الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسالة الى الكاتب الرفيق الياس نصرالله....زاهد عزت حرش
رسالة الى الكاتب الرفيق الياس نصرالله....زاهد عزت حرش

 

   بعد ان انتهيت من قرأة كتابك "شهادات على القرن الفلسطيني الأول"، ذهبت الى الرفيق اسكندر خوري، وهو الذي اهداني كتابك.. معطراً بكلمة اهداء بخط يدك. فالتقيت بالرفيق اسكندر امام مدخل بيته الذي يقع في نفس الحي الذي اسكن فيه.. فشكرته جزيل الشكر على هذه الهدية القيمة التي خصني بها، وقلت له: ان شفاعمرو خسرت الياس نصرالله لتفوز به فلسطين.. لأن الياس لم يبقى في شفاعمرو بل انطلق الى رحاب الدنيا حاملاً عقيدته وقضيته ومدافعًا عنهما بلا كلل. فرد عليّ الرفيق اسكندر قائلاً: لو بقيّ الياس في شفاعمرو لخسر كل شيء، انظر حولك، كم من المبدعين هنا، فماذا قدمت لهم شفاعمرو؟؟

 

        وافقت رفيقي الرأي، وحدثته كيف إني التقيت بالكاتب الرفيق الياس نصرالله امام بيت اخويه هاني ويوسف، في "حوش دار نصرالله" على حد قول الياس في كتابه، فشكرته وحييته على كتابه الذي اعتبرهُ الوجه المضيء والمشرق، لمصداقيته في رواية تاريخ فلسطين ومأساة شعبنا، وما الذي يمكن ان يتعرض له في قادم الايام.. وقلت للرفيق اسكندر، كم اتمنى لو أن القائمين على القضية الفلسطينية، يعملون على ترجمة هذا الكتاب الى لغات عدة، ونشرهُ وتوزيعهُ على كافة المحافل السياسية والاعلامية في جميع أنحاء العالم. علهُ يساهم في نشر حقيقة ما تعرض له شعبنا الفلسطيني من غدر وقهر على مدى قرن من الزمان. وكم أتمنى لو إنهم، أي منظمة التحرير الفلسطينية، وكافة المدن والقرى في كل ارجاء فلسطين، والفلسطينيون في كل مكان، يعتمدون هذا الكتاب، كمصدر وثيق لتعبئة الجماهير، ولمعرفة أكبر قدر من حقيقة تاريخ فلسطين، ونضال شعبنا في مواجهة، الظلم والقهر والتميز العنصري، الذي تعرضنا له في كل مكان. علّ ذلك يساهم في خلق ادوات وأساليب جديدة، تخففُ من الأخطاء التي وقعنا فيها، او التي اوقعتنا فيها القيادات، على اختلافيها وتعددها.. لينبثق من خلاله وعياً استمرارياً جديدًا، معبئًا بروح النضال الوطني الصادق. لتكملة المسيرة ورص الصفوف على اساس العقيدة اليسارية، لمواجهة ما هو قادم من صراع ومواجهات، مع الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية.. والفكر الفئوي والطائفي منها، الى ان يتحقق انتصار الحق على الباطل.. فينال الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية بوطن حر وشعب سعيد.

 

        وحين عدتُ الى البيت، اخذت اقلب صفحات الكتاب، وأنا احلُم بأنه ما زال هناك الكثير من الأمل.. فخطرَ ببالي ان ادون رسالة الى الكاتب الرفيق الياس نصرالله، تعبيرًا عن تقديري واحترامي للجهد الذي بذله من أجل القضية الفلسطينية.. فكتبت له ما يلي:

 

كِتابُكَ شَمس ضياءٍ.. رفيق

يُنيرُ لأهل الكفاح الطريق

يغيظ العدو، يَسُرُ الصديق

كِتابُكَ شعلة نورٍ ونار

وإكليل غار.. لأرض ودار

في دفتيهِ سعير الحريق

حملَ رسالةُ عِشقٍ لأرضٍ

بقلبٍ نقيٍ وفكرٍ طليق

لتفضح فيهِ سراديب عُهرٍ

سدَت علينا مسارَ الطريق

فتَذكُرُ كيف العدو تمادى

بقتلٍ ونهبٍ.. بذبحٍ وسلبٍ

لناسٍ وشعبٍ.. أبيٌ عَريق

رَسمتَ ملامح درب النضال

بالفِ مقالٍ..

وكم من سؤالٍ أجبتَ عليه..

لتوّصد بعدكَ باب النعيق

ففي القدس كُنتَ منارةَ فكرٍ

ورايةُ فخرٍ.. بكَ تستفيق

تدون فيهِ شهادةُ حقٍ

لتاريخ شعبٍ، رغم الدمارِ

وطولِ المسارِ..

في جانبيهِ حبُ عميق

ففيه إتساعُ المحيط.. ومنهُ

سفرُ المسيرةِ من كل ضيق

        ..      ...     ..     

شكرًا الياس نصرالله.. شكرًا يا رفيق

 

شفاعمرو 26.03.17