السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
على هامش خطابه الاخير في ولاية ويست كانسن حكام السعودية حصان طروادة ترامب لتحقيق اهدافه؟!....محمد النوباني

من الامور المعروفة بأن العلاقات التي تربط الولايات المتحدة الامريكية ببلدان العالم الاخرى تتراوح بين التنافس السياسي والاقتصادي والعداء كما هي العلاقة مع روسيا والصين وكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وايران وتحالف كما هو الحال مع اليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا والقائمة طويلة وشراكة استراتيجية كما هو الوضع مع اسرائيل،والتبعية كما هي العلاقات مع جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية والكثير من دول اسيا وافريقيا و العديد من بلدان القارة العجوز في اوروبا كبريطانيا والعديد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق..
ولكن ما يحيرالمراقب السياسي هو توصيف شكل العلاقة التي تربط واشنطن بالسعودية لا سيما في عهد الرئيس ترامب.، فالاخيرة بحكم كونها كنزا ماليا للولايات المتحدة الامريكية يجب ان تكون العلاقة معها بالمنطق الشكلي على الاقل مثل العلاقة الامريكية الاسرائيلية علاقة شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل'.
بكلمات اخرى فواشنطن بحاجة للمال السعودي وهي تحصل علية بسهولة ويسر عبر عنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في خطابه الاخير امام ناخبيه في ولاية ويست كانسن الامربكية قبل يومين حينما اشار متبجحا الى انه ليس بحاجة سوى لمكالمة تلفونية واحدة للحصول من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيزعلى ٤٥٠ مليون دولار واصفا ذلك بانه اكثر سهولة من تحصيل مبلغ ٥٧ ،١٣٠ دولارا من دافع ضريبة في حي من احياء مدينة نييورك الامريكية فعلا تلك الطريق المهينة التي يتعامل بها معهم؟.
انه يتعامل معهم وكانهم اقنانا في مزرعة اقطاعي في القرون الوسطى يعملون لديه بالسخرة بل اكثر من ذلك فهو يهينهم ويتعمد اذلالهم على مرآى ومسمع من العالم اجمع متى شاء وكيفما يشاء وبصورة همجية وعنصرية وقحةلانه يعتقد بان ذلك هو اقصر الطرق للبقاء في البيت الابيض لفترة رئاسية ثانية.
وهنا فلبس مهما احصاء عدد المرات التي اذل فيها ترامب حكام السعودية اربع او خمس مرات او اكثر او اقل بل الاكثر اهمية هو يبرر فورا الدوافع التي جدت وتحدوا به للتعامل معهم بهذه الطريقة المهينة والعنصرية عندما بقول بانهم خلقوا لكي يدفعوا المال له او يصفهم بالبقرة الحلوب التي تدر مالا وعندما ينضب المال يجب التخلص منها لانعدام فائدتها 
وقبل ان ندخل الى صلب الموضوع فان ترامب يعلم علم اليقين بان حكام السعودية مكروهين من قبل شعبهم لانهم انفقوا تريليونات الدولارات التي حصلوا عليها من ارباج وعائدات النفط، والتي كانت تكفي لتجعل من السعودية دولة من اغنى دول العالم بل وحاكمة للعالم ،على الملذات وانعاش اقنصادات الدول الاستعمارية الكبرى من خلال صفقات السلاح العبثية بدل ان ينفقوها على التنمية والتعليم والرعاية الصحية ولذلك فهو يبتزهم لسرقة المزيد من اموالهم ويقول بانهم لا يستطيعون البقاء في الحكم لاسبوع واحد بدون الحماية الامريكية
واذا ما قمنا بعملية تدوير للزوايا فاننا نلاحظ بان معظم التهجمات التي كان يشنها ترامب على حكام السعودية كانت ولا زالت تتم في حملات انتخابية تهدف اما للوصول الى البيت الابيض او للانتخابات النصفية او للتجديد لولاية ثانية له كما خطابه الاخير في ولاية ويست كانسن
وهذا يعني انها تستهدف جمهوره الذي اوصله الى الانتخابات مداعبا ثلاثة قضايا تشكل بالنسبة لترامب صمام امان انتخابي اولاها اقتصادية ،توفير وظائف وفرص عمل جديدة واصلاح بنية تحتية متهالكة وثانيها الوصول الى اصوات البيض عبر تكريس اديولوجيا كراهية الاجانب بشكل عام وثالثها تصعيد ظاهرة كراهية العرب والمسلمين من خلال تاجيج ظاهرة الاسلاموفوبيا العنصرية
وهذا يعني بأن حكام السعودية، ومعهم ايضا حكام الامارات والبحرين وكل من والاهم وتحالف معهم من العرب، باتوا بمثابة حصان طروادة ترامب لتحقيق اهدافه في احكام الحصار الاقتصادي على ايران وهذا ما عبر عنه بموافقتهم على زيادة انتاجهم من النفط خلافا لقرارات اوبك ومن خلال وعبر ذلك تواطئهم مع اسرائيل لتمرير صفقة القرن التصفوية 
واخيرا وليس اخرا فان معادلة ترامب باتت واضحة ومفادها انه كلما مارس ترامب حقه الدستوري في معارضة الكونجرس لتزويد السلاح للسعودية على خلفية حرب اليمن او منع التعرض لحكامها على خلفية مقتل خاشقجي والاعدامات الاخيرة التي طالت ٣٩ةمواطنا وغير ذلك من انتهاكات حقوق الانسان فانه يتوجب عليهم ان يدفعوا المزيد من المال 
وعليه فانه لا داعي لاحد ان يتضامن مع ال سعود لان ترامب يتعمد اذلالهم واهانتهم فهم يخدمون ترامب عن وعي وعن سبق اصرار وترصد لان ذلك ينسجم مع مصالحهم الطبقية الضيقة 
وخدم ترامب لا كرامة لهم.

 

2019-04-30