الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أقباط مصر بعد الثورة هل من جديد ؟/ د. إيهاب العزازى
 أقباط مصر بعد الثورة هل من جديد ؟/ د. إيهاب العزازى

أزمة الأقباط فى مصر أكبر من العبث السياسي الدائر حول هل يجوز تهنئتهم بأعيادهم والمشاركة فيها وغيرها من الخلافات الجانبية الصغيرة التى تدلل على خلل كبير فى مفهوم المواطنة وحقوق الغير مسلمين فى دول الإسلام والمؤسف والمحزن أن من يعزز هذا الإحتقان هو تيارات تدعى الإسلام وتريد تطبيق الشريعة التى أشك أنهم يعرفونها ويعلمون تعاليمها وكيف وصانا رسولنا الكريم على أقباط مصر ولن ندخل فى حقوق الأقباط فى الإسلام فهى معروفة للجميع.
السؤال الأهم وطن قامت به ثورة من أجل التغيير والحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان كيف ينقسم حول شركاء الوطن الأقباط وكيف لم نرى تغيير فى السياسات الرسمية تجاة الملف القبطى وأزماتة المتعددة لأننا يجب أن نرتفع فوق الأقاويل حول هل هم أقلية أم لا فالحقيقة هم شركاء فى الوطن ولهم كافة الحقوق يشاركون فى تنميتة ونهضتة ولايجب تعزيز خطاب العنصرية والتطرف الذى يروج له بعض الجهلاء وأشباة المتعلمين فمصر وطن للجميع مسلم ومسيحى متحدون فى خدمة الوطن يسعون لرفعتة وإزدهارة ويدافعون عنه ضد كل معتد أثيم .
   وأزمات الأقباط ومشاكلهم معروفة للجميع ولكن هل تتوافر الإرادة السياسية لذلك ونذكر الرأى العام بها فى محاولة لإنقاذ نسيج المجتمع المصري من الإنقسام والتمزق ومنها
1-  إسراع الدولة في خروج قانون بناء دور العبادة الموحد حتى تنتهي أزمة بناء الكنائس وهي أزمة يعيشها الأقباط بشكل واضح وعملية بناء مؤسساتهم يحتاج لموافقة رئيس الجمهورية مما يشعرهم بالاضطهاد وعدم المساواة والعدل في بناء دور العبادة الخاصة بهم.
  2-أن تنتهي لغة الخطاب المتطرفة من المشهد المصري أنهم أقلية دينية فهم شركاء في الوطن ودورهم وتاريخهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي واضح  جدًا لمن يريد أن يفهم أن مصر وطن للجميع.
3-   غياب الإدارة الأمنية للأزمات القبطية فالأمن سلاح ردع وحفاظ على الأمن وعليه تقديم الجناة للعدالة في القضايا القبطية الكثيرة التي تنتهي بلا مدان واحد مما يشعر الأقباط بغياب واضح للعدل والقانون وليس دورة حل مشاكل دينية واجتماعية بل على مؤسسات الدولة السياسية والدينية التعاون للخروج من حالات الاحتقان الطائفي المنتشرة في أزمة الملف القبطي.
  4- دمج الأقباط بشكل واضح وعملي في إدارة شئون البلاد عبر المناصب السيادية من نواب لرئيس الجمهورية والوزراء والمحافظون والمناصب القيادية كافة في الدولة على أساس العلم والخبرة وليس من أجل الترضية السياسية بتعيينات صورية في مجلسي الشعب والشورى والمجالس المتخصصة ووزير للبيئة فما حدث في العصور الماضية يعاد تكراره في عصر الثورة المصرية.
  5-  العمل على نشر قيم المحبة والأخوة بين المصريين في المناهج الدراسية لكي نؤسس لأجيال قادمة تعزز مفهوم الوطنية المصرية وتغيب الأفكار السلبية عن الطائفية والمذهبية وغيرها من الأفكار والرؤى الهدامة التي تسعى لتمزيق المجتمع المصري بشكل واضح.
مصر في أزمة حقيقية وطيور الظلام يعبثون بأمن مصر في القضية القبطية ويريدون إحداث أزمة كبرى تفجر الأوضاع في مصر ومواجهة بين الشعب الواحد على أساس ديني لندخل في صراع ينتهي بمطالب بتقسيم مصر وتكوين دولة للأقباط وأحذر منه وهو واقع معروف للجميع فهل نتعلم الدرس جيدًا ونرى بأنفسنا ما حدث في السودان أم يستمر الغباء السياسي والإدارة المرتعشة للرئيس في هذه الأزمة المصيرية، وعلينا جميعًا العمل مسلمين وأقباط على وأد الفتنة حتى لا تضيع مصر.
[email protected]