الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسالة شباب عربي ...بقلم إسراء بسام غنام

تسأل ونحن نسأل, ابدأ إن شئت ونحن سنجيب بأغنية ! الشبابُ لن يكلَّ همهُ أن يستقل أو يَبيد .

أصوات ومظاهرات وتحليلات ومخططات وإنذارات وإشارات ضعت؟ ونحن أيضاً. أراك تنتظر مني وصفاً للحال أو رفضاً بتَذمر، سأوجز لك بجملة، هذه ذواتنا تصارع الهَمّ والهِممْ.

لن أستطيع تبديل نظرتك للواقع ولن أقدر على تحويل النار جنة، لكننا نأخذ من النار نوراً لنضيء هذا الدُجى، ومن طغاة الحكام ثورة تحاكي الحرية.

 هذا قدر استطاعتنا، وهل هناك أبلغ من هذا الفعل ؟

 نحن نقرأ جيداً لدرويش ونرجع لأبيات المتنبي  ونضحك أصالة لأمثالنا الشعبية.  

هذه ذواتنا لكننا نقلد شجاعة دلال المغربي، وأمل ريم بنا ،ووطنية ياسر عرفات. ما هُنتَ عليّ في حالك وحالي أن تقلب صفحتي دون أن نُزهر ذبولنا، يدي بيدك وقلبي يخاطب قلبك:نحن شباب عربي وإن كان ظنك غير ذلك صَحْحِه، لن يُطفئ شعلتنا ما يحدث في أوطاننا والدليل إن غفلت، شباب سوريا تراهم يبدأون من الصفر في بلاد تختلف جغرافيتها وعاداتها ولغتها وأعرافها وطعامها عن هواهم وشامهم وأزقة حاراتهم يكفيهم طعم المتة المصطنع، يجرفهم اليمين المتطرف ويخرقهم شعاع الإسلام السياسي،  وتسألني  من أين لي قوة؟ منهم!   

لا تتعب أنت وأنا قوة،  أحلامنا تعارك ونحن ملزمين بإنقاذها وإلاّ كنا نسياً منسياً. رفيقي المصري خائف والجزائري ثائر واللبناني تائه والسوداني والليبي واليمني أشرح أكثر؟

وهذه حكاية أخرى، مغترب يداعب لوعة الحنين ويشتم نوّار اللوز من خلف شاشات لا تشعر، أهناك أصعب من بلادة الشعور؟  

أراكم في قلق تخشون جيل ييأس  أو جيل بنى تمرده على جهل أو سئم انتماءه ونسي القمح وسلّم واستسلم، ألا تعلم أن الرياح القوية تثبت جذورنا أكثر؟ هوّن على نفسك، سنحمل أخلاقنا على جناحي النورس ونرفرف لا نؤذي جذرنا ولا أصل الخير فينا، سنثّبت حماسنا بقيم نبيلة، لن تهزمنا انتهازية موقف ولا وعدٍ بوظيفة. اطمئنوا سنظل أحرار حتى ونحن تحت سلطة حاكم مطلق وفي ظل أنظمة هجينة، ولا يخيفكم الوعد ولا تزعجكم ذكريات قديمة..  وهل نعيد فوق الجرج جرح بعدما تفتتنا عنصرية في لبنان، ونسي الإنسان أنه إنسان! سنعلو  برايات الأديان واختلاف الأيدلوجيات تنوعاً يثرينا، سنتهادى الكتب السماوية ونُبهر من طرق الأجراس في الكنائس وزخرفة معمارية أخرى تذهل راءيها  في المساجد.

 سنثلج صدورنا سلام وتسامح، سئمنا يا سيدي من واقع يُدمينا وسادية نبقيها.  

لن نقف على أعتاب الكوميديا السوداء نطرحهم، هذا اليوم لنا والصوت لنا والساحة جُهزت لمواجهة حكم العسكر، هم بالسلاح ونحن بالإيمان والحب نَذخر.  

سنتنفس كالصباح وشمس تضيء الذهب مستقبلا ً يلاقينا، ونرفض الأحزاب والحركات وفصائل تموج الموج فينا.  

سنحارب السجّان ،ونقارع اليأس ،ونحرق الكسل ،ونزرع العزم في أراضينا.

 سننتظر طوفان الشتاء ونسمعه أغنيات الخير في بلادنا، وسنضم هَتكهم فينا ونخيط نوراً من البربر والأكراد والشركس والأمازيغ والشيشان وتُشرق في حلك ظلامهم أمانينا. نحن ذواتنا وعِبْر التاريخ تَقينا، لن يغرينا فَيْء، ولا ما غرّ ملوك الأندلس بعد ما حرق سفنه طارق و فتح فتحاً كبيرا.  

أتعلمون استحضرتني جملة أستاذي مُعرفني لفتاة أمريكية  في إحدى محاضرات سياسية قال واصفاً: طالبتي تنظر للأمور برومانسية. نعم أستاذي تشبّعنا ذلاً وقهراً وإهانة من سجون أنظمة تحت الأرض، تهجير ونفي وطرد، عدا اللجوء بقوارب مطاطية ألا يكفيهم مر البعد؟ الإعدامات وقيادات تخبط على رقابنا للأبد وتُضلل إنسانية الشرق كله لتبرأ من وحشيتها وتتمكن، خوفاً من تنبيه يقلق سباتها وساعة تزيح عنا خرائبها.  

نعم استاذي قُلب كل هذا لرومانسية، كما يقلب المخرج السينمائي من فوهة الدبابة وردة، وكما يَتلبد الغيوم بسواد ويهطل حُباً يُزهر الأَرز الأخضر والزيتون والياسمين والقطن المصري والفول السوداني والأهم من تلك يُيقظ الحب فينا.

اسراء بسام غنام
بكالوريس علوم سياسيه
جامعة الخليل

 

2019-03-05