الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
واشنطن: أولوياتنا في سوريا ليست إزاحة الأسد!
واشنطن: أولوياتنا في سوريا ليست إزاحة الأسد!

وكالات - قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، إن سياسة الولايات المتحدة في سورية لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وهو ما يمثل تخليا عن الموقف الأولي المعلن لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وتختلف بذلك رؤية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رؤية القوى الأوروبية التي تصر على رحيل الأسد. وأثار هذا التحول استهجانا قويا من قبل عضوين اثنين، على الأقل، من الجمهوريين بمجلس الشيوخ.

وقالت هالي أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين أمس الخميس 'أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمريتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة'.

وأضافت 'هل نعتقد أنه عائق؟ نعم. هل سنجلس هناك ونركز على إزاحته؟ لا'. ومضت قائلة 'ما سنركز عليه هو ممارسة الضغوط هناك حتى يمكننا البدء في إحداث تغيير في سورية'، على حد قولها.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في أنقرة، أمس الخميس، إن وضع الأسد على المدى الأبعد 'سيقرره الشعب السوري'.

وقالت هالي التي تولت من قبل منصب حاكمة ولاية ساوث كارولاينا 'ليس لزاما علينا أن نركز على الأسد بنفس طريقة الإدارة السابقة... ألويتنا هي أن ننظر فعليا إلى كيفية إنجاز الأمور، ومن نحتاج للعمل معه لإحداث اختلاف حقيقي لشعب سورية'.

وكانت قد اتهمت هالي، يوم الأربعاء، روسيا وإيران ونظام الأسد بارتكاب جرائم حرب. وقالت أيضا إن الولايات المتحدة تؤيد محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، وإن سورية لا يمكن أن تبقى'ملاذا آمنا للإرهابيين' وإن من الضروري 'أن نخرج إيران ومن يحاربون بالوكالة عنها من البلاد'.

وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب لـ'رويترز' إن تصريحات هالي تعكس″قدرا من الواقعية.. قبول الحقائق على الأرض… الأسد لن يملك أبدا القوة الكافية لإعادة بسط سيطرته على البلد بأكمله... تركيزنا ينصب على إلحاق الهزيمة بداعش والقاعدة، والحيلولة دون استخدام سورية كملاذ آمن للإرهابيين'.

لكن عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين، جون مكين ولينزي جراهام، استنكرا بشدة هذا التحول في الموقف الأميركي.

وقال مكين الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن تصريحات تيلرسون 'تغفل الواقع المأساوي المتمثل في عجز الشعب السوري عن تقرير مصير الأسد أو مستقبل بلده، بينما هو يتعرض لمجازر' على أيدي الجيش السوري والقوات الجوية الروسية والفصائل المدعومة من إيران.

وأضاف 'أرجو أن يوضح الرئيس ترامب أن أميركا لن تسير في هذا الطريق الانهزامي المدمر للذات' مضيفا أن حلفاء الولايات المتحدة قد يخشون انعقاد صفقة مع الأسد وروسيا 'بوعد أجوف بالتعاون في التصدي للإرهاب'.

وقال جراهام، وهو أحد صقور السياسة الخارجية مثل مكين وعضو في لجنة القوات المسلحة، إن التخلي عن إزاحة الأسد كهدف سيكون 'خطأ جسيما' وخبرا صادما للمعارضة السورية وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال إن ترك الأسد في السلطة سيكون بالإضافة إلى ذلك 'جائزة كبرى لروسيا وإيران'.

من جانبها قالت فرح الأتاسي عضو الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية إن وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض يبعثان برسائل متناقضة بشأن سورية، وإن عليهما البدء بالاضطلاع بدورالقيادة وعدم التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية وحسب.

وفي وقت سابق، أمس الخميس، أكدت بريطانيا وفرنسا موقفهما إزاءالأسد.

وقال مندوب فرنسا في الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر للصحفيين 'الأسد ليس ولن يكون مستقبل هذا البلد.”

أما روبرت فورد الذي استقال عام 2014 كسفير للولايات المتحدة في سورية بسبب اختلاف الرؤى فقد قال إن سياسة الحكومة الأميركية منذ أواخر 2014 تتمثل في التركيز بصورة أكبر على قتال الدولة الإسلامية بالإضافة إلى القاعدة 'حتى وإن لم تقر قط بأن تركيزها في سورية قد تحول'.

وأضاف فورد الذي يعمل الآن بمعهد الشرق الأوسط وجامعة ييل 'تصريحات السفيرة هالي إنما تؤكد أن إدارة ترامب تحذو نفس الحذو'.