الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عقدة الإرتعاش السياسي المستديمة ....وتأجيل التصويت....؟؟؟ بقلم :- راسم عبيدات
عقدة الإرتعاش السياسي المستديمة ....وتأجيل التصويت....؟؟؟ بقلم :- راسم عبيدات

الى متى سنبقى عرباً وفلسطينيين نستدخل الهزائم ونصورها لشعوبنا على ان انها انتصارات عظيمة...؟؟،إلى متى سنستمر بالتنظير لثقافة الخوف والإرتجاف و"الإستنعاج" باسم العقلانية والواقعية وبأنها الطرق والسبل الأنجع لصون حقوقنا وإستعادة المحتل من أرضنا وحماية أمننا القومي،وبأنها تعزل  وتفضح وتعري إسرائيل  عالميا وأمام العالم كدولة عنصرية رافضة للسلام..؟؟، وإسرائيل  لا ترى فيكم سوى ظاهرة صوتية" تجعجعون" و"تثرثرون" امام شعوبكم من أجل ستر عوراتكم التي لم يبق ما يستروها،بالقول بأنها العدو الرئيسي لأمتنا العربية،والأنكى انه لم تعد علاقاتكم وتنسيقاتكم  وتعاونكم معها سراً،بل كما قال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو أصبحت زواجاً علنياً وعلى رؤوس الأشهاد،ويا ليت هذا الزواج تقدم فيه إسرائيل حتى تنازلاً شكلياً يحفظ ماء وجوهكم،فما يسمى بمبادرة سلامكم العربية التي أقرت في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت  عام 2002،كانت إسرائيل تدوسها وتركلها،وانتم كعجزة ومنهارين ترحلونها من قمة الى أخرى وتهبطون بسقفها حتى توافق عليها إسرائيل،ولكن دون جدوى،ودون قدرة منكم حتى على سحبها من التداول وطرح أي خيار بديل،يجعلها تحسب لكم أي حساب او تشكل عامل ضغط عليها وعلى أمريكا من اجل الإستجابة لتلك المبادرة،ولتصل الأمور حد قول إسرائيل بأن ما هو إيجابي في مبادرتكم هو تطبيع العلاقات معها،وبأن علاقاتها تتطور مع العديد من دولكم عربية وإسلامية ،وبأن أغلب دولكم لم تعد ترى فيها عدواً رئيسياً لأمتنا العربية في تحريف لأسس الصراع من صراع عربي- صهيوني الى صراع مذهبي  إيراني- عربي،ولم تعد لا القدس ولا فلسطين بوصلتكم،ولتصل الأمور الى ما هو أبعد من لعبكم دور الوسيط بين الضحية (الشعب الفلسطيني) والجلاد (العدو الصهيوني)،حيث شاركت العديد من دولكم في انتخاب المتطرف الصهيوني الليكودي "داني دنون" رئيساً للجنة أممية هامة من لجان الأمم المتحدة،لجنة مكافحة الإرهاب،أي سقوط وإنهيار هذا...؟؟أمة تشارك في اغتصاب أبنائها..؟؟.


عقدة الإرتعاش السياسي الفلسطيني العربي المستديمة في التعامل  مع الإدارة الأمريكية تقودنا من متاهة الى متاهة اكبر،حيث نجد فقدان الإرادة والقرار المستقل،وعدم وجود استراتيجية لا فلسطينية ولا عربية،فالعرب والفلسطينييون لا يجيدون سوى لغة التنازلات المجانية والتأجيلات المجانية،حتى لم يبق شيء يتنازلوا عنه،والجميع يتذكر "الطنة" و"الرنة" و"الجلبة" الإعلامية التي أثارتها السلطة الفلسطينية حول مؤتمر باريس،حتى تولد عند الجماهير اوهام بأن مؤتمر باريس سيأتي بالدولة الفلسطينية،اسرائيل وأمريكا رفضتا حضور المؤتمر والذي قالت فرنسا راعيته  أنه تذكيري وتحريكي للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ووفق ما تريده اسرائيل،ورغم أن فرنسا اعتذرت من إسرائيل وقالت بأن عدم التوصل الى اتفاق لا يعني اعترافها بالدولة الفلسطينية،وبأنه على الفلسطينيين إدانة "العنف" وعدم اللجوء الى أي خيار أخر غير المفاوضات من اجل نيل حقوقهم ...!! ولذلك وجدنا انه تأجل والتأجيل سيتبعه إلغاء واذا لم يتبعه الغاء فإنه لن يكون اكثر من مؤتمر علاقات عامة وسيجري الحديث عنه من قبل السلطة الفلسطينية التي تريد ان "تحرث" البحر لشعبنا على انه نصر مؤزر يضاف لسجل الإنتصارات الشكلية وتأجيل التصويت اليوم على مشروع وقف الإستيطان وعدم شرعيته في الضفة الغربية والقدس بتنسيق مصري- اسرائيلي يكشف عن مدى حالة العجز والإنهيار العربي والفلسطيني،وخصوصاً ان التأجيل لا يلزم اسرائيل بشيء،بل سنشهد "تسونامي" استيطاني في القدس والضفة الغربية بموافقة أمريكية وخاصة ان ترامب اليميني المتطرف قد دعا الإدارة الأمريكية الحالية لإستخدام حق النقض " الفيتو" ضد القرار الفلسطيني العربي لوقف الإستيطان وعدم شرعيته..ولا أعرف خلق المزيد من الإحباطات واليأس والأوهام وفقدان الثقة بين وعند الجماهير الفلسطينية ...ماذا سيخدم  ومن سيخدم...؟؟ بالنسبة للسلطة الفلسطينية أقول للمرة الألف اكرام الميت دفنه وهي لن تكون اكثر من روابط قرى...وليطبق الرئيس الفلسطيني ما قاله أكثر من مرة بتسليم مفاتيحها لدولة الإحتلال وليترك الإحتلال يتدبر أمره مع الشعب الفلسطيني،فجميعنا مدركين وعلى قناعة تامة،من يقرأ منا ويحلل سياسية ،و"الجهابذة" ومؤلفي وشارحي كتاب الحياة مفاوضات،وحتى الأطفال الرضع يدركون بأن الإدارة الأمريكية القادمة أسوء من سابقتها وفي أحسن الأحوال " الكلب أخو السلك" بالنسبة لحقوق شعبنا الفلسطيني،فاللقاء الفلسطيني مع الإدارة الأمريكية قبل أقل من أسبوعين،وما سمي بالحوار الإستراتيجي،لم يحدث أي اختراق جدي،لا  على صعيد التصويت الأمريكي لصالح مشروع القرار العربي الفلسطيني،بوقف الإستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية واعتباره غير شرعي،ولا على صعيد الإعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة،بل لم يجف حبر الحوار،حتى وجدنا الرئيس الأمريكي القادم يدعو الرئيس الحالي أوباما الى اتخاذ حق النقض " الفيتو" ضد مشروع القرار هذا،وسبق ذلك القيام بالعديد من الممارسات والمواقف التي تدلل بشكل قاطع على مدى العدائية التي ستكون عليها الإدارة الأمريكية لحقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية،حيث جرى تعين المتطرف "ديفيد فريدمان" المعروف بعدائه للشعب الفلسطيني وتأيده للإستيطان سفيراً لأمريكا في إسرائيل،ويجري الحديث عن قرار واستعدادات لنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس،ونقل العملية السياسية من وزارة الخارجية الى مكتب الرئيس "ترامب"،وكذلك الحديث عن ان أغلب فريق "ترامب" من الداعمين للإستيطان وضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال.

يبدو اننا كعرب وفلسطينيين نعشق تجريب المجرب،ولا نتعلم من التجارب ولا من الممارسة،سحبنا تقرير غولدستون،وماذا كانت النتيجة ..؟؟ برئنا ساحة الاحتلال من جرائم حربه بحق أهلنا وشعبنا في قطاع غزة،وفي كل مرة نتقدم بمشروع إما أن نقوم بسحبه أو تعديله مفرغاً من مضمونه،كما جرى في مشروع القرار الذي قدم في أواخر عام 2014 للإعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مجلس الأمن الدولي،أدخلت فرنسا عليه تعديلات جوهرية،بحيث لم يعد سوى اسمه فلسطيني،ولم نستطع ان نؤمن له الأصوات اللازمة للتصويت عليه،واليوم نسحب مشروع القرار المتعلق بوقف الإستيطان وعدم شرعنته ونأجله الى أجل غير مسمى،وندخل شعبنا في المزيد من حالة "التوهان" وإنعدام الثقة، لا نملك لا بديلاً ولا خياراً ولا حتى اعترافاً بأننا في كل مرة نخطىء...فهل هناك من يستمرىء  هذا العبث والمقامرة بحقوق شعبنا الفلسطيني وحقوقنا العربية..؟؟.

 

القدس المحتلة – فلسطين