السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وقوع المعلم بالفخ... بقلم ربى مهداوي
وقوع المعلم بالفخ... بقلم ربى مهداوي

 

 من الواضح ان المعلم رغم ثقافته وجرأته وقدرته على تربية الاجيال : المهندس، والدكتور، والمحاسب، والصحفي،،،،،،، الا انه وقع في الفخ الفعلي ضمن سياسة المجهول المتعايش عليها الان في الوسط الفلسطيني خاصة في الآونه الاخيره.

 

ما زلنا نعاني من مشاكل عديدة بسبب انتفاضة 87 وما كان لها من نتائج وخيمة على التعليم الفلسطيني وعلى نفسيات جيل باكمله حتى الان، وهذا ما اثبتته الدراسات الفلسطينية قبل غيرها من الدراسات العربية، ولكن على ارض الواقع ما زال يحاول طمس هذا الامر العلمي  في ضمن دائرة التكرار النضالي دون الادراك انه اصبح كبقعه سوداء في اقمشة بيضاء شفافه، مع تجاهل المعلم تلك الآثار وما كان لها من تراكمات مع انتفاضة الاقصى.

المعلم وقع في مصيدة لقمة العيش، وتناسى ان هنالك حرب وغزو ثقافي تحاول كافة الاطراف ضمن المصلحة الخاصة لاحزاب وفئات تدمير عقول شعب بأكمله وخاصة فئة الشباب، ودفعهم الى فكرة النضال الوطني من خلال الحواجز والقتل المستدام الذي نتلقاه بشكل يومي دون الادراك فعليا انها مرحلة ابادة جماعية لجيل الحاضر والمستقبل، وانما اصبح المعلم مساهم في سياسة المجهول العام حتى يضاع حق شعب بالتعليم والتمهيد الى الجهل الجماعي. في ضمن العولمة العالمية الحصرية.

في مرحلة ما وفي زمن جميل شحادة "رحمه الله" تم النجاح وتحقيق كافة المطالب لهم، ضمن العديد من الوسائل وكان اهمها ان التعليم كان ما يزال مستمرا في المقاعد الدراسية حينها، وان الطالب والمعلم بيد واحده مشاركين للمطالبة بهذا الحق الكرامي لهم في داخل خيم صغيرة تتحدث عن تاريخ شعب لا يطالب الا بالحرية والكرامة.  

من الواضح ان الحرب ليست فقط قائمة على تدمير عقول الطلبة وايقاع المعلم في لعبة السياسة هذه، وانما ايضا يهاجم العقل الحضاري كامثال د. صبري صيدم بخطواته الجديدة ضمن استراتيجية تحتوي على العدالة الاجتماعية في كافة مضامينها، وما يحدث على صعيد التحرك الفعلي على ارض الميدان هو عبارة عن اندفاع فئوي لمأجورين هادفيين تدمير تلك السياسة الجديدة والتي تحمل في طياتها العدالة لكافة الفئات .

لقد وقع المعلم بالفخ فعليا من فئات سلطوية ترفض ان يصبح هنالك عدالة اجتماعية تبدأ من وزارة التربية والتعليم، وانما فكرة التسيب الدائم وتوزيع الثورات المادية والدرجات المكسبيه ، جعلت من المعلمين هم آداة للقمة العيش ومأجورين لرواتبهم.

لسنا ضد ان يتقدم المعلم او ان يطالب بحقه مقارنتا مع ميزانية السلطة في عامهم الجديد، ولكن قد يطالب هذا الحق لاضرابات عامه دون المس بالتعليم والضرر بالطلبة، من الملزم للسلطة ان تنظر بموضوع المعلمين في حال اذا كانت تحمل صفة العدالة الاجتماعية والجدول الموزون في توزيعاتها. والمطالبة بتوضيح شامل لخطتها على الملأ اعلاميا والضغط عليها بطرق عقلانية ، ان المحصلة هو كسب فئات مناصرة لهم وكسب مرحلة تعليمية دون ضرر مستقبلي . لان ما يذهب اليوم لا يعوض غدا