بِلادِي انَا يا جَنِة الاِنسَانْ
بِجبَالهَا وخُضرِة أرَاضِيهَا
فِيها الّجَليّل الأخْضَر الّفَتَانْ
شَبعَانْ مِن وديَان تِرويِهَا
بَرقُوقهَا مَع عَصىَ الّخُرفَانْ
سهُول مِلّوُ الّعِين تِحمِيهَا
زَعتَر مَع الّعَكُوب والرِيحَانْ
مَنثُوُر عَ حَفافِي سَوُاقِيهَا
والّبُلبُل الّغَرِيد بِالأَلّحَانْ
وَعَى الصُبِح يِسمَع أَغَانِيهَا
وحَسُوُنْ يُنْقُر حَبِة الرُمَانْ
يِبنِي عشَاشُهُ عَ حَفَافِيهَا
وزَرزُوُر طَايّر بِالسَمَا فَلّتَانْ
بِخيُوط نُور الشَمس يِشْدِيِهَا
ورَاعِي مَع الّعَنزَاتْ والّخُرفَانْ
بِصَوُت مِزْمَارُهُ عَم يّرَعِيِهَا
أَحلّىَ اِشِي بِربُوُعنَا نِيِسَانْ
غّمَار الزَهِر مَا فِيكْ تِحْصِيِهَا
مِن تَل صَفُوُرِه لأَرِضْ بِيّسَانْ
حِلّوُي عَ مَد النَظَر أرَاضِيِهَا
حَتَى نِزِلْ مِن جَنِتُهُ الرَحْمَان
عَ النَاصِريِ يِبَشِر أَهَالّيِهَا
بِمِيّلاَد رَبْ النَاسْ والأكوَانْ
يَسوُع اِبِن مَريَم حَمَلْ حَامِيِهَا
مِن عِيِن الّعَذرَا شِرِبْ عَطشَانْ
عَ مَر الزَمَنْ عَم تِشفِيّ سَوَاقِيِهَا
مِن أَعَالّيِهَا عَ كِتِف حُوّرَانْ
لَجنُوُب قَانَا الرَبْ رَاعِيّهَا
بِطرَافْ ثُوّبُهُ نَسَلّوُا الّخِيطَانْ
دَربْ الّقَدَاسِهِ يَسُوُع مَاشِيّهَا
فَلَّسطِيِنْ أَرضْ الّحُبْ والإِيِمَانْ
زَارِع صَلّيِبُهُ عَ الجَبَل فِيِهَا
جَامِع وخِلّوِهِ ودِيِرة الرُهْبَانْ
صَلّوُا لَرَبْ الّكَوّنْ يَعطِيِهَا
وعَ قَد مَا تِحْكِي تَتْفَهِم الّعُرْبَانْ
مَا حَدَا مِن الّعَرَب كَان يِفدِيهَا
عَم الّقَتِل بِالّحَرِب والطُغيَانْ
وتشَرَدُوا بِالدَم مِنهَا أَهَالِيهَا
تَشَتَتُوا غُرَبَاء فِي الّبُلّدَانْ
وبِالذُل مَا نِسّيُوُا أَسَامِيِهَا
الّمُفتَاح بِالّحِفِظ والّكُوُشَانْ
عَ أَمَل بِالّعُوّدْ يِرجَعُوُا لّيِهَا
رَغْم الّقَهِر والذُلْ والّحِرمَانْ
بِالصَبِر والّحُبْ ضَوّتْ لّيَالّيهَا
حَتْماً بـِ عُوّدُوا الأَهِل والّجِيِرَانْ
بِعِزِّهِ وكَرَامِة مَجْد نِبْنِيّهَا
رَاجْعُوا التَارِيّخ اِعِرفُوُا شُو كَانْ
مَا حَدَا اِغتَصَبهَا وّبِقِي فِيِهَا
عَ أَسّوَار عَكَا مّنِقْرَأ الّعِنْوَانْ
ابِن بُونَابَرت مَا قِدِر يِغّزِيّهَا
بِحَارَاتهَا تفَرَجْ عَلىَ الشُقْفَانْ
بُرهَان قُوّتهَا ومَعَاصِيّهَا
ويَافَا عَرُوس الّبَحِر والّقُبْطَانْ
عَامِرِي بِالِلي بِقِي مِن أَهَالّيِهَا
خَيّرَاتهَا حِمِل السَجَر بُسْتَانْ
ومرُوُجْ وِسِع الّعَيِن تِكفِيّهَا
يَامَا شِبِع مِن خَيِرهَا الّجُوعَانْ
ومِن زَادهَا زَوَّد مَعَانِيِهَا
وحَيّفَا رَبِيّعْ الّحُبْ والّوِجْدَانْ
الّكَرمِل شَبَك خَصْرُهُ بِشَوَاطِيّهَا
الّعِشِقْ بَعدُو بِلّيلِّهَا سَهْرَانْ
نبِيِذ وشَمِع بِالّحُبْ يِضوُيِهَا
ورجَال حِمْلّوُا الرَايّ بِالّمِيِدَانْ
أَعلَّنُوا الثَوّرَه عَ الِلِي يِعَادِيِهَا
مِن الّوَاد لَلّخَمْرَه لَسَاحِة الّفُرسَانْ
رِفَاق ضَحُوُا الّعُمر مِيِن يِرْضِيِهَا
والنَاصِرَه حَوّلَهَا قُرَى وبُلّدَانْ
نَقَشُوا حُرُوف الّحَق عَ مَوّاضِيِهَا
مِن الّبِروِي والرَامِيِ طِلّع فُرسَانْ
بِالأَدَب والشِعر ضَوُوا أَمَاسِيِهَا
صُرنَا شَعِب مَأخُوُذ بِالّحِسبَانْ
ثَابِت بِوّحِدة هَدَف حَامِيّهَا
فَجأَة وَطِلِع فِي وَسَطنَا شِيّطَان
يِزرَع الّفِتْنِي بقَهِر فِي نَوَاحِيّهَا
غَدر الطَائِفِيه بِحِجِة الأَديَانْ
ونخَافْ جُملّيّ هِيّك نِحكِيّهَا
للطَائِفيِه شَرَعُوا الّبِيِبَانْ
صَارَت حَالّتنَا يَا مِيِن يِرثِيّهَا
إذَا مَا رجِعّنَا لَوِحدِة الأَوّطَانْ
بِضِيّع كُل شِي تَحَققْ بِمَاضيّهَا
يَا بَشَر خَلّو لِلفِكِر مِيِزَانْ
ولَلعَدِل سَاحِة حَق تِحمِيِهَا
الّفِتَن يَامَا دَمَرَت بُلّدَانْ
ذِكرَى مِن التَارِيّخ طَاوّيِهَا
ارجَعُوا لَلعَدِل لَلّحَق لَلإِنسَانْ
ولَجُملِّهِ قَالّهَا بِالشِعِر طُوقَانْ
الدِيِن لله والّبَلَد بِوّحدِة أَهَالّيِهَا
شفاعمرو 24.02.16