الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الإنقلاب و 70 يوماً من الإنجاز الممتاز!! /محمد عزت الشريف
الإنقلاب و 70 يوماً من الإنجاز الممتاز!! /محمد عزت الشريف

الإنقلاب و 70 يوماً من الإنجاز الممتاز!! محمد عزت الشريف *** ذكَّرني حديث الإنقلابيين.. عن عظمة و سلمية وإنجاز إنقلاب ثورة الثلاثين من يونيو المجيد ـ بذكرى الأرز الممتاز بالمدينة الجامعية في ثمانينيات العهد "البائد" عندما وقف أحدُ سَحَرةِ فرعون يخطبُ في جموع الطلبة المعترضين على رداءة الخدمة و سوء التغذية.. يُعَدِّد مكرُمات النظامِ و ناموسِه، و يمتدح دودَ العدس و سوسه، و يتغزل في طول أعواد السبانخ التي يطبخونها كاملةً؛ غير منقوصةٍ أو مقصوصة ـ حتى أن وجبة كل طالب لم تكن أكثر من عود واحدٍ مُتَكَوِّمٍ يملأ الصحن عن آخره..! أمّا الأُرز .. فحدِّث ولا حَرَج؛ إنه أرزٌ من النوع الممتاز، و مَنْ لا يصدق فها قد أتينا ـ شخصيّاً ـ بالأستاذ "ممتاز" صاحب توكيل تعبئة و توريد الأرز للمدن الجامعية بالإسكندرية، و هذا اسمه الشخصي من واقع بطاقته الشخصية (الأستاذ / ممتااااز)، و هذا هو كيس الأرز .. فاقرؤوا ما مكتوب عليه يا سادة : (أرز ممتااااز)..!! أما مَنْ يتحدثون في جُحودٍ و بَطَرٍ عن الحَصْوِ والزلط الذي يملأ أكياس الأرز، فغَنِيٌّ عن القول أنّ الحصوَ ليس كأيَّ حصوٍ، و لا الزلط كأيّ زلطٍ ـ إنه من نفس نوع الأرز .. حصو و زلط (ممتاااز) !! نعود إلى حديث الإنقلاب .. هل من أحد ينكر أو يشك في أنّ إنقلاب أعداء الحرية و الحياة في مصر هو إنقلابٌ (ممتاااز)؟! انظروا إلى حجم و نوعية الدماء ـ هل تنكرون أنه دمً زكيٌّ ممتاااز ؟! وانظروا إلى الشهداء من الرجال والشباب و الأطفال و النساء.. أليس قتلاً (ممتاااز) ، و شهداء من نوع (ممتاااز)؟!! بل وانظروا إلى عمليات جرف الجثث؛ أليس جرفاً (ممتاااز)، واختراعاً مصرياً جديداً، مبتكراً في الموت و الدفن الجماعي (الممتاااز)؟! حتى الحَرْق يا سادة .. حرقٌ عظيم، و ضخم و واسع و ممتدٌّ إنه و بحق حرقٌ (ممتاااز) وما ميدان رابعة سوى فرن كبييير !! كل شيء في الإنقلاب كبييير وعظيييم.. و إنجاااز (ممتاااز) انظروا إلى حركة القطارات في الإمبراطورية المصرية الإنقلابية في عهد الخليفة (المنصور).. و كيف أن ضحايا القطارات طوال الـ 70 يوماً الماضية ـ كانت هي النسبة الأدنى على مرّ تاريخ السكك الحديد ية في مصر منذ عهد الدولة الفرعونية!!. انظروا إلى أكبر و أشمل حملة نظافة وطلاء جدران في تاريخ شوارع مصر، و كيف إختفت في ساعات كل شعارات الثوار الأحرار(أعداء الحياة!!) من الشوارع و الأزقة و الحارات و الساحات، و على أسوار البنايات و أبواب الجوامع والكنائس و حتى الخرائب و الزرائب المباول و المتاحف و السفارات .. اختفت كلها تحت طبقات سميكة من الطلاء و الدهانات أوصاف من مثل: (قاتل) و (خائن) و (مجرم) و (عميل) و عبارات من أمثال: (الداخلية .. بلطجية) و (الإنقلاب ..هو الإرهاب) و (كُرهكْ للإخوااان .. خلاّك جبااان). ثمّ انظروا كيف أبدعَ الإنقلاب في إنجاز أول ترسيم للحدود بين الشعبين المصريين منذ عهد مينا، و كيف أنْصفَ في أول توزيع للأرباب، منذ عهد إخناتون !! وأصبحنا قادرين الآن ـ ولأول مرة ـ أن نقولها حقيقة لا مجاز: (إحنا شعب.. و إنتو شعب)..(لينا ربّ.. و ليكو ربّ) !! يا لهذا الهزْل الصُراحْ و الهزرِ المُباحْ على موسيقى الأغاني!! ألا فاخرسي يا انشراح .. و لتزغردي يا تهاني..!! ***