الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سوريا وألشهور الستة...عماد العيسى
سوريا  وألشهور  الستة...عماد العيسى

 من الواضح ان هذا العام وتحديدآ الستة اشهر الاولى منه ستكون حاسمة بالنسبة للحرب الكونية في سوريا , ومن الواضح ان المطلوب من دولة داعش واخواتها قد تم استنفاذه حسب المرسوم لهذه الدولة منذ ان تم الاعلان عن تلك الدولة المستنسخة من اجيال القاعدة , ومن الواضح ان الدول المعنية تريد الحصول على المكاسب التي كسبوها, ومن الواضح ان الدول التي لم تحصل على شيء ستحاول الحصول ولو في الامتار الاخيرة , اذا وعلى ما  يبدو ان الدور المطلوب من الجيل الثالث للقاعدة المتمثل بداعش واخواتها قد وصل الى خواتيمه , او بداية الخواتيم  لذلك نجد اتفاقيات دولية شبه  متكاملة وللمرة الاولى منذ زمن , وبعض الاسباب التي ادت الى التحالف ضد دولة داعش هو , فقدان السيطرة في بعض الاماكن على هذه الدولة المستنسخة وهذا ما اتضح من خلال العمليات التي حصلت في باريس او امريكا او تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء , او من خلال القناعة بان المخطط المرسوم منذ البداية لاسقاط النظام في سوريا قد فشل  والكثير الكثير .  كل هذه الامور اجبرت دول العالم وخاصة الممولين والداعمين لتلك الدولة المستنسخة على رفع الصوت عاليآ بل اكثر من ذلك , ابدوا استعداد للتعاون في اكثر من مجال مع الدول التي كانت تحارب تلك المجموعات,  وتحديدآ في سوريا ومع محور متكامل من روسيا الى ايران وسوريا الاساس في كل ذلك  , لذلك بدء العمل بشكل مركز وجدي هذه المرة وبعد سنوات من التهرب من العمل الدولي ضد تلك المجموعات والسبب كما هو معروف , ان المهمة الموكلة لتلك الدولة المستنسخة لم تنتهي بعد , اضافة الى الموقف الروسي الحاسم في هذه الحرب من خلال التدخل المباشر في سوريا لذلك نجد ان الروسي وبعد ان شعر بأنه في حال لم يتدخل فمن الممكن ان تبقى السيطرة للمحور الامريكي دون منازع , فتدخل الروسي بشكل مباشر وبقوة وسرعة غير متوقعة , مما جعل دول العالم تقف مدهوشة لسرعة وقوة هذا التدخل ووصلت الرسالة , لذلك تحرك الامريكي ومن معه بسرعة ايضأ لم تكن موجودة قبل هذا التدخل وعلى مدى اكثر من اربع سنوات او اكثر من عمر الازمة السورية , هذا التحرك كان من خلال المفاوضات العالية الدقة بين الامريكي والروسي والذي اثمرعن اتفاقات عدة منها , القرار الدولي الصادر عن الامم المتحدة رقم ( 2254 ) , والمفارقة هنا ليست فقط بالاجماع على صدور هذا القرار , بل على مضمون هذا الاتفاق وهو ضرورة العمل الدولي لمحاربة الارهاب , والعودة لتثبيت مرجعية جنيف بالنسبة للوضع في سوريا وبالتالي انهاء الحرب الكونية في سورية على قاعدة ( تقاسم الجبنة بين المحورين ) , لذلك من المفترض ان نرى اللون الاحمر اكثر حجمآ في عموم سوريا لمحاولة كل طرف تحسين شروط التفاوض من خلال السيطرة العسكرية على الارض ,ايضآ من مفاعيل الاتفاق الامريكي الروسي , ضرورة العمل وبسرعة لاجبار جميع القوى السورية للدخول في مفاوضات مباشرة وتم تحديد تاريخ 25-1-2016  للذهاب الى جنيف واعطاء  مهلة زمنية لا تتعدى الستة أشهر للاعلان عن حكومة وحدة وطنية او انتقالية , والعمل على انشاء دستور جديد للجمهورية العربية السورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية ومشاركة جميع المكونات السورية , بقيت مشكلة اساسية بين المفاوض الروسي والامريكي تتعلق بقضية الرئيس بشار الاسد , وعندما وصل الطرفان الى طريق مسدود تم الاتفاق على ترك هذا الموضع الى المفاوضات السورية السورية ومنها يحكم الشعب السوري من هو الرئيس من خلال الانتخابات , وهكذا تم تجاوز  هذه النقطة , ولكن لا بد من العودة الى تشكيل الوفد السوري المعارض فبعيد الاتفاق  الامريكي الروسي صدرت الاوامر لكل الاطراف بضرورة البدء في ما تم الاتفاق عليه وان من يعارض سيكون حتمآ خارج اللعبة , ومن هنا تحركت الرياض بأستدعاء اطياف المعارضة السورية للاتفاق على وفد معارضة موحد للمفاوضات مع الدولة السورية التي بدورها ابلغت المجتمع الدولي انها على استعداد للحوار , وكان لا بد من تسجيل مفارقة مهمة للغاية حصلت اثناء وجود الوفود السورية المعارضة , والتي تمثلت بمعارضة زهران علوش للكثير من ما عرض في الرياض وكانت النتيجة ان زهران علوش والذي كان يعتبر الى تلك الساعة رجل السعودية الاول في سوريا , غادر الرياض متوجهآ الى سوريا وهو لم يتفق مع احد في الرياض على ما تم طرحه , وبعدها بايام معدودة قتل زهران علوش في غارة لسلاح الجو السوري هو ومن معه من القيادات التي كانت تشاطره الرأي , فيما الوفد السوري المعارض الموحد تم تشكيله في الرياض للبدء بالتاريخ المحدد دوليآ للمفاوضات ( 25-1-2016 ) وبنفس الوقت بدأنا نسمع ونشاهد القوى العظمى تحاول العمل من خلال طرح فكرة من هو الارهابي ومن هو المعتدل فتحركت موسكو من خلال وزير خارجيتها الذي ابلغ المجتمع الدولي من خلال الاعلان في مؤتمرات صحافية بأن جيش الاسلام واحرار الشام هم من الفصائل الارهابية , والغاية اخراج قوى محسوبة على المعارضة السورية وهي الاقوى على الارض من خلال العدد المنضوي في اطار هذين الفصيلين حتى لا يكون هناك دور سياسي لهم وبالتالي تحجيم دور المعارضة في المشهد السوري القادم  , وطبعآ كان الرد من المحور الثاني ان وضعوا لائحة تصنيف الحركات الارهابية في العالم وتم تكليف الاردن بهذه المهمة فتم زج اسم حزب الله وحركة امل وحزب البعث ضمن تلك الائحة والغاية معروفة طبعآ وهي المقايضة بين ابعاد جيش الاسلام واحرار الشام عن لائحة الارهاب مقابل شطب اسم حزب الله وحركة امل وحزب البعث , على ما يبدو ان الأخذ والرد بهذا الموضوع كانت له اشكال عديدة من اهمها العسكري على الارض من خلال الضغط بالقوة النارية على اكثر من محور والاساس الغوطةالشرقية اضافة الى ريف حلب , بعد ذلك تم الاتفاق على اعادة النظر في تلك الائحة مع اشراك بعض الدول فيها  اضافة الى الاردن , ايران وقطر والامارات  وبذلك يمكن الخروج بتفاهم اعتقد انه سيكون  لصالح محور المقاومة وابقاء جيش الاسلام واحرار الشام على لائحة الارهاب واخراج حزب الله وحركة امل من ذلك , لا بد من الاشارة لبعض العقبات التي حصلت وخاصة بعد اعدام الشيخ نمر النمر في السعودية وتمثلت في التصعيد الغير مسبوق على المستوى الكلامي فقط حتى اللحظة , ولذلك اعتقد ان الموضوع لن يتعدى الكلام السياسي , دون العملي وسينخرط الجميع في خارطة الطريق المرسومة دوليآ بما يخص سوريا , مع وجود  بعض المشاكل الامنية  التي لا بد منها لتبادل الرسائل بين الاطراف , ان كان في لبنان او في العراق او سوريا , والخليج ليس ببعيد , وهذه الحركات الامنية  لا بد منها اما غير ذلك من النقاط الحساسة فلها حسابات اخرى ومنها التهديد القادم للملكة العربية السعودية من قبل داعش واخواتها وتحديدآ من اليمن المجاور وخاصة عدن وزنجبار وهذه حسابات جديدة ما بعد سوريا ستشغل العالم مما لا شك فيه .

يبقى تساؤل مهم : في حال لم تنجح هذه الاتفاقيات هل هناك حرب عالمية ثالثة ؟؟؟؟؟؟