الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مؤسسات مقدسية تكشف عن فداحة هدم المنازل وتشريد أهلها
مؤسسات مقدسية تكشف عن فداحة هدم المنازل وتشريد أهلها

القدس-الوسط اليوم-سميرسعدالدين
تشهد مدينة القدس والأراضي الفلسطينية عموما في هذه الأيام هجمة غير مسبوقة من هدم المنازل حيث تم هدم 11منزلا في جميع أنحاء القدس بغضون أسبوعين ومنشأت ومحلات إقتصادية ويرى مراقبون للسياسات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان أنه مع مرور الأيام تزداد وتيرة الهدم حتى أصبحت بشكل جماعي في حين كانت تتم عملية الهدم على فترات زمنية متباعدة قبل سنوات ويؤكد هؤلاء المراقبون على أن هناك 450 منزلا على لائحة الهدم الفورية علما أن هناك 20 ألف منزل مهددة  وتشريد 60 ألف  مواطن إذ أن القصد من وراء هدم المنازل ليس خدمة للإستيطانوتوسيعه فحسب وإنما لطرد أصحاب
المنازل من القدس  إلى خارج المدينة وفق المخطط الذي يعمل إلى ان تصل نسبة المقدسيين بالمدينة لاقل من12% من مجموع السكان إلى الضفة الغربية وإلى خارج الأراضي الفلسطينية بوسائل متعددة وأن معظم البيوت التي تهدم يكون أصحابها  قد دفعوا مخالفات للجهات الإسرائيلية أهمها البلدية كما حصل بالنسبة لعائلة السلايمة في بيت حنينا حيث كانت قد دفعت 150الف شيكل حتى تحصل على ترخيص للبناء وتم إعتقال شخصين بتهمة المشاركة بالإشتباكات أثناء هدم المنزل كما ألقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع وأن خيالة الشرطة قد تدخلوا اثناء هدم منزل الشويكي وتشريد 10  أفراد
ومصادرة مساحات من الأرض وكل ذلك يقع قبل وصول كيري وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة للدعوة لإستئناف المفاوضات كما يجري هدم المنازل والمنشأت بالضفة بصورة أساسية بمنطقة -ج -التي تخطط إسرائيل للإستيلاء عليها والتي تبلغ 60% من مساحة الضفة الغربية و يتركز بها الإستيطان حيث تم أول من أمس هدم منزل ومنشأة في برطعة الشرقية بأمر من الجيش
وتشير  مصادر القدس أن هناك تحركا ملحوظا للمؤسسات في توجه نشطائها إلى المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان وقناصل الدول الغربية الذين كانوا أكثر من مرة قد دعوا دولهم لمطالبة إسرائيل بوقف إجرائاتها  العنصرية ضد الفلسطينيين وسياسةهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتهجير السكان وكذلك مندوب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية ومن هذه المؤسسات الحملة الدولية ضد سحب حق الإقامة من الفلسطينيين المقدسيين من القدس وهي واحدة من أنشطة الإئتلاف من أجل القدس للضغط على إسرائيل لوقفها  إنتهاك حق الفلسطينيين بإقامتهم في مدينة القدس
والغاية من وراء هذه الحملة هي الإقامة الجماعية للفلسطينيين المقيمين في المدينة المقدسة والتي تقوم السلطات الإسرائيلية بشكل يومي بالعمل على طردعائلات منهم  وأن هذه الحملةجزءا من مشروع حماية حقوق  المجتمعات المهمشة بالقدس الشرقية الممولة من الإتحاد الاوربي وتسعى لمعالجة الإنتهاكات الإسرائيلية الهادفة للفقر والتشرد  ولها شركاء مركز القدس للمساعدة القانونية ومركز القدس للحقوق الإجتماعية والإقتصادية ومؤسسة سانت إيف كما يقول رشاد اشتيه منسق الحملة

والمؤسسة الأخرى التي تنشط في هذا المجال  هي أبحاث الأراضي التي تنبثق عن جمعية الدراسات العربية التي كان قد أغلق مقرها العام الذي يقع ببيت الشرق إذ أن الجمعية كانت قاعدة الإنطلاق الاولى لبيت الشرق وهي مؤسسة عريقة ونشطة كما يعمل بها فريق نشط يعمل لمراقبة الإنتهاكات الإسرائيلية والتي تقوم بإصداربيان شهري يجمل الإنتهاكات الإسرائيلية بالقدس حيث تتركز بالمدينة المقدسة إضافة إلى سائر الضفة الغربية ومما جاء في التقرير الذي صدر في شهر أيار الماضي وزودني به الناشط محمود جده مشكورا هدم 12 مسكنا و4 منشأت وهدم منزل بيد صاحبه في  شارع صلاح
الدين  وتشميع ثلاثة محلات تجارية والإعتداء على 4 دونمات وقيام  5مجموعات من المستوطنيين بإقتحام الحرم القدسي وإعطاب4مركبات من قبلهم  وكتابة شعارات معادية على كنيسة وتهديد جامع بلال برأس العمود بالهدم
ولاتقتصر هذه التعرية للإعتداءات الإسرائيلية  لمؤسسات القدس في المدينة فقط إذ أن اللحنة التنسيقية  للهيئات المقدسية بعمان تقوم تقريبا بنفس الدور وبشكل منتظم ومنها مايتم  مساء السبت القادم بعقد لقاء في في جمعية يوم القدس التي يديرها الدكتور صبحي غوشه حيث سيتحدث الكاتب الصحفي نواف الزرو عن تداعيات الإستيطان في القدس ويديره  عزمي شاهين علما أن الزرو أحد المبعدين عن مدينة القدس كما ان المستوطنين إستولوا على بيت عائلته الذي يقع قرب مدرسة دار الأيتام بالبلدة القديمة وهو من المختصين بالشأن الفلسطيني والإنتهاكات الإسرائيلية
لا يقتصر الأمر على هذه المؤسسات فقط هناك الجاليات الفلسطينية بدول الولايات المتحدة وأوربا حيث استغلت ذكرى النكبة لإظهار الوجه الحقيقي للإسرائيليين والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الإحتلال وقدعلمت على سبيل المثال من رئيس الجالية في هولندا واثق سعاده أن إحياء هذه الذكرى ركزت على سياسة هدم المنازل والإستيطان كما أن الجاليات تقوم بكشف الوجه الحقيقي والقبيح بكل مناسبة وطنية
كاتب وباحث في شؤون القدس
[email protected]