الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ألَّف إرهاب وإرهاب :السماء تهطل سلاحا !!/ د.شكري الهزَّيل
ألَّف إرهاب وإرهاب :السماء تهطل سلاحا !!/ د.شكري الهزَّيل

دهور طويله ونحن نبحث عن الوطن وما زلنا قابعون في وسطه  وعلى هامشه نبحث عن الحريه عبر بوابات موصده تغلق الطريق او تقطعها على كل من حاول او يحاول دق بوابة الافق  وكسر الاقفال المقفله على ارواح شعوب سُلخت قسرا عن واقعها ومُنعت عمدا من ان تمارس حقها في الحياه بحريه الى ان غرقنا جميعا في جدل عقيم عما هو حق لنا وماهو غير حق وماهو صحيح او عكس ذلك حتى بلغنا حالة عدمية ومأساويه تعيد تدوير ذاتها  وكأنها تتحايل على واقع تعدى مراحل الامَّر من المُر ودخل في مسارات التيه الى حد تاهت فيه الحاله في تفاصيل وطيَّات لا تعد ولا تحصى... طيات تتأرجح بين الموت والحياه...إسأل   عن حال العرب, واظفر بالاف الاجابات والتحليلات,لكنك لن تظفر باي اجابه صحيحه تعبر حقا وحقيقه عن  حال العرب فهاهُم يشردون بالملايين من اوطانهم وخيام اللجوء المكتظه بالعرب تملأ الدنيا وقوارب الموت المحمله بالعرب تشق البحار تارة تبلغ   
الشاطئ الاخر وتارات اخرى تغرق بحمولتها في عرض البحر وهاهُم يتعاركون شبر شبر وحاره حاره وغارقون في الدم حتى الرُكب الى حد اصبحت فيه الجثث بمثابة  متاريس للقتال وما زال القتال مستمرا على اشده ودمويته الساديه من الذبح  ومرورا بالسلخ وحتى الحرق والاباده الجماعيه في جبهات القتال..اكوام مكدسه من الجثث فوق الارض وتحت الارض...ارض السواد والموت السادي؟!
تعددت الاسباب  والموت واحد وتشعبت الجماعات و القضايا والموت ايضا واحد والشعوب ليست ادرَّى بشعابها ورقابها تُحَّز يوميا بكل الاشكال وبشتى انواع الاسلحه الفتاكه الملقاه في صحاري ليبيا وبَّوادي الشام وبلاد الرافدين...اسلحه في متناول اليد والمقاتلون كثر واذا نقصت او تناقصت فسيسقط العم سام المزيد منها من السماء ويُقسمها بعداله بين جميع الاطراف وحتى داعش الشيطان المشيطن تستلم نصبيها ولو بالخطأ المزعوم والمقصود...تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتأتي الرياح بما تشتهيه الاطراف المتحاربه...سلاح.. سلاح على مد العين والبصر وصناديق معبأه بالذخيره ملقاه في الصحراء الليبيه..هكذا وعلى هذه الشاكله ودون قصد او هدف هطلت من السماء...السماء تهطل سلاحا والبشر يزرعون الموت ويحصدونه والغله وفيره...حصاد الموت...من جَّد وجَد ومن زرع حصَّد..جَّد العرب في الحرب وزرعوا الموت وحصدوه..الزرع المحصود والغله موتى وقتلى وملايين المشردين والمفقودين!!
في العاده يحصد او حصد  البشر الزرع بالمنجل  متمنين ان تكون النتيجه النهائيه غله وافره ومُونه وفي المقابل الحصد بالسيوف هو قطع الرؤوس والقتل والجاري في عالمنا العربي اليوم هو حصد وقتل بشتى انواع الاسلحه من السلاح الابيض وقطع الرؤوس ومرورا بالبراميل االمتفجره وحتى الغازات والمواد الكيماويه السامه, واعداد القتلى والضحايا لم تعد تهم احدا واصبحت مجرد خبر روتيني في نشرات الاخبار ومجرد ارقام عابره في سجلات الموت الجماعي الحاصل في سوريا والعراق وليبيا ومصر, واللافت للنظر ان الناس تموت لسبب ودون سبب والقضايا المطروحه التي تتبناها وتؤمن ب"عدالتها" الحركات والفصائل والانظمه وتحشد لها العتاد والمحاربين هي قضايا كثيره ومتشعبه واكثريتها لاتمت للوطن ومصالح الشعوب باي صله..في خضم فوضى الحراك الجماهيري العربي تداخلت الامور وضاعت البوصله واختلط الحابل بالنابل بين النظام  وحلفاءه ومعارضيه وحلفاءهم ,والجاري الان جبهات قتال ملونه بالوان فصائليه وطائفيه وغيرها مفتوحه على مصراعيها من المغرب الى المشرق العربي فيما الشعوب مغيبه ومهمشـه ولا احد يعبر عن مطالبها بالحريه والعداله والعيش الكريم...شعوب مكرهه على الحرب لا بَّطله؟؟!
هنالك تشابك عنكبوتي وعنقودي  حاصل بين مأساة الشعوب العربيه ومأسي  وكوارث من من يزعمون انهم يحاربون باسم ومن اجل هذه الشعوب وهؤلاء بدورهم يزجون بها في اتون حروبات محليه واقليميه وحروب بالوكاله تحت لافتة محاربة " الارهاب" واللافت ان هذه الاخيره استحوذت على المشهد العربي العام وحلَت مكان مطالب الجماهير والشعوب مع بدء ما سمي بحراكات " الربيع العربي" التي تحولت الى حروب طائفيه واهليه داميه تُّمول وتُدار عبر ايادي محليه واقليميه واجنبيه وكأن واقع الحال ينطق و يقول:نزودهم بالمال والسلاح والعتاد وندربهم عسكريا افرادا وجماعات وميليشيات وقبائل ومن ثم نغزي بهم خصومهم ونحاربهم تحت لافته محاربة " الارهاب"..تبدلت مقولة الحروب والضربات الاستباقيه الغربيه ونغزوهم في عقر دارهم  قبل ان يغزوننا وصارت الان يغزون انفسهم  بانفسهم!..عرب لورنس ولورنس العرب ومرتزقة امريكا...شعوب وانظمه تحارب في صفوف اعداء الامه  بهدف قهرها وقتل روحها الانسانيه وتدمير هويتها الحضاريه والتاريخيه والوطنيه المشتركه...العراق وسوريا مثال على خراب الديار العربيه والهويه االوطنيه المشتركه وماجرى ويجري من دمار واحقاد وتطييف وتحشيد يحتاج الى عشرات السنين لاصلاح  ذات البين وتنقية النفوس ناهيك عن اعمار المدمَّر وعودة اللاجئين الذي سيحتاج ايضا الى وقت طويل!؟
  فصول قصة الف ارهاب وارهاب لن تنتهي قريبا وستتواصل وسيتكاثر " محاربي الارهاب" كالجراد  وستلتئم كل مخالب الدنيا على جسد الوطن العربي وتنهشه اربا اربا والحجه جاهزه وملقَّمه في افواه الطغاه وافواه البنادق التي تقتل العرب  والمسلمين بحجة " الارهاب" دون حسيب او رقيب, وللمثال لا للحصر فيكفي رئيس الانقلاب العسكري في مصر ان يتحجج بمحاربة الارهاب حتى يطيح بنظام الحكم ويزج بمصر وجيشها في متاهات حروب افتعلها النظام حتى يوطد مكانه ويُشرعِن وجوده اللا شرعي عبر ارتكاب جرائم حرب في سيناء ورفح ودرنه الليبيه وغزه الفلسطينيه.. نظام فاشي وارهابي يدمر ثورة و مستقبل  الشعب المصري بمسانده من انظمه عربيه رجعيه دكتاتوريه كالنظامين السعودي والاماراتي..نظام السيسي لم يعيد حياكة نظام حسني مبارك فحسب لابل جلب نظام فاشي اسوأ بكثير من نظام مبارك...السماء تمطر على السيسي سلاحا وطائرات لقصف وقتل الشعب المصري في القاهره وسيناء ورفح؟!
في فلسطين يحارب المُحتل اهل الدار والديار بحجة الارهاب والسماء تهطل عليه سلاحا ودعما امريكيا وغربيا حتى يحارب 12 مليون فلسطيني نزلوا من السماء بالصدفه ويعكرون صفاء  ومزاج دولة " اليهود" التي لا علاقه لها بتاتا بالحاله الفلسطينيه "المزعجه"!.. بالصدفه عاد اهل البلاد بعد الفين عام وكل واحد منهم بحوزته اوراق "طابو" تثبت ملكيته في فلسطين وحقه بطرد الفلسطينيين!؟...وقاحه تاريخيه وانسانيه...الف ارهاب وارهاب واذا كان هذا الذي حصل ويحصل للشعب الفلسطيني منذ عام عام 1948  ليس ارهابا فماهو الارهاب اذا؟..قصة الارهاب ابومكيال ومنتجيها ومخرجيها؟؟
في اليمن ينقلب الحوثيون على  نظام الحكم بحكم انهم يحاربون الارهاب وفي ليبيا ينقلب حفتر على الثوره الليبيه بزعم انه يحارب الارهاب لكن الانكى من كل هذا وذاك هما او هو الحاله السوريه والعراقيه فنظام بشار الاسد  قتل وشرد اكثر من نصف الشعب السوري ودمر سوريا بالكامل وما زال يأمل بالبقاء في الحكم بزعم انه حارب ويحارب " الارهاب" لابل انه نظام يستعين بميليشيات طائفيه واجنبيه لقتل المزيد من الشعب السوري والانكى من هذا وذاك ان حسن زميره يدعم نظام الاسد ونظام العبادي تحت لافتة محاربة الارهاب وفي اطار محور الممانعه والمقاومه المزعومه... السماء تهطل على الاسد سلاحا ومقاتلين طائفيين..سيد الارهاب والارهابيين يحارب الارهاب من خلال قتل وتشريد الملايين من الشعب السوري وهدم وردم بيوتهم ومدنهم وقراهم؟!
في العراق تتجلى المأساه بلحمها  وعظمها ومرجعيتها, حيث يزعم نظام طائفي مدعوم بحشد شيعي انه يحارب " الارهاب" وفي مسعاه هذا يدعمه تحالف دولي تشارك فيه انظمة عربيه ارهابيه لاتقل خطورة من " داعش" والحشد الشيعي الطائفي,لكن اللافت في قصة الف ارهاب وارهاب ان نوري المالكي صانع الطائفيه والارهاب في العراق ما زال يتبوأ منصب رفيع في نظام الحكم الطائفي في العراق ويزعم ان الحشد الشيعي الارهابي يدافع عن العراق وهو في الحقيقه حشد ارهابي  يقتل العرب السنه ويحرق بيوتهم ويقطع رؤوسهم وينكل بجثث الاطفال والنساء.. ارهابي عن ارهابي يفرق في قصة الف ارهاب وارهاب ويبدو ان هذا الشعار هو شعار ايران وشعار حسن نصر الله الذي يزعم ان الحشد الطائفي الشيعي في العراق يدافع عن الامه؟... ما بعد بعد حيفا صار واضح..دمشق وبغداد وحشد طائفي ومحاربة العرب السنه تحت لافتة محاربة الارهاب...تجارة شعارات مربحه تحظى برضى امريكي ودعم ايراني....قصة الف ارهاب وارهاب: السماء تهطل سلاحا والارض تحصد الجثث والموت... زميرة الارهاب وزميرة الخطابات؟!