الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هارتس : اسرائيل قلقة من ضعف وتاّكل مكانة الرئيس عباس والتصعيد الكبير قادم
هارتس : اسرائيل قلقة من ضعف وتاّكل مكانة الرئيس عباس والتصعيد الكبير قادم

ينوي الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في مدينة القدس المحتلة، هذا الأسبوع، وذلك بسبب الخشية من محاولات تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق نار، خلال ما يسمى 'عيد الفصح' اليهودي، يضاف إليها المخاوف التي أطلقتها ما اعتبرت على أنها 'العملية الانتحارية الأولى في الانتفاضة الحالية'.

وتأتي هذه التعزيزات متزامنة مع استمرار منع أعضاء الكنيست من دخول الحرم المقدسي، ومع تعهدات إسرائيلية للأردن بالعمل على تهدئة الأوضاع في القدس.

وفي هذا السياق، كتب المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، أنه بالرغم من أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، قال للوزراء في جلسة المجلس الوزاري المصغر، الأسبوع الماضي، إن التنسق مع أجهزة الأمن الفلسطينية قد تحسن، وهو تطور كان له دور، بحسب الجيش، في التهدئة، إلا أن هذه التهدئة مهددة بمحاولات تنفيذ عمليات أخرى من قبل منفذين أفراد، وخاصة في القدس، إضافة إلى أبعاد ما يبدو أنه 'العملية الانتحارية الأولى' التي نفذتها حركة حماس في هذه الانتفاضة في حافلة في القدس الأسبوع الماضي.

وبحسب هرئيل، فإنه على المدى البعيد هناك أسباب أخرى مدعاة للقلق في وسط الجيش والشاباك، يتصل أحدها باستمرار التآكل في مكانة السلطة الفلسطينية على خلفية ضعف الرئيس محمود عباس، والعلاقات المتوترة بين السلطة الفلسطينية وبين حكومة نتنياهو.

ويضيف أن هناك سببا آخر مرتبطا بقضية الجندي القاتل في الخليل، والفجوات العميقة بين موقف قيادة الجيش وبين نظرة الجنود الصغار للحادثة.

وبالنتيجة، فإن الاحتلال سوف يعزز قواته في القدس على نطاق واسع، وذلك على خلفية الارتفاع في عدد اليهود الذين ينوون زيارة البلدة العتيقة، والخشية من محاولات تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق نار. كما أن الاحتفالات التقليدية قرب حائط البراق (ما يسمى 'حائط المبكى') ستكون تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة.

يشار إلى أن المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، كان قد جدد مؤخرا أمر منع دخول أعضاء الكنيست إلى الحرم المقدسي. ولفت هرئيل في هذا السياق، إلى أن إسرائيل بعثت برسالة، مؤخرا، إلى عمان، مفادها أنها ستبذل جهدها لتهدئة الوضع في القدس، وخاصة في الحرم المقدسي، وفي هذه الأثناء قررت عمان تجميد خطة تركيب كاميرات تصوير للمتابعة في الحرم.

كما يشير هرئيل إلى استمرار ضعف السلطة الفلسطينية. ويضيف أنه رغم أن عباس قد استجمع قواه وأصدر تعليمات للأجهزة الأمنية بالعمل بشكل حازم على إحباط العمليات الانتحارية، إلا أن إسرائيل بدأت تعاين ظاهرة أخرى ذات تأثير خطير في المدى البعيد، وهو 'التعب والتآكل لدى الرئيس الفلسطيني الذي بلغ 81 عاما من العمر، والنقاش المنكشف في وسائل الإعلام حول الوريث، والحملة حول الترشيح المحتمل لمروان البرغوثي الأسير في السجون الإسرائيلية، وتفاقم الضائقة الاقتصادية في الضفة الغربية'.

ويضيف هرئيل أن اجتماع هذه العوامل سوية، إلى جانب القطيعة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزرائه وبين حكومة السلطة الفلسيطنية، قد تؤدي إلى استمرار التدهور في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وفي حال تصاعد العنف مجددا فقد يؤدي ذلك إلى انهيار السلطة الفلسطينية.

وعلى مستوى الجندي القاتل، الذي أطلق النار على الشهيد عبد الفتاح الشريف، يضيف هرئيل، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى اتساع التأييد لإلغاء الإجراءات القضائية ضد الجندي، في حين أن الجيش لم يتراجع عن ذلك، بينما لا تسارع النيابة العسكرية إلى التوصل إلى صفق ادعاء في المحكمة.

ويتابع أن المشكلة الحقيقية التي يعاينها كبار الضباط في الجيش تتصل بما يحصل على الأرض، حيث أنه بالرغم من النشاط الإعلامي الذي أمر رئيس أركان الجيش بهدف التأكيد على ما أسماه 'قيم الجيش'، فإن الجنود والضباط الصغار وحتى ضباطا كبارا يعبرون عن دعمهم للجندي القاتل، وتحفظهم من سياسة القيادة العليا للجيش.