الأربعاء 19/10/1444 هـ الموافق 10/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وضعيّة المرأة في تونس على هامش الدورة ' 12 'لأيام السينما المتوسطية بشنني

 خيرة خلف الله –المطوية –قابس:

عشنا أجواء سمر سينمائي بإحد الفضاءات الجامعية لمحافظة قابس التونسية وذلك يوم  26/2/ 2017 بالمبيت الجامعي سيدي مرزوق للفتيات حيث واكب عدد كبير من الضيوف التونسيين والأجانب (فرنسا و الدانمرك) حلقة حوار على هامش الدورة ال 12 من المهرجان المتوسطي للسينما بشنني –قابس انطلق السمر بفسحة تنشيطية من إعداد الطالبات بالمبيت  ليعقبها عرض فلم لدقيقة ونصف تظهر من خلاله تعبيرات مختلفة عن وضعية المرأة التونسية العاملة والمثقفة والريفية ثم انطلق الحوار حول جملة من المقاربات لعل أبرزها

المرأة في المجتمع المسلم  حيث تفضل :

الدكتور نبيل فرجاني:  بالتطرق لجملة من التوضيحات حول علاقة المرأة التونسية بوصفها تنتمي لمجتمع إسلامي يتبنى قيم الحداثة والديمقراطية هذه الخصوصية التي تتمثل في المواءمة من ناحية بين القيم الحضارية الإسلامية وما انبنت عليه من خصوصية والقيم الديمقراطية والتحررية التي تبنتها مجتمعاتنا تأثرا بما حققته نظيرتها في المجتمعات المتقدمة

وما يمكن أن يشكل من ثراء واجتهاد للمرأة التونسية بصفة خاصة حتى تحقق وجودها وما تصبو إليه من رقيّ

الروائيّة مريم ذياب : دافعت بشراسة عن هوية المرأة التونسية مذكرة بما حققته أسلافها في شتى الميادين لتكون الأفضل والأكثر احتراما في صلب التطور المنشود وقد تطرقت إلى ضرورة تجاوز هذا الخطاب الكلاسيكي من الحديث عن المرأة كموضوع إلى ضرورة توجيه البوصلة للمواضيع الحارقة التي تكتوي بنارها مجتمعاتنا الإنسانية ككل وما يمكن للأم التونسية والعاملة والموظفة أن تتفضل به حتى تنتشل شبابنا ومستقبلنا من هذا الخطر المزن والمحدق برصيدها الحضاري

 

أما مهندس اللقاء ومدير المبيت الجامعي الأستاذ زهير مبارك فقد تطرق إلى


مقاربة تطور وضعية المرأة من خلال التعبيرات الأدبية والفنية وقد اخترت جنسين أدبيين أعتبرهما الاكثر تمثيلا لوضعية المراة وهما جنس الرواية وجنس الشعر. الرواية جنس أدبي رسم بعمق تطور الأفكار والرؤى في المجتمع العربي وقد كان ميلاد الرواية العربية موصولا بشخصية رئيسية وهي زينب ويمكن تبين مراحل دالة في صورة المرأة وموقعها في متون العوالم الروائية فمن المراة موضوع الرغبات الجنسية الخالصة الى المراة المستكينة الى المراة المتمردة المؤثرة في مسارات الاحداث قد لا تكون هذه المراحل واضحة لانها احيانا متداخلة لكنها تؤكد تطور وضعية المراة. أما في الشعر فهو الجنس الاعرق في الادب العربي والأعمق تعبيرا عن الشخصية القاعدية للثقافة العربية والملاحظ أن الشعر اقترن في معايير الاجادة بمفاهيم ذكورية كقولهم الشاعر الفحل
وقد همش المدونون الشاعرات واقتصر دورهن على غرض الرثاء وفي مراحل تجديد الشعر كانت المراة رائدة ونشير الى ظاهرة تنصل الشاعرة من هويتها الأنثوية في بعض القصائد لكن القصائد اللاحقة كانت معبرة بعمق عن تحرر نسبي للمراة في مستوى اشكال التعبير ومضامينه
سؤال الختام  موجها للضيوف من فرنسا والدنمارك : هل تخشى المراة الغربية من انتكاسة في حقوقها المكتسبة في ظل صعود اليمين المتطرف في عديد من الدول الغربية؟

تخلل هذه المداخلات تعقيبات وتفاعل من الطالبات وإن كان محتشما في البداية لكن باتساع دائرة الحوار وحماس خاصة الضيفات الأجنبيات وتفاعلهن مع الموضوع الذي راقهن مع تقدم الحوارو اشتغال المتدخلين على ترجمة وتلخيص الأراء  لهن ،كسر حاجز الصمت بين المجتمعات والحضور على حد سواء فذاب التخوف من   كلاسيكية الطرح  لموضوع المرأة لنستفيق على حقيقة إنسانية  واحدة وإن حققت المرأة الغربية التطور والحرية الكاملة فشأنها شأن المرأة التونسية مازال بعض العطل يعترض طريقها خاصة لما جبل عليه مجتمعنا من حمل لموروث ثقيل يعلي من أسبقية الذكر وهيمنته

 

 

 

 

2017-02-27