الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الوحدات وأشرف نعمان .. هذا كل ما في الحكاية!
الوحدات وأشرف نعمان .. هذا كل ما في الحكاية!

عاشوا لحظات عصيبة من الترقب، وهم ينتظرون لحظة الحسم بارتدائه القميص الأخضر، صفقة كان كثيراً ما يتمناها جمهور الوحدات الأردني، فاجتهدت الإدارة وبذلت جهوداً مضنية في سبيل إرضاء جماهيرها، ليتحقق الوعد، الفلسطيني أشرف نعمان رسمياً في نادي الوحدات، مقابل 100 ألف دولار، وهي أعلى صفقة في تاريخ هذا النادي، خبر ملأ صفحات الإعلام الرياضي في الأردن، وشبكة التواصل الإجتماعي "فيسبوك" ضاقت بصوره.

قرعوا الطبول فرحة وبهجة، وزّفوا العريس، فمن بعد مد وجزر، وقع أخيراً المحترف الفلسطيني أشرف نعمان عقده في حفل ازدان بالجماهير الخضراء التي هتفت له طويلاً وحيته لتفضيله نادي الوحدات على كثير من العروض، وتمنت له أن يحقق المطلوب مع الوحدات بعدما بادلها العشق. 

كانت جماهير الوحدات تراقب أشرف نعمان في أولى التدريبات بشوق جارف، حي كانت ترى فيه النجم الذي سيحقق الإضافة التي يحتاجها الفريق وبخاصة مع احتراف اللاعب منذر أبو عمارة. 

ورسمت جماهير الوحدات أحلامها وآمالها بأن الوحدات في طريقه ليأكل الأخضر واليابس من الألقاب، كيف لا وأشرف نعمان قد أصبح لاعباً وحداتياً، وهو صاحب المهارات الفردية العالية و"المزعج" لدفاعات الخصوم وحراس المرمى.

وحانت ساعة الحقيقة، أشرف نعمان يظهر في أول مباراة مع الوحدات أمام الفيصلي بكأس السوبر حيث زج به المدير الفني آنذاك السوري عماد خانكان في التشكيلة الرئيسة، لكن أشرف لم يقدم المطلوب، وتم الدفع ببهاء فيصل بدلاً منه في الشوط الثاني في مباراة خسرها الوحدات بهدف.

وحينها فضلت جماهير الوحدات عدم التسرع بالحكم على صاحب الصفقة الأعلى، وقالت في قرارة نفسها: "يحتاج لبعض الوقت حتى ينسجم ويحقق الإضافة"، وفي كل مباراة كان يشارك فيها أشرف ولا يحقق المطلوب كان فيها محبي أشرف نعمان، يؤكدون بأن القادم أفضل، إنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يدخل "الفورمة".

نسوق ما سبق، ونحن لسنا ضد اللاعب أشرف نعمان الذي يعتبر أحد أبرز نجوم الكرة العربية ، لكن بعيداً عن أي عاطفة، فالحقيقة تقول بأن أشرف نعمان وبالورقة والقلم كان الصفقة الأعلى في تاريخ نادي الوحدات، وهو أصبح الآن الصفقة الأكثر خسارة لنادي الوحدات.

مضت مرحلة ذهاب دوري المحترفين وشارك أشرف في عدد من المباريات، لكنه لم يحقق الأداء المتوقع، ولم يفلح في تسجيل هدف واحد للفريق، البعض من جماهير الوحدات من يرى بأن اللاعب تعرض لظلم ما، ولم يأخذ الفرصة المناسبة.

وهنالك من الجماهير من ذهبت إلى أن أشرف نعمان كان محارباً بين زملائه غيرة وحسداً بإعتباره صاحب الصفقة الأعلى، وهي تبريرات تخلو من المنطق، فأشرف نعمان مُنح الفرصة في أكثر من مرة ولم يحقق المرجو، لم يكن أشرف نعمان نفسه الذي لعب في سنوات مضت مع عديد من الفرق حيث برع وأمتع وصنع وسجّل.

على جماهير الوحدات التي ترى أن أشرف ظلم في الوحدات ، أن تقتنع اليوم بأن أشرف نعمان لم يظلم من أحد، بقدر ما أن مستواه لم يشفع له بالظهور المأمول، فغاب عن مسرح الألق.

وغياب أشرف نعمان عن مسرح الألق قد لا يكون مرتبطاً بمعاناته من إصابة ما أو عدم انسجام مع الفريق، بل أن شروده الذهني قد يكون سبباً في الإبتعاد عن مستواه، وبخاصة أن عدة عروض انهالت عليه وهو في الوحدات، عروض من مصر والسعودية.

وللأمانة، فإن إدارة نادي الوحدات لم تقصر مع أشرف نعمان، والأجهزة الفنية التي تعاقبت على تدريب أشرف نعمان لم تقصر أيضاً في منحه الفرصة، بل أن جماهير نادي الوحدات كانت تحفزه دوماً بهتافها في كل مباراة.

في قاموس الحياة، من يبحث عن فرصة عليه أن يستثمرها حال الحصول عليها بالشكل الأمثل، ولو شارك في آخر خمس دقائق من أي مباراة، لكن أشرف لم يهدر فرصة واحدة بقدر ما أهدر العديد من الفرص، واستهلك الوقت دونما فائدة تعود على الفريق.

وأحسنت إدارة نادي الوحدات صنعاً حينما وافقت على احتراف أشرف نعمان مع هجر السعودي نظير 50 ألف دولار، لتنأى عن نفسها شيئاً من الخسارة المالية لهذه الصفقة، ولا سيما أن اللاعب أشرف نعمان  قد وافق على ترك الوحدات والإنتقال لفريق آخر بحسب القرارات الأخيرة الصادرة عن مجلس إدارة نادي الوحدات مما يكشف عن رغبة اللاعب أصلاً بالإنتقال لفريق غير الوحدات.

ومجدداً نقول بأن أشرف نعمان لاعب كبير لا يختلف على موهبته اثنان، حاول أن يقدم الكثير للوحدات ولجماهيره، تحصل على الفرص لكنه لم يكن موفقاً، هذا كل ما في الحكاية.