(1)
خرج عليهم في كامل زينته ؛ في عصر يوم ضبابه كثيف من نقع معارك كلامية ؛ بلغت فيه القلوب الحناجر ؛ خمس سنوات عجاف لم يمس الرجال زوجاتهم ، والقنوات تعج بالمحللين والأطباء ، نادهم أن يا قوم : أعطوني تفويضا بالعلاج . هاج الشارع وتراقصت الأحلام : أن جاءكم يسوع المخلِّص . في قليل من الضباب وكثير من الهدوء تسلل صوته : هاتوا مدخراتكم لأجري لكم جراحة مضمونة : فتلك الأعضاء التناسلية للرجال ذات مجرى واحد لا يسمح للمنيّ بالتدفق ! سأشق في عضو كل منكم مجرى ثان لتنعموا بالبنين والبنات ونقضي على العقم حتى الممات . تهللت الأسارير وحيكت الحكايات والأساطير .
(2)
بعد مزيد من العقم ؛ تسلل القلق من خُلل الجيوب الخاوية والقروح تدمي الروح ؛ خرج عليهم في كامل زينته قال بصوت حزين: تبا لقوى الشر التي تحول بينكم وبين الإنجاب لتغمركم في نهر العذاب ، وتنذركم إن أطعتموني بالخراب ! ولكني كطبيب فيلسوف سأقطع ألسنة الشك بيقين السيوف .
(3)
أعضاؤكم مكبلة بوجود خصيتين تحول بينكم وبين بلوغ الهدف اجتثوها فالحل في التعويم لتطير البلابل وتغرد البيوت ؛ فتسابقوا منها متخلصين ولبلوغ الهدف آملين .
(4)
وهم غرقى في القروح والوجع خرج عليهم في كامل زينته ، والحروف تشق طريقها للشفتين في مجرى من العبرات :اصبروا معي شهور وستملأ الأطفال الشوارع والدور ،تحاشى كل رجل أن تتلاقى النظرات مع من تشاركه الفراش وتحسس جرحه وتدثر خيبته وراح في نوم عميق .