الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'موفاز مجرم حرب '..أمر كل قائد لواء بقتل 10 فلسطينيين يوميا في الانتفاضة الثانية

القدس المحتلة -الوسط اليوم: تثار مرة اخرى قضية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق ووزير الأمن الأسبق، شاؤول موفاز، بوصفه مجرم حرب، حيث أكد تحقيق برنامج "همكور" في القناة "ريشيت 13" الإسرائيلية، أن موفاز أصدر تعليمات، في أوج الانتفاضة الثانية، لكل قائد لواء في جيش الاحتلال في الضفة الغربية بقتل 10 فلسطينيين يوميا.

وبحسب التحقيق، فإن موفاز اجتمع مع عدد من قادة الألوية في فرقة "يهودا والسامرة" العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وطلب من كل قائد لواء، بحسب اللفتنانت جنرال (فريق)، إيلان باز، قتل 10 فلسطينيين يوميا".

ويشير التحقيق إلى أن الحديث ليس عن قتل 10 مقاومين فلسطينيين، وإنما عن 10 فلسطينيين، والإشارة هنا إلى مدنيين عزل.

وبحسب الصحفي رفيف دروكر، فإن موفاز، كما يبدو، كان يعلم أن الحديث عن جريمة حرب، ولذلك طلب عدم تسجيل أقواله، التي كانت بمثابة "رخصة قتل" للفلسطينيين.

ويضيف باز أن تعليمات موفاز هذه جاءت في سياق الحديث عن أداء المرشح الأول في قائمة "كاحول لافان"، وقائد فرقة "يهودا والسامرة" في حينه، بيني غانتس، والذي جمع كافة قادة الألوية في الجيش الإسرائيلي، وطلب منهم أن يوضحوا لجميع قادة الكتائب أن "مكانة رئيس أركان الجيش محفوظة، ولكن الأوامر العسكرية سيتلقونها عن طريق الهرم القيادي للجيش".

وعن ذلك كتب الصحفي والناقد في صحيفة "هآرتس"، روغل ألفير، أن سلوك موفاز إجرامي ومروع ويقتضي توضيح ذلك.   

ويضيف أن أوامر موفاز الإجرامية خطيرة إلى حد تصغر فيه جريمة الجندي القاتل، إليئور أزاريا، الذي أطلق النار على مصاب فلسطيني (عبد الفتاح الشريف من الخليل).

وبحسبه، فإن موفاز لم يصدر تعليمات بقتل 10 مقاومين فلسطينيين "تم تحييدهم" (مصابين)، وإنما تنص تعليماته على قتل فلسطينيين، والإشارة إلى أشخاص فلسطينيين بدون أي علاقة بما فعلوه أو أي تهديد يشكلونه على قوات الجيش الإسرائيلي، ما يعني أنه يطلب من كل قائد لواء إعدام 10 فلسطينيين يوميا.

ويضيف أن هذا هو الجيش "الأكثر الأخلاقية" في العالم، وهو الجيش الذي تخرج منه إليئور أزاريا، والذي يبدو أنه لم يكن شاذا، فليس من العبث أن أطلق النار على 10 فلسطينيين من سكان مدينة الخليل، بدون التقيد بإجراءات إطلاق النار.

ويشير في هذا السياق إلى أن النازيين أعدموا في غابات شرقي أوروبا أعدادا أكبر بكثير من اليهود، ولكن ما طلبه موفاز من قادة الألوية جدير بأن يوصف "عملية إبادة"، بذات المصطلح الذي وصف عمليات النازيين في تجميع وتركيز اليهود في الغيتوات قبل إبادتهم، حيث أن قتل 10 فلسطينيين في كل منطقة من مناطق الضفة الغربية يعني إبادة جماعية.

وينهي بالقول إنه يجب عدم تجاهل هذا الموضوع "فمن الصعب تصديق أن مطلب موفاز كان لمرة واحدة في تاريخ الجيش، أو كان استثنائيا بشكل خاص. والشعور هو أن موفاز كان رئيس أركان نموذجي بمصطلحات الجيش، ونشأ على هذه المعايير، وسمع مطالب مماثلة من قادة آخرين خلال مسيرته العسكرية. وبالتالي فإن الحديث عن إجراء شائع، وبالتأكيد يتماشى مع قيم الجيش الإسرائيلي الظلامي الذي يعمل على مر السنين خارج مجال التغطية الإعلامية. هذه القصة تؤكد التقديرات بأن أزاريا كان طرف الجليد العائم فقط، ولسوء حظه فقد تم ضبطه. يجب عدم التساهل مع موفاز".

غني عن البيان الإشارة إلى أن حزب "كاحول لافان" يضم عددا من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي السابقين، وعلى رأسهم غانتس نفسه، وغابي أشكنازي وموشيه يعالون.

2019-04-02