الإثنين 22/10/1446 هـ الموافق 21/04/2025 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مخرجون إماراتيون يرسمون بصمتهم في "مهرجان دبي السينمائي"
مخرجون إماراتيون يرسمون بصمتهم في

 يمرّ الصبي بضغوطات يومية يُخرجها عن طريق صرخات مختلفة، يحفظها داخل عبوات زجاجية، ومن ثمّ يدفنها في الرمال، علّه ينساها ويُخفي آثارها. هذه ليست مجرد مشاعر عادية، إنما أحاسيس مختلجة في داخل أي شخص فينا، وهذا ما يحاول فيلم "كتمان" الإماراتي القصير أن يسلط الضوء عليه مع غيره من الأفلام الإماراتية القصيرة التي شارك مخرجيها في الدورة العاشرة لمهرجان "دبي السينمائي الدولي."

 

وترتفع نبرة حب الفنون في فيلم "أحمر أزرق أصفر" للمخرجة الإمارتية نجوم الغانم، والذي يدور حول الحياة الغنية لنجاة مكي، وهي أول إماراتية تتخصص في مجال الفن التشكيلي، غير أن بين طيّات تلك الألوان تكمن حقائق وهموم شخصية، بانتظار أن تُكشف للمرة الأولى.

وقالت الغانم لشبكة CNN بالعربية إن "الفيلم يركز على التفاصيل المجهولة بحياة مكي ويركز على كفاحها كأول ممثلة فنانة تشكيلية إماراتية استطاعت أن تجد لحالها موقعا في الساحة التشكيلية الإماراتية والعربية." وأضافت أنه "من المؤسف وجود صورة نمطية في الخليج عن أن شعوبها مرفهة ونسير وفي جيوبنا خزائن،" لافتة إلى أن في هذه الدول يوجد أشخاص متواضعين، لديهم معاناتهم الإقتصادية والاجتماعية."

 

وأوضحت الغانم أنها كامرأة تعمل في مجال الإخراج، لا تجد أي صعوبة، بل أن ذلك يسهل دخولها إلى بيوت كثيرة."

ويسلط فيلم "حالة غروب" للمخرج الإماراتي مصطفى عباس الضوء على قصة رجلين، وهما روائي أميركي وطالب جامعة إماراتي، يجد كلّ منهما عزاء وسلوى لنفسه في قصة حياة الآخر.

وفي هذا السياق، قال عباس لشبكة CNN بالعربية: "لاحظنا أن غالبية الأفلام الإماراتية  تعالج شؤون اجتماعية. وهذا شيئ جميل." وأشار عباس إلى أن "أفضل ما يمكن إخراجه من الفيلم القصير يتمثل بالتشبيك والسمعة، فضلا عن أن المهرجانات الدولية تساهم في التشبيك والتعرف إلى الناس."

 

أما المخرج الإماراتي عيسى السبوسي، فيدع المشاهد يتابع من خلال فيلمه "13:37" دراما نفسية تدور أحداثها حول مريم الشابة متزوجة، وصراعها مع فكرة "الفردية" في الزواج.

وقال السبوسي: "أنا أتوقع أن كل واحد من المخرجين لديه صوته والرسالة التي يريد ايصالها، ويجب على المخرجين الشباب أن يجدوا مكامن قوتهم والنقاط التي يريدون التركيز عليها بغض النظر عن ما يجري من حولهم." وأضاف أن "المهرجانات تساعد في زيادة الثقة لدى المخرجين الشباب وتمهد الطريق أمام خبرة أطول."

ويستعرض فيلم "كتمان" الحياة التي يمر بها البشر بضغوطات مختلفة ويجبرون على كتمانها، ولكن عمق تلك الضغوطات وتكرارها يؤدي إلى إخراجها، والتعبير عنها بطرق مختلفة.

 

وقالت العلي إن "فيلمي يتحدث عن الضغوطات التي نمر فيها بالحياة بشكل عام حتى يشعر كل واحد منا أن الفيلم يلمسه. الفيلم فيه رمزيات أكثر من تحديد أمور بعينيها حتى تصل الرسالة أكثر." وأضافت أن "الزمن تغير، إذ الآن، بات أمراً عادياً وجود مخرجة إماراتية مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق.. الدولة والحكومة والمجتمع الكل يساند المرأة في صناعة الأفلام."

وتصف المخرجة الإمارتية علوية ثاني فيلمها "الإيمان في الحب" بالرومانسي الكوميدي، وتم تصوير الفيلم في دبي، إذ يركز على مختلف الشخصيات الأجنبية. وقالت ثاني: "أحببت أن أظهر الحضارة الإماراتية التي تستقبل الأشخاص من كل الدول. أحببت أن أظهر للمجتمع أن الجميع في بلداننا يعرف الحب وليس الأجانب فقط."

من جهتها، حاولت المخرجة الإمارتية أمل العقروبي، من خلال فيلمها "أنشودة الحب" أن تروي قصة الأطفال المصابين بالتوحد في الإمارات، والعلاج عبر الموسيقى.

وقالت العقروبي: "أتمنى من خلال فيلمي أن يشعر الناس بالإحراج الاجتماعي الذي يرافق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في العالم العربي، والمشكلات التي تواجهها عائلاتهم، عندما تخطط لمستقبل أطفالهم."

 

وأضافت أن "ظاهرة التوحد تولد معاناة كبيرة في الإمارات، لأنه لا يوجد توعية مثل ما يجب." وأكدت العقروبي أنه "لا يوجد فرق بين المخرجين الإماراتيين والمخرجين في العالم الغربي.. نحن لدينا الشغف ذاته والمواهب ذاتها."