الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الرئيس الروسي يقلب الطاولة في سوريا على اوباما والسعودية وتركيا...سليمان يوحنا
الرئيس الروسي يقلب الطاولة في سوريا على اوباما والسعودية وتركيا...سليمان يوحنا

"يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت" .. إبراهام لينكولن
يقينا ان عالمنا اليوم يقف على مفترق طرق ! ففي الساعات القادمة سيلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة حاملا معه اقتراحا لكل الاطراف المعنية بالشأن السوري والعراقي والارهاب الدولي " داعش والقاعدة والنصرة ..."  ...يبدوا ان روسيا قد حسمت أمرها بالمضي قدما لغرض إنهاء المسرحية الغربية التي بدأت عام 2001 وما تبعها من تدمير للشعوب وما خلفته من أزمة التدفق للاجئين التي تعتبر الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية ... الخطوة الروسية جاءت في ذروة المساعي التركية والغربية والسعودية في محاولة فرض منطقة حظر الطيران في شمال سوريا لغرض تفتيتها كما فعلوا مع العراق عام 1990 ... بعد فشلهم في تقسيم سوريا في السنوات الماضية....
المبادرة الروسية سيقابلها إما التعنت الغربي وبذا كشف المستور " حقيقة العلاقة الخفية بين الغرب والمجموعات الارهابية" كما سترى ادناه ،  وعما جرى منذ عام 2001 واحتمال حصول مواجهة عالمية بين الاقطاب المؤثرة عالميا ، او التعاون الجاد معا لدحر الارهاب العالمي والحفاظ على وحدة سوريا من التفتت بحجة محاربة داعش كما فعلوا مع العراق بحجة محاربة القاعدة.
لا شك بأن القرار الروسي بالتدخل علنا في سوريا يعتبر بمثابة الطلقة الأولى للمعركة القادمة لتوجيه ضربة موجعة للمشروع الغربي بعد أن خرج من مستودعات البحث والأسرار الخفية على شكل موجات ارهابية اسلامية مزودة بالمال والتكنولوجيا والسلاح .. فالطريقة التي يمسك بها مقاتلو داعش البندقية هي الطريقة الاميريكية عينها للمارينز والسلاح الذي يستخدمونه والاستطلاع الذي يمكنهم من التحرك نحو الأهداف والمدن برشاقة كمن يهتدي بأقمار صناعية لايمكن الحصول عليه الا من تكنولوجيا غربية ولكن يبدو أن بداية العرض العسكري الحي تنتظر اشارة من الرئيسن بوتين والأسد بعد خطاب " بوتين" في اروقة الامم المتحدة.. فهل سنرى قريبا بداية العرض الذي ينتظره العالم الذي وقع في اكبر خدعة غربية على أحر من الجمر ؟؟
سيدعو بوتين  لخلق تحالف عالمي حقيقي ضد داعش وغيرها من الجماعات الارهابية الوحشية التي هي من ثمار الحروب الاجرامية التي شنها الرئيس الامريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ويشنها الرئيس الحالي باراك اوباما بهدف تدمير الامم. إن المبادرة العسكرية الروسية التي بدأت من الان في سوريا قد تركت الرئيس اوباما وفريقه في البيت الأبيض في حالة ارتباك وحيرة شديدين. تحرك الرئيس بوتين في هذه الحركة الالتفافية الاستراتيجية كان من شأنه ان يكون محط اعجاب قادة عسكريين امريكيين عظماء مثل الجنرال دوجلاس ماك آرثر. يقوم البعض في البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية بمحاولة بناء سور حول سوريا لمنع وصول المساعدات الروسية الانسانية والعسكرية، وهذه التحركات الامريكية قد تقود إلى سقوط سوريا كلها تحت سيطرة البرابرة من داعش الذين يمولهم الوهابيون في السعودية والخليج وتركيا.
 
الدور التركي والغرض من فتح ابواب مخيماتها امام فيضان اللاجئين وتسهيل وصولهم لأوروبا؟
في البداية لا مفر من الاعتراف بأن من تسبب بأزمة اللاجئين وتشريد 10 مليون عراقي وسوري نتج من الحروب العبثية واللاخلاقية لامريكا وحلفائها الغربيين وتركيا وتمويل سعودي خليجي وخلق منطقة فوضى خطرة.
أغلب الذين مكثوا في المخيمات التركية ومنذ الثمانينات من القرن الماضي ولحد اليوم كمحطة عبور للهجرة نحو الغرب يعرفون مدى صرامة الاجراءات التركية التي تمنع اي فرد من الخروج من المخيمات التي تؤي اللاجئين تحت اي ذريعة الا بموافقة وتصريح بإذن رسمي من السلطات التركية حتى لغرض العلاج او التسوق، واغلبنا يتذكر قسوة معاملة قوات الدرك والشرطة التركية مع الذين يتم القبض عليهم من الذين يحاولون العبور نحو بلغاريا او اليونان وكيف تم ارجاع هؤلاء مباشرة الى العراق او تركهم في السجون..... اذن ما قصة فتح ابواب مخيمات اللاجئين فجأة وبالذات للسوريين في تركيا واطلاق فيضان موجات النزوح نحو اوربا؟... يبدوا ان تركيا التي تعتبر الذراع اللوجيستي الرئيسي في ادخال المرتزقة العالمية عبر حدودها الى سوريا والعراق... حاولت استخدام أزمة اللاجئين وتحويلها إلى ورقة إنسانية للاستثمار السياسي، حيث تسعى أنقرة لدفع الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة بأن الحل المتاح لمشكلة اللاجئين السوريين يكمن في إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا تشكل ملجأ لهم كما فعلوا مع الاكراد في شمال العراق عام 1990 والتي اصبحت دويلة مستقلة اليوم عن العراق.

ومن اللافت للانتباه خلال السنتين الماضيتين، تشديد السلطات التركية إجراءاتها الأمنية على حدودها البرية مع اليونان وبلغاريا من جهة أدرنة التركية، في حين تُرك الطريق البحري الأكثر خطورة دون أي رقابة، وطبعا اغلبكم يتذكر صورة الطفل السوري " ايلان" الذي غرق على شواطىء تركيا وكيف تم استخدام ذلك الحدث والتركيز عليه بينما تم اهمال وبحسب تقارير دولية غرق نحو ثلاثة آلاف في البحر المتوسط وهم في الطريق إلى أوروبا منذ بداية العام الجاري من ضمنهم الطفلين العراقيين " حيدر 8 اعوام واخته زينب 12 عام "  من مدينة بغداد الذين كانوا على متن نفس القارب الذي غرق على متنه إلطفل السوري... لا يوجد تفسيرلما يجري في الكواليس التركية، سوى أن السلطات التركية تحاول استثمار الكارثة الإنسانية المتمثلة بغرق السوريين فقط لتسليط الضوء العالمي لخلق المنطقة الآمنة تحت رعاية تركية.
أما الجانب الخفي الآخر من أزمة اللاجئين هو بعض التصريحات الصادرة من قبل اكثر من جهة غربية، مفادها بأنهم يرغبون باستقبال اللاجئين من الاقليات المسيحية واليزيدية فقط ! بينما هذا الغرب، هو الذي سمح لحلفائهم بتسليم مناطق تلك الاقليات في سهل نينوى وسنجار لداعش من دون اطلاق رصاصة واحدة ! والاكثر دناءة هو تركهم في المخيمات وقاعات المدارس لاكثر من 18 شهرا من دون ابسط المستلزمات الانسانية ومن دون تحرير مناطقهم !....لا بل ان الادهى من كل هذا، هو أن الغرب ضرب بعرض الحائط كل الدعوات الصادرة من أغلب المؤسسات الدينية والمدنية والسياسية لتلك الاقليات لتوفير الحماية الدولية في مناطقهم .... ولكن كل تلك الدعوات ولمدة اكثر من سنة ذهبت ادراج الرياح واستقبلتها آذان صماء وقلوب متحجرة ؟!... إذن ما الهدف من اطلاق تلك التصريحات الغربية؟ .... طبعا الغريق سيحاول التعلق بأي قشّة أمل، وسيبدأ هؤلاء المساكين ببيع كل ما يمتلكونه بابخس الثمن والهرب الى دول الجوار نحو الامل المزعوم ...بينما الغرب المنافق لن يهمه ما سيصيب هؤلاء من هول المصائب اثناء هربهم عبر البحار والبراري وشظف العيش وتحطيم الانفس وانتظار سنين قبل ان يصلوا الى الغرب الموعود ، هذا إن وصلوا؟ ، يبدوا اننا امام تكملة الجزء الثاني من مخطط افراغ المنطقة من سكانها الاصليين واستحلالها لدويلة كردستان المنتظرة. 

انكشاف المستور
كشف الجنرال الامريكي مايكل فلين " Michael T Flynn " المدير السابق لوكالة مخابرات الجيش الامريكي في الفترة ما بين "ابريل 2012 لغاية اغسطس 2014"  في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم 29 يوليو الماضي أن الرئيس الامريكي اوباما كان قد تجاهل عمدا 'في أغسطس 2012' خطر الارهاب الجهادي في العراق وسوريا والمدعوم بالسلاح القادم من ليبيا، وأن أوباما استمر في السياسة التي قادت إلى بروز تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام 'داعش' وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. ووضح الجنرال فلين بشكل صريح أن الامر لم يكن مجرد “غض الطرف” بل كان كان قرارا سياسيا واعيا من قبل البيت الأبيض. بالإضافة إلى ذلك، كان قرار تثبيت منظومة صواريخ باتريوت في جنوب تركيا على الحدود مع سوريا قد أدى إلى خلق منطقة حظر طيران فعليا في شمال سوريا لتوفير الغطاء لجبهة النصرة وداعش للتوسع والانتشار. إن القول بأن الرئيس اوباما يقود تحالفا ضد داعش هو كذب ونصب واحتيال. إن التملق المخزي الذي اظهره الرئيس اوباما لملك السعودية اثناء زيارة الأخير لواشنطن يوم الجمعة الماضي، أي قبل اسبوع من الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر التي تتحمل السعودية المسؤولية الكبرى لوقوعها، ما هو إلا دليل آخر على إصرار اوباما على دعم عصابات الإرهاب السلفي.
لقد فضح الرئيس الروسي أكذوبة اوباما، وأرسل المعدات والقوات العسكرية الى سوريا لشن حملة عسكرية حقيقية على الجهاديين المدعومين من قبل اوباما والسعودية. وكما أعلن السياسي الامريكي " ليندون لاروش"  الأسبوع الماضي، فإن مجرد مبادرة الاعلان عن مثل هذه العملية العسكرية الحقيقية ستدفع الرئيس اوباما الى حافة الانهيار العصبي، حتى قبل أن تبدأ روسيا بإلقاء القنابل على مواقع داعش. منذ أن وصف اوباما التحرك الروسي على أنه “سيء” دون توضيح الاسباب، يحاول الرئيس الامريكي الضغط على حلفائه في الناتو مثل اليونان وبلغاريا والعراق لإعاقة ومنع الطائرات الروسية المتوجهة الى سوريا.
بينما فشلت مساعي البيث الابيض في وقف التحرك الروسي، ولكن تلك المساعي بحد ذاتها قد كشفت عن حقيقة اوباما كونه دمية بيد الدوائر الانجلو- سعودية التي نفذت هجمات 11 سبتمبر 2001 والهجوم الارهابي على السفارة الامريكية في بنغازي في ليبيا في 11 سبتمبر 2012 الذي قتل فيه ارهابيو القاعدة السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة ضباط أمريكيين آخرين.
إذا استمر اوباما في إعاقة الخطط الروسية الجادة للقضاء على الدولة الاسلامية والالوية الجهادية الأخرى فإنه سيفضح نفسه أكثر فأكثر... .... تتذكرون كيف ان القوة الجوية الغربية الكاسحة انهت الجيش العراقي خلال 21 يوما فقط!، بينما يبشرّنا اوباما بأن القضاء على داعش يلزمه عقود من السنين !؟... وإذا حاول اوباما الاستمرار في خططه لافتعال حرب مع روسيا، بغض النظر عن الحركة الالتفافية التي قام بها بويتن في سوريا، فإن أوباما سيواجه معارضة هائلة جدا في عقر داره ضد هذا الجنون المطبق. لا يتطلب الامر سوى بضعة من العقلاء في حكومته لاستحضار التعديل 25 في الدستور الامريكي الذي ينص على إقالة أوباما وإخراجه من البيت الابيض 'بسبب عجز قدراته العقلية والصحية' في اللحظة التي يأمر فيها بشن حرب شاملة. يقول لاروش أن أوباما قد وقع في الفخ الذي نصبه بوتين له.
إن التحذيرات من خطر وقوع مثل هذه الحرب الشاملة تصدر تباعا من على ضفتي الاطلنطي. في هذا الاسبوع قامت شبكة القيادة الاوربية 'المكونة من وزراء دفاع وخارجية اوربيين سابقين' بإعادة اصدار بيانها الصادر في أغسطس الذي تحذر فيه من اندلاع حرب كبرى في القارة الاوربية، وتطالب فيه بإعادة تأسيس مجلس الناتو وروسيا المشترك لتفادي ودحر الاستفزازات العسكرية 'في اوكرانيا مثلا'. تضمن البيان تواقيع 75 قيادي اوربي وروسي إضافيين، ومنهم وزراء دفاع وضباط جيش كبار ومسؤولين سابقين رفيعي المستوى في حلف الناتو.
يقول السياسي الامريكي " ليندون لاروش " أن الوقت قد حان لإخراج اوباما من الحكم وفق ما نص عليه الدستور الامريكي. هذا هو الامتحان الحقيقي للقيادة السياسية في عالم يواجه خطر الانقراض بالحرب النووية طالما بقي اوباما في منصبه. إن تحرك الرئيس الروسي بوتين في سوريا قد كشف أيادي اوباما القذرة المساندة لآفة الإرهاب الجهادي.
انتظروا ايها السادة، لأن القرار الروسي ونوعية سلاحه المرسل الى سوريا  في الاسابيع الماضية ليس للاستعراض والاثارة والتصوير السينمائي....الروس لا يحبون التمثيل امام القرارات المصيرية التي تمس أمنهم وسيادتهم..