الثلاثاء 3/11/1444 هـ الموافق 23/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سفرة في يوم ربيعي ....محمد صالح ياسين الجبوري

  اتفق مجموعة من الأصدقاء،على تناول الغذاء في منطقة ريفية، في يوم ربيعي من ايام آذار،الأرض اكتسبت حلتها الخضراد وتزينت بالورود، وتعطرت بشذى الورد الذي امتزج بقطرات الندى، وزخات المطر التي تتساقط بين فترة وأخرى، الجو معتدل، وأحياناً تحس بنسمات الهواء المعطرة، الجو الجميل الذي يشرح النفوس، جهزوا متاعهم من اللحوم الحمراء، والدجاج، والفواكة و الخضروات ، والمشروبات الغازية والشاي، واحضروا الحطب. وتقاسموا العمل بينهم،أحمد الذي له خبره في الطبخ، قام (بشوي) اللحم والدجاج، سعيد قام بتحضير الفواكة والخضراوات، سلمان تولى عمل الشاي، شاي الحطب يمتاز بنكهته، ومذاقه الطيب، في الجهة القريبة تشم رائحة الشواء، الذي تبعث في النفس السرور، اما الذين منعوا من اللحوم الحمراء،الدجاج المشوي في انتظارهم،سلمان تفرغ لالتقاط الصور التذكارية ليوثقها في الارشيف، وعلى نغمات الاغاني القديمة التي تنقلنا إلى الماضي، في هذه (السفرة) هي كسر( الروتين)، وتغير نمط الحياة، النفوس تحتاج الى تغيير، وفي السفر فؤائد كثيرة، انتهت عمليات الطبخ، تجمعوا حول المائدة، وعلى بركةالله وباسم الله بدأت عمليات الأكل، وبعد الانتهاء من الاكل، كان الشاي هو المفضل، شاي الحطب الذي يقضي على الدهنيات، مذاق طيب، شاهد سعيد مجموعة من الصبية، وهم يرعون اغنامهم،جمع الاكل المتبقي وحمله إليهم، كان يوما متميزا من ايام العمر، العمر يمضي سريعاً، ولم تبقى سوى الذكريات، الشمس بدات تنزل بسرعة، وكما وصفها الشاعر:_ نزلت تجر إلى الغروب ذيولا صفراء تشبه عاشقا متبولا لقد ادركهم الوقت، وماعليهم الا العودة الى بيوتهم، ونقول لهم الف عافية، وسفرة سعيدة،

محمد صالح ياسين الجبوري كاتب وصحفي

2019-03-25