الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رؤية سيريالية في القضية الفلسطينية _ ( جـ - 12 )/عبد الهادي شلا
رؤية سيريالية في القضية الفلسطينية _ ( جـ - 12 )/عبد الهادي شلا

 قرأت هذا الخبر : قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة للتحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع 'أبو العلاء': إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتمادى بشكل كبير في مشاريعها الاستيطانية والتهودية للمدينة المقدسة، وبالأخص في البلدة القديمة لتجعل من وجودها في أماكنها وعقاراتها قضية 'أمر واقع' ).

وقبلها ومنذ سنوات ونحن نسمع مثل هذا الكلام الذي لا يحمل أي " موقف فعلي " مما يسرده على أسماعنا الناطقون بإسم الشعب الفلسطيني ورموزه،ولسنا نهاجم أحد فليس لنا ناقة ولا جمل في مهاجمة أحد من وراء هذه المداخلة إلا أن شعبنا ناضج يفهم ويعرف الكثير فهو في مرجل الوضع الملتهب ويحترق بناره وليس هناك من هو أقدر منه على فهم مثل هذه الكلمات التي يريدون فيها تسجيل موقف ! ولكنه وبكل أسف موقف هزيل ومترهل خاصة إن جاء من قائد أو رمز وطني، فهذه الكلمات التي خلت من أي قيمة سوى أنها ترديد وتعليق على خبر يتساوى فيه القائد مع أي من عامة الشعب الذي سمع أو قرأ الخبر.

وقد " سئم " الشعب مما سمعناه على نفس الوتيرة حول القدس والمقدسات من الناطقين بإسم الشعب وأيضا لتسجيل موقف !

إذا..لماذا يفاجأه قادتة بترديد مثل هذا الخبر؟

لو تفحصنا ردة فعله عند الكثيرين لكان باهتا لكثرة ما وصلهم دون ردة فعل عملية قوية تجعل العدو يدرك معنى إقدامه على أي عمل يمس الأرض والمقدسات، لكنه عدو بطول تجربته يعرف كيف يتعامل مع قادتنا ومتى يمكنه أن يلوي ذراعهم أو "يخرسهم "؟

منذ بدأت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة بما أطلق عليه " إتفاقية أسلو " والاستنكارات الشعبية الفلسطيني للكثير لبنودها تتزايد يوما بعد يوم إحساسا بأنها لم تكن لتحقق أقل الأمال الفلسطينية التي قدم الشعب فيها تضحياته على مدى الخمسة والستين عاما الماضية. بل فإن هذه الإتفاقية تبدو مكبلة لكل حركة فلسطينية بما يتزايد عليها من ضغوطات متعددة الأطراف وإنقسام في الرأي والمنهج الفلسطيني واختلاف في الأداء. ولعل ظهور القادة والرموز بين الحين والآخر بمثل هذه التعليقات التي جاءت في رأس المقال هو رسالة للشعب الفلسطيني بأنهم موجودون ويتابعون وبهذا فهم " يـَمـُنون " على الشعب بتعاطفهم الباهت مع كل ما يحدث من تغيير على أرض الواقع وبسرعة مذهلة.

النظرة الشاملة للحالة الفلسطينية وبعد الكثير مما حاولته القيادة من تمسك بالثوابت تعطي مؤشرا على ضعف الموقف الفلسطيني في غياب دعم شعبي متماسك وعربي مشغول بترتيب أوضاعه الداخلة التي استجدت على الساحة بفعل " الثورات " وتوابعها التي مازالت قائمة. وعلى الجانب الآخر فقد قال: السيد طاهر النونو المستشار الإعلامي في حكومة غزة :( وإننا على استعداد تام للتعاون مع الجهات المختصة في حكومة الضفة من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يصب في مصلحة أسرانا ويقدم نموذجاً في العمل المشترك ويفرض على الاحتلال احترام آدمية الانسان الفلسطيني ويحقق انجازاً لشعبنا".) هذا المنطق في أبسط صوره يصل إلى الشعب الفلسطيني وإلى العالم على أن في فلسطين "حكومتين وكأنهما لدولتين عدوتين إحداها تحاصر الأخرى؟؟!!

" وإن من لا يفهم هذا المنطق فعلية أن يصم إذنية عن أي خبر تتناقله وسائل الإعلام أو يغمض عينيه عن أي حلقة ردح تلفزيونية يتم فيها ترديد مثل هذه الكلمات مستقبلا. مؤلمة هذه الحالة الفلسطينية المتردية، والتي يتحمل تبعاتها الإنسان الفلسطيني المنكوب والمحاصر و البؤساء في المخيمات والذين يعيشون على الأمل في الشتات! هل يحتاج منا كل الذين ينطقون بإسم الشعب الفلسطيني نصح لكيفية تعديل المسار الأعوج في الخطاب الفلسطيني للعالم وللشعب صاحب الحق ؟

لا أظن هذا. فجميعهم يعلم كيف يدير دفته إلى الوجهة التي يريد، وهو ينسى الوجهة التي يريدها الشعب أن تعيد له حقه وتشد من أزره وتحتفظ على كرامته دون الاستخفاف بعقله أو بمقدراته، فهو الذي قدم للقضية التضحيات ولا بد من جني الثمار ناضجة بعزة كاملة.