالم؟ كيف يمكن، بعد هذه القسوة والإرهاب وقطع الطرق، أن معظم البلدان المضطهدة والمغزوة تبدي الكثير من الاحترام للأسياد الذين يسكنون نيويورك ولندن وباريس؟ أعتقد أنه إذا تمكنا من الإجابة على هذا السؤال سنتمكن من إنقاذ العالم والقيام بعكس هذه النزعة المميتة.

أولاً وبعد التفاعل مع آلاف الناس في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية، توصلت إلى الاستنتاج بأن الغرب (واليابان) محط إعجاب بسبب "مستوى المعيشة المرتفع"، في تلك البلدان المنهارة والبائسة مثل اندونيسيا، عادة ما أسمع هراء على نحو" أن البلدان الأوروبية مسلمة أكثر منا، إنهم يعاملون شعوبهم بأفضل منا"، عائلات الطبقة الوسطى والعليا في جنوب شرق آسيا، يسافرون إلى ألمانيا أو هولندا وبعد العودة إلى أوطانهم يهتفون "أنظر الى حدائقهم، المستشفيات وممرات الدراجات والقطارات والمتاحف، يجب أن نتعلم منهم، إنهم يقومون بالكثير لتحسين عالمنا هذا"، هذا بالضبط ما يعجب الإفريقيون في أوروبا، وهذا ما يشعر به المتعلمون في الهند وجنوب شرق آسيا، وهذا ما يعشقه أهل هندوراس والباراغواي والبيرو في ميامي.

هل هم مخطئون؟ بعد كل شيء، ألا يوجد ما تتعلمه البلدان الفقيرة من الغرب؟ نعم بالتأكيد مخطئون، كلياً مخطئون، دعنا نرى لماذا؟

رتب الغرب العالم برمته بحسب نظامه الإقطاعي القديم وأحضر نظامه القمعي بلا خجل إلى سدة العالم، إن الإعجاب بهذا النظام الوحشي والرجعي يساوي الإعجاب بترتيب المجتمعات الأوروبية قبل ثلاثمائة عام، هذا بالأساس مثل القول: "أنظر، أرستقراطية فرنسا أو بريطانيا كانت جيدة كثيراً ومؤمنة بالمساواة ومتعلمة وصحية وعلينا أن نتعلم من نمط حياتهم، وأن ننسخهم كمثال!"، وبالطبع فإن الارستقراطية والعائلات المالكة والكنيسة طالما عاشت جيداً حتى قبل ثلاثمائة عام، كان لديهم مدارس جيدة لأطفالهم وعناية صحية محترمة وقصور وڨلل صيفية ومنتجعات مع مياه معدنية ومسارح ومتنزهات مترفة وآلاف الخدم، المشكلة "الصغيرة" أن 95% من المجتمع كان عليها أن تعمل لرفاهيتها وأن تعتاش في بؤس كامل، وعلاوة على ذلك فإن عشرات الملايين من "اللا بشر" في المستعمرات تمت إبادتهم كالحيوانات.     

نفس الشيء يحدث الآن، أوروبا بأكملها (باستثناء الفقراء هناك) تحولت إلى الارستقراطية على الأقل نسبياً، وباقي العالم يعاني ويموت ويتم اغتصابه ونهبه من أجل الحفاظ على مشروع الدولة الاجتماعية حسنة المظهر في الغرب، حتى أمريكا ونموذجها الرأسمالي العاصف والقاسي نسبياً تعد مقارنة إشتراكية بالنسبة لمواطنيها مقارنة مع بلدان مثل اندونيسيا ونيجيريا والبيرو والهند.

لا يمكن إعادة نسخ مستوى المعيشة في الغرب في مكان آخر، إن الاعتقاد أن الغرب سيسمح للإفريقيين أو الجنوب شرق آسيويين ببناء دولة رفاه إجتماعي هو إعتقاد ساذج، وقد يكون ذهنياً مهين، سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان هي إستثناءات نادرة حيث أغلق الغرب عينيه لأهداف إستراتيجية بحتة، ليغتني الغرب ويحافظ على مستوى المعيشة المرتفع جداً وإمتيازات مواطنيه، على مليارات من "الخدم" أن تعاني وتضحي بنفسها وتعمل مقابل لا شيء، وكلما زاد منهم من يعيشون في الجحيم كان ذلك أفضل للغرب.

الطبيعة يجب أن تنهب في بابوا وبورنيو والكونغو وقريبا البرازيل، الشعوب يحب أن تحكم بحكم أقلية فاسدة مؤيدة للغرب وبالقيادات العسكرية والدينية، اندونيسيا والسعودية والآن البرازيل هي بلدان مثالية للغرب، هي بلدان تضحي بسعادة وبرغبة بشعوبها لتضمن إزدهار الغرب.

لم تكن تعرف ذلك؟ هراء، أنت لا تريد أن تعرف، كل الناس المهمين سعداء جداً بهذا الترتيب، حكام الغرب ومواطنون أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان، والنخب والحكام في البلدان الفقيرة، والوحيدون الذين يعانون حقا هم أولئك المليارات من الفقراء في العالم ولكنهم ليسوا ذوي أهمية، ولا يحكى لهم شيء على كل حال، لأن الإعلام بيد الغرب وخدمه وكذلك التعليم.

وحيث أنه لا يقال لهم شيء، فإنهم، أي المعذبون في الأرض، يعجبون بالغرب أيضاً، يأكلون الوجبات السريعة الغربية إذا تمكنوا من توفير بضع دولارات في الشهر، ويشربون النسكافيه بدل قهوتهم التقليدية، ويستمعون لأسوأ الموسيقى، ويشاهدون أفلام هوليوود المقرصنة، ويلبسون الأحذية والجينز المزورة، وإذا كان لديهم إنترنت يستمنون على الأفلام الإباحية الغربية، ويتبعون بإخلاص الديانات التي حقنها ودعمها الغرب في بلدانهم، وكلما زاد فقر البلد، زادت عظمت المروج والتلال الخضراء في جنة الغرب.

وهكذا يستمر الوضع، في الهند وإندونيسيا وأوغندة والأردن وفيجي وهندوراس، أستمع إلى نفس الهراء: "الناس في الغرب طيبون جدا، ولكن حكوماتهم سيئة"، هل هم متأكدون من ذلك؟ أتساءل.

أنا ثائر قديم الطراز، على العبيد أن ينهضوا ويحاربوا، وإذا اقتضت الضرورة، عليهم أن يموتوا من أجل الحرية لا أن يعجبوا بأسيادهم ومعذبيهم، ويجب فضح جرائم الاستعمار، ويجب تعريف الترتيب المجنون للعالم ومن ثم تحطيمه إلى قطع.

القطارات وممرات الدراجات والمتنزهات والمتاحف ودور الأوبرا والمقاهي والجامعات والمستشفيات الظريفة في أوروبا، جميعها بنيت على أنهار من دم وعظام "الآخرين"، قلتها قبل ثلاث سنوات على أرضية البرلمان الإيطالي، وسأظل أكررها أينما ذهبت، لا يوجد عنوان آخر مهم على كوكبنا، كل شيء مرتبط ومن ضمنهم الكراهية والخوف والتي يشعر بها الغرب وينشرها تجاه دول مثل فنزويلا وروسيا والصين وإيران وجنوب إفريقيا وسورية وكوبا.

أنهم يكرهوننا، يكرهون من يقاوم ومن يقف شامخاً، ونأمل ويجدر أن يتلقوا نفس الرد في المقابل أذا أعلنت الحقيقة بما يكفي!

    

ملاحظات المترجم:

أعتقد أن إستدخال العنصرية الغربية هو وراء عقدة الدونية تجاه الغرب أكثر من متلازمة ستوكهولم.
لا يمكن إغفال البعد الطبقي في الصراع لأن من بيننا طبقة مخملية مرتبطة بالغرب وكذلك يوجد في الغرب الكثير من الفقراء.
أرجو أن يؤخذ المقال كصافرة إنذار لنظام التراتبية الغربي أكثر منه كدعوة لكراهية الغرب، كل ما علينا فعله هو أن نحب أنفسنا وبعضنا البعض كمقهورين وهذا بدوره سيضعنا حتما في مواجهة الغرب.  

 

2019-02-27