السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل نودِّع زمن البطاريات؟ هاتف جديد لا يحتاج إلى شحن وهذا مصدر طاقته
هل نودِّع زمن البطاريات؟ هاتف جديد لا يحتاج إلى شحن وهذا مصدر طاقته

وكالات:

طوَّرت مجموعة من الباحثين التابعين لجامعة واشنطن أول نموذج لهاتف جوال لا يتطلب بطارية لتشغيله، كما تمكنوا من إجراء أول مكالمة خليوية من الهاتف الجوال دون وجود بطارية على الإطلاق، حيث يعمل هذا الهاتف النموذجي الذي بُني مع مكونات جاهزة عبر مزيج من الطاقة اللاسلكية وشواحن الطاقة الشمسية الصغيرة.

وقد يكون السعي للحصول على بطاريات أفضل هو آخر أسلحة صنّاع التكنولوجيا بنهاية المطاف في سباقهم ضمن صناعة الهواتف والسيارات الذكية وغيرها من الأجهزة التي تتكاثر في حياتنا وتتطلب مزيداً من الطاقة لتعمل، وهو ما حاولت المجموعة العمل عليه لقلب هذه المعادلة.

ويحصل الهاتف على الضوء وموجات الراديو من المحيط، وقال شيام غولاكوتا الأستاذ المشارك في كلية بول ج. ألين لعلوم الحاسب والهندسة في جامعة واشنطن: "لقد بنينا ما نعتقد أنه أول هاتف جوال يعمل تقريباً دون استهلاك طاقة".

ويتطلب النموذج الأولي للهاتف طاقة تبلغ 3.5 ميكرواط (الميكرواط جزء من مليون من الواط)؛ مما قد يجلب نهجاً مبتكراً يلغي الحاجة إلى وجود بطارية ضمن الأجهزة المحمولة، ويمكن للخلية الشمسية الموجودة ضمن الهاتف، والتي يبلغ حجمها تقريباً حجم حبة الأرز، نقل الإشارة إلى محطة قاعدة تبعد نحو 50 قدماً.

 

انسَ الرفاهيات

 

ويمكن للهاتف، الذي لا يحتوي على أي مكونات مثل شاشة العرض أو ذاكرة الوصول العشوائي أو مساحة التخزين الداخلية، إرسال واستقبال الإشارات الصوتية فقط، إلى جانب إمكانية استعمال زوج من سماعات الرأس لإجراء المكالمات الصوتية، وينبغي الضغط على زر للتحدث بمجرد إجراء مكالمة باستعمال هذا الجهاز.

وابتكر الباحثون طريقة لاستعمال الاهتزازات الصغيرة من ميكروفون الهاتف ومكبر الصوت لترميز الإشارات الواردة والصادرة؛ الأمر الذي لا يسمح للهاتف بإرسال واستقبال الصوت في الوقت نفسه، بدلاً من ذلك ينبغي للمتصل الضغط على زر مخصص للإرسال أو التلقي في أثناء المكالمة؛ ما يجعله أقرب إلى جهاز اتصال لا سلكي من هاتف جوال حقيقي.

ويعتمد الهاتف على محطة قاعدة قريبة تنقل إشاراتها إلى الشبكة الخلوية، في مثل هذه الحالة عبر تطبيق التراسل سكايب، حيث توفر المحطة الأساسية الجزء الأكبر من الطاقة التشغيلية للهاتف، التي يحصل عليها الهاتف من الإشارات الراديوية.

ويولد الهاتف إشارة خاصة به باستعمال التشتت الخلفي، أي انحراف الإشعاع أو الجزيئات بزاوية 180 درجة، وهي تقنية شائعة بالفعل في تحديد الترددات الراديوية والتكنولوجيا التي تستعمل الموجات الراديوية للتعرف على الأشخاص أو الأشياء التي تحمل الرقاقات المشفرة مثل رقائق تحديد الترددات الراديوية التي ترمز الإشارات الراديوية الموجودة مع معلومات جديدة وتعكسها مرة أخرى إلى المتلقي.

ويعتبر أحد الابتكارات الرئيسة للهاتف، استعمال الإشارات الصوتية التناظرية بدلاً من الإشارات الصوتية الرقمية، والتي يقول الباحثون إنها توفر كمية كبيرة من الطاقة، ويحصل الهاتف على قوة إضافية لزيادة نطاقه من الصمام الضوئي، الذي يولد فرقاً محتملاً أو يغير مقاومته الكهربائية عند تعرضه للضوء، الذي يمثل الألواح الشمسية الصغيرة.

ويعمل الباحثون على تخيل المستقبل عندما يتم دمج تكنولوجيا لا سلكية مماثلة على نطاق واسع في أبراج الخليوي أو أجهزة التوجيه اللاسلكية (واي فاي)؛ ما يجعل المكالمات الهاتفية الخالية من البطارية في كل مكان أمراً افتراضياً، ونشروا في 30 يونيو/حزيران الماضي ورقة بحثية تصف الهاتف بالتفصيل.