الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مبادرة دحلان ...في رحاب التأييد والقبول ...ثائر أبو عطيوي
مبادرة دحلان ...في رحاب التأييد والقبول ...ثائر أبو عطيوي

ليس من باب الكتابة المنفردة عن شخصية النائب القيادي محمد دحلان ، التي تحمل في طياتها الكاريزما العرفاتية التي أصبح لها الحضور الواضح للقاصي والداني والقريب والبعيد وشاهد العيان ،  فصاحب  الثقافة السياسية والرؤية المنطقية يدرك تماما  بأن شخصية القيادي  دحلان وما يصدر وينبثق عنها من تصريحات ومبادرات تلقي المكانة والحضور من كافة أقطاب العمل السياسي بمختلف توجهاته ، وحتى وان لم يتم التصريح المعلن من البعض ، فهناك تأييد بالإجماع وهناك رضا وقبول ظاهر وحاضر في المشهد السياسي الفلسطيني ، وهناك أيضا الرضا عن استحياء بما يطرحه  من مبادرات ، وهذا حتى لا يقال عن صاحب الرأي أنه يتبع الى دحلان ...؟! ولا ننسى أيضا أولئك  الرافضين والضاربين بعرض الحائط لكل مبادراته ... !! وهذه العينة من الشخصيات السياسية تدرك داخل قرارة نفسها وبكل واقعية بأن دحلان الرقم الصعب الذي لا يمكن استثناؤه وتجاوزه ، لأنه قد تخطى زمن المناكفات  السياسية المتعمدة التي يفتعلها بعض الساسة الموتورين  بحقه من حين لآخر...!؟
وفي هذا المقام  ومن خلال المتابعة لرؤية الساسة وقادة الفصائل والأكاديميين  والكتاب والمحللين الى خطاب  القيادي محمد دحلان بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية 52 ، وللمبادرات التي طرحها  في الخطاب للخروج من المأزق السياسي بكافة تفاصيله ، تجد  الاجماع والاتفاق والوفاق العام على كل ما جاء في الخطاب الذي  اتفق على تسميتها الجميع " مبادرة دحلان " ، ولم يأت الاجماع عبثا أو محاباة  أو للتقرب ومن أجل هدف ما ...! كما يعتقد أصحاب الأفق الضيق والنظرة الفئوية العقيمة ، فالإجماع والوفاق جاء نتيجة انعدام الرؤية والأفق السياسي ، وعدم وجود مبادرات بديلة وحلول منطقية تجعل من الحالة الفلسطينية أن تتقدم في مسارها الصحيح ولو خطوة ،  فالنائب دحلان قد اخترق  حاجز الصمت منذ زمن ، ودق جدران الخزان بكل قوة من خلال ما قدمة من مبادرات وطنية سابقة ولاحقة ، فهو لم يدخر جهدا للوصول الى صيغة تفاهم على قاعدة الترحاب بأي حلول تعمل على اخراج الواقع الفلسطيني من عنق الزجاجة ، وانعاشه من سرير الموت بالأكسجين السياسي للحالة الموجودة بكل تفاصيلها .
النائب والقيادي محمد دحلان قد حمل خطابه في ذكرى الانطلاقة العديد من الرسائل والمبادرات ، التي دعا بها الى تصحيح مسار حركة فتح واعادتها الى ريادة العمل الوطني والاقليمي وفق برنامجها السياسي والنضالي معا ، وأكد على ضرورة انهاء الانقسام السياسي البغيض الذي دفع البسطاء من شعبنا فاتورة استحقاقه بكل ما تحمل الكلمة من معني ،  وضرورة التوصل  العاجل الى برنامج وطني يدفع بالوحدة الوطنية قدما والى الأمام ، من خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني على أسس راسخة وواضحة المعالم وجمع كل أطياف العمل السياسي داخل أروقته ، لكي تكون ورقة وفاق ومسودة تفاهم تحظى بالإجماع الفلسطيني العام ، الذي سيعيد المكانة والحضور لكافة المؤسسات الوطنية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية ، وإعادة النظرة فيما يسمى بالتنسيق الأمنى ، و تقييم العلاقة التفاوضية مع الاحتلال  على أسس وطنية واضحة.

النظرة الواقعية للشارع الفلسطيني  البعيد عن  جدلية ومناكفات الساسة والمسؤولين ، يعلم علم اليقين بأن القيادي محمد دحلان قد  قام بفتح افاق لمستقبل أفضل قادم ، من خلال الامكانيات التي سخرها لمعالجة الأمور الحياتية الهامة التي تخدم المواطن بالدرجة الأولى ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر  التسهيلات وتخفيف أزمة السفر للمنفذ البري لمعبر رفح ، والذي هنا نكن للأشقاء المصريين كل التقدير والاعتزاز على ما يبدلوه  من  جهد على صعيد التخفيف من حجم الأعباء الملقاة على كاهل المواطن في قطاع غزة ، وكما لا ننسى حجم الخدمات الانسانية المقدمة من دولة الامارات الشقيق" امارات الخير والعطاء" والتي تذهب الى من يحتاجوها بشهادة المواطن الفلسطيني بنفسه  ، وكما لا ننسى وقوف النائب دحلان  بجانب المرضى  من الحالات الانسانية التي ضاقت وتاهت بهم السبل ،  واستجابته الفورية للمناشدات والاستغاثات الانسانية اليومية ، والدعم المتواصل الذي يقدمه للفئة الشبابية من امكانيات ، ودعم الحركة الشبابية والرياضية بكل الامكانيات المتاحة ، لأنه يدرك ما لا يدركه الاخرون بأن الشباب هم  المستقبل  وعماد الوطن القادم .
النائب والقيادي محمد دحلان  أصبح يحظى بشعبية جماهيرية ، لأنه المبادر الأول دائما  ومن يمتلك زمام المبادرة بكل عناوينها التي تتميز بالموضوعية والشفافية والوضوح الذي تجمع عليه كل مكونات الطيف الفلسطيني على مختلف توجهاته ومشاربه الفكرية والايدلوجية ، في ظل انعدام المبادرات الواقعية الهادفة منذ أكثر من عشر سنوات ، فالوطن لا يقبل بأنصاف الحلول والمواطن يرفض أن يبقى رهينة لواقع مرير ومستقبل مجهول ...!