السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القيادة الكبيرة لفلسطين...يوسف شرقاوي
القيادة الكبيرة لفلسطين...يوسف شرقاوي
 في عام "1985" استدعاني الشهيد "خليل الوزير" ابو جهاد الى الجزائر،كان الاخ ابو جهاد آنذاك منهمكا في التحضير "لحوار الجزائر" بين كافة التنظيمات لاعادة وحدة "م ت ف" علمت من الاخ ابو "العز الدجاني"سفير "م ت ف" في العاصمة الجزائرية ان ابا جهاد متواجد في فندق"الأروية الذهبية" في بوزريعة.
ذهبت الى الفندق المذكور وانتظرت ،فإذا بالأخ "شريف" مرافق الاخ ابو جهاد يستقبلني ويقول لي  بأن الاخ ابو جهاد سيغادر مساءا ويريد مقابلتك قبل سفرك الى بيروت.
 بعد اقل من دقيقة قال لي "شريف" تفضل ادخل تمنعت لان الاخ ابا جهاد في اجتماع فصائلي "حوار الجزائر" لكنه اصر وقال بان الاخ ابو جهاد يطلب دخولك فاستجبت استقبلني الاخ ابا جهاد بصلابة القائد وعرف الموجودين بي وطلب مني الجلوس لمشاركته الغذاء بعد قليل.
 كان من بين الحضور كل من الشهيد ابا علي مصطفى،والرفيق ياسر عبد ربه،والراحل سليمان النجاب،وابو العباس"الشهيد محمد عباس"الذي اعدمه الاحتلال الامريكي للعراق بعد احتلال بغداد.
بعد قليل قطع الاجتماع  مكالمة من الشهيد "ياسرعرفات" لابي جهاد حيث طلب منه ان يتحدث مع الشهيد "ابا علي مصطفى" ضغط ابا جهاد على زر الهاتف ليسمع الجميع كلام "الشهيد عرفات":
 اهو جنبي ياخويا الحكيم وبقولك على بركة الله ياخويا انت مفوض بالحوار مع "الرئيس الاسد" مباشرة واترك "ابوجمال" ابو جمال "عبد الحليم خدام"اجابه الشهيد ابا علي " حتى رأي الحكيم وابا جهاد من رأيك يا اخ ابوعمار،وللامانة طلب "ابا علي " من "ابي عمار" ان يهتم بعلاج الاخ نمر صالح"ابو صالح" الذي انشق عن فتح،وقال له "من عني يابو على" انا دي الوقت حقول لابي العز ان يمر يشوفك"
 تناولنا الغذاء جميعا وبعدها دعاني "الاخ ابوجهاد" للمشي خارج الفندق وقال لي:انا دبرتلك جواز سفر دبلوماسي عراقي للنزول الى بيروت،من "طارق عزيز شخصيا" مر لعند "ابو فراس الغربي" وتسهل على بيروت لازم تكون بجانب "علي ابو طوق وبهاء".
ذهبت بعد يومين لمقابلة  الأخ "ابو فراس" في تونس لاخذ جواز السفر والنزول الى بيروت بحرا من قبرص ،رحب بي الأخ ابو فراس" وقال لي بانني كنت مع الاخ "ابو جهاد " في بغداد وخلاك "الاخ ابو جهاد "امام "طارق عزيز جيفارا"للحصول على جواز سفر ديبلوماسي" باختصار تسلمت الجواز ونزلت الى بيروت.
 قبل استشهاد الاخ" ابوجهاد" كنت اتحدث اليه عن طريق النقطة العسكرية في قبرص كثيرا،اذكر انه كان بزيارة على رأس وفد عسكري الى "يوغوسلافيا" سابقا. وكان بصحبته كل من الرفيق"ابو احمد فؤاد" الشعبية"واللواء "فخري فخري شقورة" جيش التحرير الفلسطيني،وعضوا عن "الجبهة الديمقراطية" وعضو عن جبهة التحرير الفلسطينية، وآخر عن جبهة النضال الشعبي.
 قلت له:بانني تابعت هذا الشهر عمليات فتح في كل من "غزة والقدس والضفة" فقال لي ليس فتح لوحدها بل كل فصائل المقاومة قامت بذلك نحن الآن بصدد بناء وحدة وطنية حقيقية.
 هذه هي القيادة الفلسطينية الحقيقية واعتقد ورغم خطاياها انها اصبحت خلفنا ومن الماضي،حيث ان شعبنا الآن امام قيادة تمتاز "بالعجرفة والتوتر والفوقية والغرور وعدم المسؤولية والتجربة والحقد " باختصار؟ "قيادة صغيرة ومستفزة" يساندها ويحيط بها انساق وارتال من محترفي التسحيج.