كيف ننجو بثقافتنا ؟ التي تمر في تِيه في ظل أوضاعها الراهنة ، و غياب تأثيرها الطبيعيّ على سير الأحداث الدراماتيكية في الواقع الذي نعيش .. كيف نُبحر بها بعيداً وصولاً لمرفأ يحتضن آمالها ، ؟ لهذا نحن بحاجة " للنجاة " و لشِراع مُختلف في تفاصيله الحيوية لإستكمال ما بدأت به الحضارات .. و هُنا يكمن محور المسؤولية و الإلتزام الحقيقي في البحث عن التصورات و الأفكار الحقيقية التي من شأنها أن تُخرجنا جميعاً من البئر السحيق و الإفلات من الآلة الضروس التي تأكل " الحيثيات المعنوية و الفكرية للبشريّ الجديد " ..
الإرادة هي السَبيل و تعميق " الوعي " لسد الثغرات و البناء الموضوعي القابل للمرونة في ظل خُصوصية المُعاناة التي تئن منها الثقافة .. و هُنا تكمن رُوح الفكرة التي تُحاور قيثارة الأمُنيات في ذاتها .. و تسأل كيف سأشرق مُجدداً .. بعد التآكل الحاصل في جسد الأفكار .. ما نبحث عنه هو إلقاء كُل المُشكلات فوق الطاولة و تفنيطها و قراءة كل ما جاء بها .. و هذا هو دُور كل من لديهم القدرات ذات النمط الخاص في العمل على تغيير إتجاهات البوصلة و درأ الجهل و التواري و الضبابية في سَرابية الوقت ..
كنت أسأل كثيراً عند الدور المنوط بالمثقف العربيّ ؟ و كنت أسأل عن المهام المُلقاة على عاتق صُروح الفِكر بشتى التوجهات و لأين وصلت في هذا المضمار في ظل خطر يحدق في كل الأشياء .. و قد يُصيب جيلاً بأكمله بالتبلد و إيقاع اللا وجود .. كُنت أحاول أن أمُيط اللثام عن الأساليب الخاطئة في إحياء التُراث و التمكين الفني و صقل الأدمغة و إيجاد القدرات الخارقة في إحداث طفرة من التغيير الموضوعي الذي يتبنى فكرة الحضور " للقيمة الأدبية " التي باتت بعيدة عن الذات الثقافية .