السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
انطلاقة الثورة الفلسطينية تحول استراتيجي أعاد للقضية مكانتها... بقلم: أحمد يونس شاهين
انطلاقة الثورة الفلسطينية تحول استراتيجي أعاد للقضية مكانتها... بقلم: أحمد يونس شاهين

 يحتفل الشعب الفلسطيني في هذه الأيام بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من يناير للعام 1965، والتي كانت انطلاقتها من خلال انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” بمشروع الكفاح المسلح، فكانت الرصاصة الأولى العملية الفدائية ( عيلبون ) يوم 1 / 1 / 1965 التي فاجأت العدو الإسرائيلي بتدمير نفق عيلبون واستشهد خلالها المناضل أحمد سلامة ليكون أول شهيد في الثورة الفلسطينية، فجاء الرد الإسرائيلي على لسان رئيسة الوزراء آنذاك جولدامئير حيث قالت لقد هبت علينا عاصفة من الشمال فكان الرد الفلسطيني على لسان القائد الشهيد أبو عمار هذه رياح العاصفة الفتحاوية ستحرق الأخضر واليابس.

لقد شكلت انطلاقة الثورة الفلسطينية تحول استراتيجي وقفزة نوعية في تاريخ الشعب الفلسطيني فنقلته من حالة التشتت والبحث عن ملجأ ومأوى في الدول المجاورة إلى حالة النضال والكفاح ضد العدو المغتصب لأرضه، وأعاد للقضية الفلسطينية مكانتها في الأروقة الدولية، وعملت حركة فتح بقيادة الشهيد أبا عمار على تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بالتحالف مع باقي الفصائل الوطنية لتكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستمرت الثورة الفلسطينية في طريقها النضالي رغم كل المؤامرات التي حاولت الالتفاف عليها ومحاولات تصفية المشروع الوطني الفلسطيني  وضرب منظمة التحرير الفلسطينية و تقزيم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وبإصرار حركات النضال الفلسطيني التي تقودها الحركة الأكبر حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” استطاع الفلسطينيون أن يشغلوا المجتمع الدولي بقضيتهم العادلة فبدأ الحراك الدولي تجاه البحث عن حلول لها فكانت القرارات الدولية 242، 338 عام 1967 التي رفضت تنفيذها دولة الاحتلال نظراً للدعم الأمريكي التي تحظى به وكذلك لضعف قوة المجتمع الدولي في تطبيق قراراته، فكان الاستمرار في درب الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد الكفيل باستعادة الحقوق الفلسطينية في ظل غياب التسوية السلمية.
لقد تعرضت حركة فتح لكثير من التحديات سواء التصفيات الجسدية لقادتها أو مضايقات عربية، أو انشقاقات داخلية  ولكنها سرعان ما تجاوزتها وعزمت السير في درب نضالها الوطني إيماناً منها بحتمية النصر.
إن التاريخ الفلسطيني لا ينكر الدور الكبير والذي مازال مستمراً لحركة فتح بنضالها وكفاحها في إبراز القضية الفلسطينية وما حققته من انتصارات سياسية والتي كان آخرها حصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة والذي تبعه اعتراف أكثر من 130 دولة بدولتنا الفلسطينية، ورفع العلم الفلسطيني على مباني الأمم المتحدة، الأمر الذي شكل حالة من الغليان والسخط لدي دولة الاحتلال ووقفت عاجزة أمامه.
وأخيراً إن التاريخ النضالي لحركة فتح يجب أن يكون عنوان للمرحلة الحالية والمقبلة وفخراً لأبناء الحركة والشعب الفلسطيني، لذلك على جميع أبناء الحركة قيادة وكوادر وعناصر العمل على تعزيز وحدة هذه الحركة العملاقة حتى تستمر بشكل أقوى في طريق النضال الوطني مع باقي الفصائل الفلسطينية بعد انجاز ملف المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس الأمر الذي سيعزز صمود شعبنا الفلسطيني في الاستمرار في الهبة الجماهيرية الحالية حتى تتحقق مطالب شعبنا الفلسطيني.