الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دعوات لطرد 'إسرائيل ' من اتحاد نقابات الأطباء العالمي
 دعوات لطرد 'إسرائيل ' من اتحاد نقابات الأطباء العالمي

وكالات - طالب أطباء بريطانيون بطرد "نقابة الأطباء الإسرائيلية" من "اتحاد نقابات الأطباء العالمي"، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في حق الجرحى والمعتقلين الفلسطينيين.

 وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أن رئيس "نقابة الأطباء" في إسرائيل زئيف فيلدمان، كشف خلال الجلسة الأخيرة لـ"لجنة العلوم والتكنولوجيا" التابعة للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، أن "71 طبيباً بريطانياً قدموا رسالة إلى اتحاد نقابات الأطباء العالمي، اتهموا فيها الأطباء الإسرائيليين بممارسة التعذيب الطبي في حق الجرحى الفلسطينيين، وطالبوا بطرد إسرائيل من الاتحاد".

واعتبر فيلدمان أن "الرسالة جزء من حملة عالمية ضد المؤسسات العلمية والعلماء في إسرائيل"، إذ شهدت الفترة الأخيرة مطالبات عدة بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، رداً على سياسات توسيع الاستيطان، وتعزيز الاحتلال والحصار التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح أن "المقاطعة العالمية لنقابة الأطباء ستحرم إسرائيل من المشاركة في المؤتمرات الطبية الدولية، ومن نشر نتائج الأبحاث التي يقوم بها أطباء إسرائيليون في الدوريات العالمية، بالإضافة إلى وقف الدعم العالمي عن أي بحث أو تجربة يجريها أو يشارك فيها أطباء إسرائيليون".

وأضاف فيلدمان: "استطعنا في الماضي إحباط محاولات شبيهة لمقاطعتنا، لكن أخشى أن يأتي الوقت وتزداد فيه مثل هذه المطالبات فننهار أمامها... علينا القيام بخطوات الآن، وتشكيل مؤسسات لمواجهة مثل هذه الدعوات قبل فوات الأوان".


وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية نشرت في العام 2011 نتائج دراسة أجرتها منظمتان إسرائيليتان بعنوان "تجيير الأدلة والتخلي عن الضحية"، وأشارتا فيها إلى مشاركة أطباء إسرائيليين في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين.


وركزت الدراسة على العاملين في المجال الطبي الذين كانوا على اتصال بسجناء يعانون من العنف الجسدي والنفسي خلال استجوابهم من قبل "جهاز الاستخبارات الإسرائيلي" (الشين بيت).

واستند معدو الدراسة من منظمتي "اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"، إلى بيانات أكثر من 100 ضحية تعذيب مفترضة تعاملت معها "اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل" منذ العام 2007. وتوصل الباحثون إلى أن أطباء إسرائيليين "شاركوا باستمرار في التعذيب وإساءة المعاملة سواء من خلال العمل المباشر أو الصمت على ما يتعرض له المعتقل الفلسطيني في غرف التحقيق".

وأضافوا أن الأدلة تظهر "تقاعس الأطباء الإسرائيليين عن توثيق إصابات الأسرى، وإعادتهم إلى المحققين حتى بعد رؤية الجروح التي أُصيبوا بها. وفي بعض الحالات، قام الأطباء بتسليم بيانات طبية للمحققين، وفي حالات كثيرة كانوا يعطون الأولوية لحاجات التحقيق على حساب حال المريض".
وطاولت الانتهاكات الإسرائيلية الأطباء الفلسطينيين أيضاً، إذ بلغ عدد الأطباء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية حتى نهاية العام الماضي خمسة أطباء.

وأوضح الناطق الإعلامي لـ"مركز أسر فلسطين للدراسات" رياض الأشقر، أن الأطباء المعتقلين هم أمجد عزت قبها (45 عاماً) الذي تم اعتقاله في العام 2002، ووُجهت إليه تهمة تقديم العلاج لأشخاص مصابين كانوا مطلوبين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وحُكم عليه بالسجن 18 عاماً.


أما الثاني، فهو وليد حسين محمد المزين (42 عاماً) المعتقل منذ نيسان (أبريل) 2015، ويخضع حالياً إلى الاعتقال الإداري (الاعتقال من دون تهمة) الذي جدده الاحتلال ثلاث مرات متتالية.

وأضاف الأشقر أن إسرائيل تعتقل أيضاً الطبيبة صابرين أبو شرار (26 عاماً) منذ حزيران (يونيو) 2015، مشيراً إلى أن الطبيبة أبو شرار تعرضت إلى التعذيب الشديد خلال التحقيق، وتم تأجيل محاكمتها أكثر من 10 مرات.


وفي كانون الأول (ديسمبر) 2015، اعتقلت سلطات الإحتلال الطبيبين عبد الله فحل بعد اقتحام منزله، وعبد الرحيم أبو شنب (28 عاماً) الذي وجهت إليه تهمة تقديم العلاج لأشخاص مصابين كانوا مطلوبين لدى سلطات الاحتلال.


في السياق نفسه، تواجه إسرائيل اتهامات عدة بتعمد استهداف الطواقم الطبية في فلسطين، وهو ما حاول كشفه تقرير دولي أصدرته "حركة صحة الشعوب" العالمية بعنوان "تقرير حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الطواقم الطبية الفلسطينية".


ووثق التقرير الانتهاكات التي وقعت خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في الفترة بين 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008 و13 كانون الثاني (يناير) 2009. وتضمنت الانتهاكات استهداف جيش الاحتلال سيارات وطواقم الإسعاف بالرصاص والصواريخ في شكل مباشر.

ولطالما شجبت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" منع القوات الإسرائيلية المحتلة طواقم الإغاثة الطبية من الوصول إلى الضحايا من القتلى والجرحى الفلسطينيين، وحرمان سكان بعض المناطق الفلسطينية المحتلة من الخدمات الطبية، وتركهم يعانون لأيام، ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لبعض السكان ووفاة عدد منهم