الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مرتزقة لتحويل الشام إلى حطام ولإسرائيل السلام والاحترام /كاظم فنجان الحمامي
مرتزقة لتحويل الشام إلى حطام  ولإسرائيل السلام والاحترام /كاظم فنجان الحمامي

آخر ما توصلت إليه المافيات الجهادية (الباسلة) إنها تعد العدة لغزو الشام من الجبهة الأردنية, من اجل تحرير القدس العربية من قبضة الصهاينة, عن طريق تحرير الشعب السوري أولا من نفسه باللجوء إلى أقصى درجات القوة والعنف, حتى وأن تطلب الأمر ترحيل الشعب السوري كله إلى العالم الآخر. فقد أُرغِمَتْ الأردن بالنهوض بهذا المخطط (الجهادي) التعبوي, وأُجبِرتْ على تحويل منطقتها المحصورة بين المفرق والرمثا إلى ثكنات ومخيمات عسكرية مغلقة, لاستقبال وإيواء أكثر من عشرين ألف مسلح ليبي, غادروا ديارهم وتطوعوا في هذه المهمة القتالية لتحرير القدس وطولكرم وعكا ويافا والجليل وبيت لحم وكل المدن العربية الواقعة في الأرض الفلسطينية المحتلة, بالهجوم أولا على المدن السورية, وتسليم مفاتيحها إلى (نابوكو), ومن ثم الالتفاف حول مرتفعات الجولان لمباغتة العدو الإسرائيلي الودود في عقر داره, ومشاركته البكاء عند حائط المبكى

هكذا إذن تحولت بوصلة المافيات الجهادية من الصراع (من اجل سوريا وشعبها) إلى الصراع (ضد سوريا وشعبها), وكان (البخيت) المؤمن بمبدأ (حق العودة) أول ضحايا ولايات الخطر وتابعتها قطر, فأرغموه هو الآخر على الاستقالة بعد رفضه توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن, وبات من المحتمل تخندق بعض الفيالق العربية (الجهادية) على مشارف الجبهة الأردنية السورية حتى لا يفوتهم ثواب المشاركة في معارك (الربيع العربي), التي ستدور رحاها هناك في الأيام القليلة المقبلة عند نجاحهم في تغييب دور الشعب الأردني, الذي يرفض تكدس القوات العربية في خنادق (حفر الباطن) الثانية, في الوقت الذي انشغلت فيه بعض الدويلات الخليجية بفتح أبواب التطوع للجاليات البنغالية والسريلانكية والبلوشية والصومالية للانخراط في سرايا المرتزقة (الكركة) لصنف المشاة الآلي, لأنه من غير المعقول أن يسمح القطريون والإماراتيون بزج فلذات أكبادهم في أتون محارق (غرب الفرات), فوجدها عبد الكريم بلحاج فرصة سانحة لنقل ساحة المعركة من باب العزيزية الى باب البوكمال بأجور مدفوعة الثمن من خزائن الناتو ومن هبات أمارة الغاز والألغاز

توافد جنود القبائل الليبية إلى عمّان وعبدون وأربد, جاءوها بذريعة العلاج في المشافي الهاشمية, فتكدسوا بالمئات في الفنادق الرخيصة, هجرة غريبة لطيور السنونو الملثمة من شمال القارة الأفريقية إلى نهر الأردن, فتكاثروا هناك بمرور الأيام الحبلى بالكوارث. .

ليبيون في الأردن ؟, آخر ما كنا نتوقعه أن يتجول المتمردون والمتحجرون في الأحياء الأردنية الهادئة المتحضرة, فارتفعت مؤشرات الشغب, والتحرش, والمعاكسات, والتجاوزات, والانتهاكات. .

تجمعٌ غير مسبوق لرجال المخابرات التركية والقطرية والأمريكية والإسرائيلية في شارع مكة بمنطقة الرابية, محطات جديدة للتجنيد, والتحريض, والتخريب, حرب وشيكة الوقوع, ومعارك مؤجلة, وشحنات لأسلحة إسرائيلية, وكميات كبيرة من الذخيرة الحية بقيمة نصف مليار دولار, سددت فواتيرها أمارة الغاز والألغاز لحساب شركة (روفائيل) للصناعات الحربية الثقيلة في قلب تل أبيب. .

صفحةٌ جديدة من صفحات (الجهاد) بالتنسيق والتعاون مع رجال الشاباك, رحلات مكوكية (للمجاهد) وليد جنبلاط بين قطر وكردستان وأنقرة, ومباحثات سرية لمعاونه الدرزي (هشام أنيس ناصر الدين) مع أوكار المخابرات متعددة الجنسيات في عمّان, واستعدادات جديدة لميناء (جونية) في لبنان لاستلام شحنات الأسلحة المرسلة إلى سوريا بإشراف (المجاهد) سمير جعجع, ومؤازرة العقيد (وسام الحسن), ومباركة البيت الأبيض

وصلت الشحنات إلى (زحلة) وأضيفت إليها كميات لا بأس بها من العرق الزحلاوي. بنيامين نتنياهو يطمئن زميلته (بسمة قضماني), التي عتبت عليه كثيرا في لقائها الأخير على القناة الإسرائيلية العاشرة.

عرب وأتراك وإسرائيليون وأوربيون, مسلمون ومسيحيون ودروز ويهود, والهدف هو تفريع سوريا من محتواها السكاني, واكتساحها من جميع الجهات, بغض النظر عما سيتكبده الشعب السوري من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات باسم الجهاد, وباسم الدين, وباسم الإنسانية, وبذريعة تحقيق العدالة وضمان الأمن والاستقرار.

وكم كان الشاعر مظفر النواب صادقا عندما قال: دمشق لا تُقسم إلى محورين, فهي ليست كبيروت, غربية وشرقية, ولا كما القاهرة أهلاوية وزملكاوية, ولا كما باريس ديغولية وفيشية, ولا هي مثل لندن شرق نهر التايمز وغربه, ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ومقيمين ووافدين وبدون, ولن تكون كعمّان فدائيين وأردنيين, ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم. .

دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على أثنين, في أرقى أحيائها تسمع وجع (الطبالة), وفي ظلمة (حجرها الأسود) يتسلق كشاشي الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من (المهاجرين), لديها شعراء بعدد شرطة السير, وقصائد بعدد مخالفات التموين, ونساء بكل ألوان الطيف, لا فضول لدمشق, لا تريد أن تعرف, ولا تسرع الخطى, ثابتة على هيئة لغز, الكل يلهثُ, يرمحُ, يسبحُ, وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون. . ومن سخريات القدر أن يكون مصيرها بيد قطر. .

والله يستر من الجايات