الأربعاء 26/10/1444 هـ الموافق 17/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
8 آذار/مارس...اليوم العالمي للمرأة....محمود كعوش

 8 آذار/مارس...اليوم العالمي للمرأة

في اليوم العالمي للمرأة، أطيب التحيات وكل التقدير لها

غيضٌ من فيضِ ما كتبته في ست الدنيا

 

 

(1)

هي حقاً امرأة أخرى...فتحية لها!!

بعد اقتفاءِ أثرها وتتبعٍ طويلٍ لخطواتها دنوت منها متودداً وبادرتها قائلاً :

رويدكِ يا هذي الأميرةُ إنني

أرتجي وصلاً لدى أُختِ القمر

ما رأتْ عيني على وجهِ الثرى

مثلَ هذا الحسنِ ما بينَ البشر

هلْ أُلاقي يا ملاكي موضعاً

في ديارِ السحرِ يُقْريني الخبر؟

واعلمي يا حلوتي إنْ تَقبلي

تأسرينَ القلبَ مَعْ كلِ الدرر

بلْ وفي نَجواكِ أحيا ناسكاً

حتى لو قالوا : "لبئسَ قلبٍ قد كفر"!!

أدركت قصدي فأسرعت في سيرها وبدأت تخطو أمامي في إباءٍ وكِبَرْ

بلْ وقدْ مالتْ لدربٍ مُعْتِمٍ

شَحَّ فيهِ الصوتُ إذْ قَلَّ البشرْ

وأنا في الخّطْوِ أمضي خلفها

مَعْ لِسانٍ قالَ وقالَ...ما ادَخّرْ

ثُمُ في غنِجٍ أمامي أبطأتْ

واستدارتْ نحوي وقدْ أبْدَتْ حَذَرْ

ثمَ قالتْ : هَلْ تَقُلْ ما تبتغي

يا ابنَ آدمَ...مَعْ وَجْدِ انفجرْ!!؟؟

ثُمَ توقفت برهةً وأكملت بعصبيةٍ غير معتادةٍ وبطريقة حازمة وصرامة قاطعة قائلة:

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تحبك ولا تهواك

ولم تبت تحلم برؤياك أو لقياك

امرأة جادة لم تفكر فيك يوما حتى تنساك

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تجيد لغة الحب والغرام

امرأة مختلفة غير نساء هذه الأيام

امرأة تجيد أشياءَ عديدةً

غير الأحلام والهيام

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تتكلم بلغة العشاق

الطريق إليها ليس مفروشا بالورود

ولكن بالأشواك

ليست صيدا تصيده أيها الجاهل بالشباك

أعذرني أنا امرأة أخرى

امرأة أبية ليست كالأخريات

لا تهمها ابتسامتك ولا تسحرها أجمل النظرات

لا ولن تستجيب لما تقدمه لها من مغريات

فهي ثابتة على قيمها كالجبال الراسيات

الشامخات الراسخات ولا تهزها كل الرياح العاتيات

امرأة أخرى

تعرف لخالقها قدره فلا تقع في الموبقات

لم تحلم بالحب يوما إلا فيما يقربها للجنات

امرأة لا تريد أن تُحشر إلا مع الصالحات المحصنات

لأنها امرأة أخرى

هي امرأة أخرى......هي أنا!!!!!!!!!!

هل حقاً هي امراة أخرى وليست كما باقي النساء

في الصراحة والوضوح والتقوى...وفيض الكبرياء

وإلى ما هنالك من صفات ليس آخرها العفة والإباء !؟

هي بالتأكيد كذلك...فتحية لها!!!!

(2)

عظيمة هي حواء...كم هي عظيمة!!

عظيمة هي حواء

كم هي عظيمة

يا لعظمتها

ويا لسرِ هذهِ العظمةْ

**

**

حقاً أنها عظيمة

نعم هي عظيمة

وسرُ عظمتها في حنانها ورقتها

وفي سرِ لمستها

وأنوثتها وأُمومتها

**

**

تُدهشني حواء

كَمْ تُدهشني

نعم تدهشني

تدهشني بحضور عاطفتها الجياشة

وتدهشني لأنها الأسرع إلى البسمة

ولأنها الأسرع إلى الدمعة

ولأنها في أحيان كثيرة تمتزج بسمتها بدمعتها

وتدهشني لأنها الأسرع إلى الحنان على الدوام

كم هي حنونة!!

**

**

إذا أردتّ أن تختبر حنان حواء افعل ذلك حين تمرَضَ

أو تظاهر بالمرض

عندها سترى كم تخافُ عليك

وكم تحنو عليك

وكيفَ تمسحُ بيدها الدافئة على جبينك،

فيدُها دوماً دافئة ومسحتها دائماً رحمانية ومباركة!!

**

**

عجباً!!

تكونُ حرارتـك مرتفعة جداً

وعندما تلمس يدها جبينك

تـشعر أنّها أكثرُ دفئاً منه

إنهُ دفء حواء الذي ما قبله ولا بعده دفء

إنه غير كل دفء آخر

يا له من دفء!!

**

**

ترى كيف يحدثُ ذلك؟

إنّه سرٌّ عجيب

يا لعجبه ياه

فدفءُ حواء هذا لا ينبعث من حرارة دمها كما هو الحالُ معك

بل يندفع من دفء عاطفتها الحاضرة دائماً وأبداً!!

**

**

تَـراها تحنو على طفلها وتُحسس عليه بيدها وهي نائمة

كيف تفعل ذلك وهي مستغرقة في نومها ؟

أتراها تحرّك يدها بتلقائية وبلا شعور، على غير ما نفعل نحن!!

يبدو أنّ حواء لا تنام كلّها

بل إن جزءاً منها لا ينام

فعاطفتها تبقى دائماً مستـيقظة

وتكون دائماً مستعدة وجاهزة

وبإمكانك أن تتكئ برأسك على كتفها أو صدرها متى شِـئت

حتّى لو كانت غاضبةً منك

فهي عندما تضع رأسك على كتفها أو صدرها تمسح على رأسك بتـلقائـيّـة عجيبة!!

**

**

كم هي مدهشة حواء

حقّـاً أنها مدهشة جداً

ولا عجب أن جعلها الله أحقّ النّاس بحسن صحبتنا

ولا عجب أن جعل الجنّة تحت قدميها

فهي مدهشةٌ وكبـيرة

ويصبح آدم كبيراً إذا ما أحسن قراءتها!!

**

**

تحياتي وتقديري لك عزيزتي حواء

فأنت الأم

وأنت الأخت والزوجة والبنت

والعمة والخالة

والحبيبة

والصديقة

وأنتِ من قال فيك نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم:

رفقاً بالقوارير

صدق الرسول الكريم

**

**

تحياتي وتقديري لك يا ماجدة في كل مكان وزمان

وفي كل لحظة ومع كل همسة!!

**

**

بوركتِ يا عظيمة

كم أنتِ عظيمة

حقاً أنك عظيمة!!

(3)

امرأة أخرى استثنائية…!!

عرفها امرأةً كالنسيم العليل في رقتِها وعذوبتِها

وإنسانةً كالخاطر العابرِ والحالمِ برهافتِها وروعتِها

يتوارى قوس قزح خجلا وتواضعاً مِنْ بهاءِ طلعتِها

وتفيضُ قريحةُ الشعراءِ والكتابِ معَ بريقِ طلتِها

ويتُحَوَلُ الحُزْنُ والأسى إلى فرحٍ وسعادة معَ دفءِ همستِها

واليأسُ والقنوطُ إلى أملٍ وتفاؤلٍ لكلِ مَنْ يكونُ برفقتها

هكذا عرفها!!

**

**

عرفها كما لم تعرف نفسها

وكما لم يعرفها أحدٌ غيرُه

وعرفها كما لم يعرفْ غيرَها

بالأمسِ وقبلَ الأمسِ وأمسِ الأمسِ

وما قبلهم وقبل قبلِهم مِنْ سالفِ الأزمانْ

وفي الرحيلِ والترحالِ من مكانٍ لِمكانْ

وفي التَجَولِ والتَجْوالِ مِنْ أوانٍ لأوانْ

نعم هكذا عرفها!!

**

**

وهو يعرفها اليوم كما لا يعرفُ غيرَها

ولربما كما لنْ يعرفَ شبيهاً أو بديلاً لها

بينَ كل نساءِ الكونِ مِنَ القواريرِ الحسانْ

في كلِ الأماكنِ وقادمِ الأيامِ والأزمانْ

وفي كل الآجالِ معَ الأجيالِ في كلِ الأحيانْ

هكذا يعرفها!!

**

**

يعرفها لأنه عايشها كما لم يعايشها الوالدانْ

وكما لم يعايشها الأعمامُ والأخوالُ

والمقربون مِنَ الجيرانْ

مِنْ عامةٍ وأعيانٍ وخلانْ

وكما لم تُعايشُها العماتُ والخالاتُ

والحبيباتُ الغالياتُ مِنَ الأخواتِ

والأحباءُ من صفوةِ الإخوانْ

وهكذا يعرفها!!

**

**

يعرفُها أكثر من أوفى الأوفياءِ والوفياتْ

مِنَ الأصدقاءِ والصديقاتْ

المقربينَ والمقرباتْ

ومِن كلِ الخِلاتِ الراقياتِ، الرقيقاتِ، الطيباتْ

وكلِ القريباتِ والغريباتِ

الدانياتِ منهنَ والنائياتْ

نعم هكذا يعرفها الآن!!

**

**

أحبها بعقلهِ وقلبهِ ومشاعرهِ الصارخةٍ والجريئةْ

وتقبلها ببساطتِها وزلاتِ لسانِها وبأخطائها البريئةْ

وهي مُذْ عرفتهُ ما عانتْ مِن كبتٍ ولا حرمانْ

وما عرفت عنده غير الطمأنينةِ والأمنِ والأمانْ

هكذا أحبها!!

**

**

وما عَرَفَتْ معنىً للحياةِ إلا في كَنَفِ دارهِ

ولا تذوقتْ طعمَ الهناءِ والحبِ إلا بجوارهِ

لأنها ما غادرتْ البراءةَ إلا على ذراعهِ

فقط، وفقط بعدما أذِنَ اللهُ وأذنَ الأذانْ

هكذا عرفها!!

**

**

أحبته بفطرتِها وعفتِها وعفويتها

وبضعفِ صحتِها وقوتِها وعافيتها

وعلى طريقتِها وطبيعتِها وسجيتها

أحبته بعقلانيةٍ حازمةٍ وبتقاليدٍ صارمهْ

وبرومانسيةٍ رقيقةٍ، لطيفةٍ، عذبةٍ وحالمةْ

فهي نصفُ واقعيةٍ عاقلهْ، ونصفُ خياليةٍ هائمهْ

نصفُ حكيمةٍ هادئةْ، ونصفُ مجنونةٍ ثائرهْ

نصفُ متحضرةٍ مواكبهْ، ونصفُ بدويهْ طاهرهْ

نصفُ أسيرةٍ مُقيدهْ، ونصفُ أميرةٍ عصريهْ

نصفُ طفلهٍ ساذجةْ، ونصفُ امرأةٍ عبقريهْ

هكذا أحبته!!

**

**

جمعتْ بينَ الفكرِ والعلمِ والجدلْ

وحُسْنِ الكلامِ والتواصلِ والوصالِ والغزلْ

حتى جعلتهُ يتأرجح بينَ الدنيا والآخرةْ

وبينَ تَوَهُجِ العقلِ والعاطفةِ الثائرةْ

وبين الهوسِ والضحكةِ المُدَوِيَةِ العامرةْ

وأصبحتْ بكلِ كِيانِها مُلْكَ يمينِهِ ويَسارِهِ فالتزمتْ دارَها

ليصبحَ مُلْكَها وطوعَ أمرِها ورغبتِها وهديَ مسارِها وسِوارِها

ومالكَ عقلِها ومهجةَ روحِها وشِغافَ قلبِها وعنوانَ وقارِها

هكذا عرفها!!

**

**

عرفتْ كيفَ تغفرُ لَهُ بكلِ عِفَةٍ زلاتَهْ

وتتغاضى بكلِ كبرياءٍ عنْ شَطَحاتِهْ

وتُهَدِئُ بكلِ رزانةٍ وأنَفَةٍ عصبيتَه وتوترَهْ

وتخففُ مِنَ اندفاعِهِ وتَهَوُرِهْ

وعرفتْ كيفَ تجعلَهُ زوجاً استثنائياً بشغبِهِ الهادئِ وسكونِهِ الثائرْ

فحَوَلتْهُ مِنْ رجلٍ قويٍ ومًتمردٍ ورافضٍ إلى تلقائيِ الحِسِ وشاعرْ

وحولتهُ من رجلٍ مُتشاوفٍ ومغرورٍ إلى طفلٍ رزينٍ مستسلمٍ وصاغِرْ

ولم يكن مستهجناً أو غريباً عليها أن تُطوِعَ فيهِ البصيرةَ والبصائرْ

لأنها صادقةٌ وقديرةٌ وقادرةٌ في زمنٍ تُباعُ وتُشترى فيهِ الأحاسيسُ والمشاعِرْ

نعم هكذا عرفته وهكذا حولته إلى رجل استثنائي!!

لأنها امرأة استثنائية!!

هي حقاً امرأة استثنائية!ّ!

حقاً إنها امرأة!!

يا لها من امرأة!!

(4)

هي امرأة...يا لها من امرأة

أحبتهُ هكذا

لأنها هكذا تُحب

وهكذا عرفت الحب

يا لها من امرأة

هي حقاً امرأة!!

**

**

أحبته بفطرتها

وعفتها وبراءتها

أحبته بكبريائها وقوتها

وشموخها وعافيتها

**

**

أحبته بضعفها

ووهنِ صحتها

أحبته بتواضعها

وعلى طريقتها

وسجيتها

**

**

أحبته بلا تصنع ولا تكلف

أحبته بعقلانيةٍ حازمةٍ

وبتقاليدَ صارمهٍ

وعلى طبيعتها

**

**

أحبتهُ برومانسيةٍ دافئةٍ

حالمةٍ

لطيفةٍ

عذبةٍ

وصادقةْ

أحبته بكلِ رقتها وعفتها

**

**

أحبته هكذا لأنها امرأةٌ هكذا

فهي نصفُ واقعيةٍ

عاقلهْ

ونصفُ خياليةٍ

هائمهْ

ونصفُ حكيمةٍ

هادئةْ

ونصفُ مجنونةٍ

ثائرهْ

ونصفُ متحضرةٍ

مواكبةٍ

ماهرةْ

ونصفُ بدويهْ

طاهرهْ

باختصارٍ أحبته بعفويتها

وتلقائيتها

**

**

هي نصفُ أسيرةٍ مُقيدهٍ

ونصفُ أميرةٍ عصريهْ

وهي نصفُ طفلهٍ ساذجةٍ

ونصفُ امرأةٍ عبقريهْ

**

**

أحبته هكذا

وهي هكذا

فيا لها من امرأة رائعة

رائعة بسلبياتِها

ورائعةً بإيجابياتِها

وكلِ صفاتها ومواصَفاتِها

**

**

أليستْ هي امرأةْ!!

حقاً إنها امرأةٌ

رائعةٌ رائعةٌ رائعةْ

يا لها مِنَ امرأةْ!!

(5)

أعذرني أنا امرأة أخرى!!

قُلْتُ لها "أحبك يا امرأة...كم أحبك" فردت قائلة :

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تحبك ولا تهواك

ولم تبت تحلم برؤياك أو لقياك

امرأة جادة لم تفكر فيك يوما حتى تنساك

**

**

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تجيد لغة الحب والغرام

امرأة مختلفة غير نساء هذه الأيام

امرأة تجيد أشياءً عديدة

غير الأحلام والهيام

**

**

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تتكلم بلغة العشاق

والطريق إليها ليس مفروشا بالورود

بل بكمٍ مِنَ بالأشواك

أنا امرأة ليست صيدا تصيده أيها الجاهل بالشِباك

**

**

أعذرني أنا امرأة أخرى

امرأة أبية ليست كالأخريات

لا تهمها ابتسامتك ولا تسحرها أجمل النظرات

لا ولن تستجيب لما تقدمه لها من مغريات

فهي ثابتة على قيمها كالجبال الشامخات الراسيات

**

**

امرأة أخرى

تعرف لخالقها قدره فلا تقع في الموبقات

ولا تحلم بالحب يوما إلا فيما يقربها من الجنات

امرأة لا تريد أن تُحشر إلا مع المؤمنات

المُحصنات الصالحات الصادقات الوفيات

لأني...امرأة أخرى

نعم امرأة أخرى!!

**

**

حقاً أنها امرأة أخرى!!

يا لها من امرأة!!

(6)

هي امرأةٌ أخرى متميزة!!

أنا أحبكَ يا أنتْ

أحبكَ يا مَنْ أنتَ كلُ الحُبْ

أنا أحبكَ هلْ فهمتْ ؟

أنا يا أنتَ امرأة أخرى تحبك وتهواك

لا بل تعشق دنياك

أعذرني أنا امرأة أخرى

نعم أنا امرأة أخرى

أقتفي خطاك

ومتيمة بهواك

أنا امرأة لا حياة لها إلا بدنياك

امرأة تسهر الليل تحلم برؤياك

وتمني النفس بدفء لقياك

ولا تكف عن التفكير فيك كي لا تسلاك

ولا تنساك

أعذرني أنا امرأة أخرى

لا تتكلم بلغة غير لغة المحبين والعشاق

تهزها ابتسامتك وتسحرها أجمل النظرات

وتطمع بأن تُصبح وتُمسي على رؤية محياك

أعذرني أنا امرأة أخرى

امرأة متميزة

ومختلفة عن نساء هذه الأيام

لأنك رجل متميز

ومختلف عن كل رجال هذه الأيام

ولأني كذلك ولأنك كذلك

أحبك يا أنتْ

كَمْ أحبكْ !!

هلْ فهمتْ ؟

هي بالفعل امرأة أخرى متميزة

متميزة ومختلفة عن نساء هذه الأيام

هي متميزة جداً جداً

وأشهد على ذلك

ويشهد كل من يعرفها

يا لها من امرأة أخرى متميزة!!

 

محمود كعوش

[email protected]

2019-03-08