إن تشجيع التلاميذ على الاستمرار في عملية التعلم والاستمتاع بالبقاء في المدرسة وزيادة الدافعية والاحساس عن الرضا عن الذات والحياة والاداء بمستوى عالي من الكفاءة اهداف تحاول تحقيقها الابحاث والدارسات في مجال علم النفس، فمن مهامنا الاساسية مساعدة التلاميذ على التعلم، وتشجيعهم والبحث عن الاشياء التي من شانها مساعدتهم، والجانب العقلي والنفسي له تأثيره على عملية التعلم والحياة بشكل عام والتميز وتقدير الذات الايجابي، بينما صعوبات التعلم تؤثر بشكل سلبي عليه.
كما يرى الباحثون ان" عسر القراءة " تمثل أكثر انماط صعوبات التعلم شيوعا وان 80 % من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لديهم صعوبات في القراءة، ان عسر القراءة هي حالة يكون فيها الفرد مختلف عن الاخرين في عمليات التفكير والتعلم وما يتطلبه من مهارات الإدراك السمعي والبصري وتخزين المعلومات والرموز والتعامل معها واستدعائها في عمليات الاتصال اللغوي وغير اللغوي والتعلم، حيث يجد المصاب بها صعوبات في ترجمة اللغة الى افكار او في التعبير عن افكار او في فهم معنى الكلمات المكتوبة.
ينظر الى الدوافع على انها المحركات التي تقف وراء السلوك الانساني فهناك أكثر من سبب واحد وراء كل سلوك، هذه الاسباب ترتبط بحالة الكائن الحي الداخلية فتحدث السلوك من جهة ومثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى، بمعنى اننا لا نستطيع التنبؤ بما يمكن ان يقوم به الفرد بكل موقف من المواقف الا إذا عرفنا منبهات البيئة وحالته الداخلية على حد سواء كان نعرف حاجته وميوله واتجاهاته وما يتعلق بنفسه من رغبات وما يسعى الى تحقيق من اهداف
وتدني مفهوم دافع الانجاز الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم يرجع في الاساس الى تدني نظرتهم الى ذاتهم وانخفاض مستوى تقديرهم لذاتهم وضعف الثقة بالنفس كما ان ذوي صعوبات التعلم ذو مستوى طموح منخفض أي انهم ليس لديهم الرغبة لان يكونوا متفوقين او ينجزوا الاعمال الصعبة التي تتطلب مهارة او ان يقبلوا المخاطرة التي ترجع النجاح على الفشل.
وحسب مؤشرات ومخرجات التعداد السكاني التي تم تنفيذه في الأراضي الفلسطينية في 2017 -2018 من قبل جهاز الإحصاء الفلسطيني فان كل معدل عدد الطلبة لكل معلم في المدارس تنقسم الى (26 ) طالب لكل معلم في قطاع غزة و (19 ) طالب لكل معلم في الضفة الغربية وهذه الإحصائية الرسمية لهذا مدلولاتها العلمية والبحثية والتي تستدعي من وزارة التربية والتعليم وضع الخطط العلاجية الازمة و الإجراءات للحد من ظاهرة " عسر القراءة " في مجتمعنا
أما في مرحلة العلاج أتبت الدراسات والأبحاث ان الأطفال الذين لديهم ( عسر القراءة ) هم بحاجة الى برامج تدخل متخصصة من قبل أخصائيين نفسيين و اخصائي تعديل سلوك وأخصائي التربية الخاصة بالإضافة الى معلمين المرحلة التي يدرسون بها ، ولا نستطيع تحقيق ذلك الا بتوافر الإمكانيات والموارد البشرية والمادية لتحقيق هدف العلاج والوقاية من عسر القراءة .