السبت 20/9/1445 هـ الموافق 30/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أول دليل إرشادي'حلال' تضعه مسلمة للزوجات الباحثات عن إشباع احتياجاتهن الجنسية
أول دليل إرشادي'حلال' تضعه مسلمة للزوجات الباحثات عن إشباع احتياجاتهن الجنسية

كان اعترافاً أدلت به صديقة تزوّجت حديثاً بشأن حياتها الجنسية الكارثية، هو ما قدَّم لـ"أم ملادات" فكرة كتابٍ رائد صدم بعض المسلمين.

إذ يعد كتاب "دليل الجنس للمسلمة: دليل إرشادي حلال لجنسٍ مثير للإعجاب"، الذي نُشر، الأسبوع الماضي، أولَ دليل إرشادي من نوعه كتبته امرأة مسلمة. واختارت الكاتبة أن تظلَّ مجهولة الهويّة، مُستخدمةً اسماً مستعاراً، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية.

ويقدّم الكتاب المشورة الصريحة بشأن كل شيء، بدءاً من التقبيل وصولاً إلى وضع "راعية البقر" الجنسي، برسالة أساسية مفادها أن المرأة المسلمة بإمكانها، وينبغي عليها الاستمتاع بحياة جنسية متنوّعة، وأخذ زمام المبادرة في العلاقات الجسدية.

وفي حين أن بعض النقّاد اتهموا مؤلّفة الكتاب بإكساب النساء المسلمات توجّهات جنسية إخضاعية، وتشجيع ممارسة الجنس غير الشرعي، لقي الكتاب ترحيباً من قِبل القراء الذين أشادوا بالصورة المسلمة من فيلم "حسناء النهار" للمخرج المكسيكي لويس بونويل.

 

ردود الفعل

 

وتقول ملادات: "تلقّيت رد فعل مشجّعاً، لكن كان هناك أيضاً عدد من الرسائل المهينة والمثيرة للاشمئزاز"، وأضافت أن "إحدى النساء قالت إنه لا حاجة له، وإنهن يتعلّمن كل شيء من أمهاتهن، وأنا أشك أن أي أم تتحدث بمثل التفاصيل الصريحة التي لديّ".

وتابعت: "أنا أركّز على ممارسة الجنس فقط مع الأزواج، ولكن بوجود مجموعة كاملة من الخبرات الجنسية مع الأزواج، فإسلامياً، هناك تأكيد على الاستمتاع بالعلاقات الجسدية في سياق الزواج، ليس فقط من أجل الإنجاب. فمن حق الزوجة أن يرضيها زوجها جنسياً".

وأشادت مُنظمات للنساء المسلمات بالمؤلفة، قائلين إن الكتاب سيدعم النساء المسلمات ويحميهن من الدخول في علاقات مُسيئة جنسياً؛ وقالت شايستا جوهير، رئيسة شبكة النساء المسلمات في المملكة المُتّحدة التي تدير خط المساعدة للنساء المسلمات: "أنا أدعم بالكامل النساء اللاتي تتحدّتن عن الجنس، فلماذا لا ينبغي عليهن فعل ذلك؟ الحديث عن الجنس في الإسلام ليس جديداً، والعلماء القدامى قد أبرزوا أهميّة المتعة الجنسية للنساء، التي تتضمن نصح الرجال بأن يتأكّدوا من أنها تحدث".

وأضافت "مع ذلك؛ في الممارسة العملية؛ يبدو الجنس متعلّقاُ بالكامل بمتعة الرجل، وغالباً ما تأتي حالات إلى خط المساعدة الخاص بنا، حالاتٌ تتراوح فيه شكاوى النساء بين إجبارهن على المشاركة في أفعال جنسية غير مرغوبة، واغتصابهن، أو معاملتهن كقطعة لحم دون أدنى جهد للتأكد من أنهن يصلن إلى النشوة الجنسية. أنا أشك أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، بينما تشعر غالبيتهن بالحرج أكثر مما يتيح لهن الحديث عنه".

وقالت المؤلفة إنها شعرت بأنها مضطرة لكتابة الكتاب بعدما اكتشفت أن النساء يدخلن في التزام مدى الحياة بالقليل من المعرفة بشأن الجنس، بخلاف المقتطفات المستقاة من هوامش إرشادات الزواج، بالتأكيد على ما هو محرّم بدلاً مما هو مسموح، مع القليل من المعلومات من منظور المرأة".

وقالت: "رأيت العديد من النساء يتزوجن دون سبيل حقيقي للتعلّم بشأن الجنس"، وأضافت أن "الأزواج يعرفون أن (القضيب يدخل في المهبل)، ولكنهم يعرفون القليل بشأن كيفية إضفاء إثارة لحياتهم الجنسية. فهناك أوضاع جنسية مختلفة، وأشياء مختلفة يتم تجريبها في الفراش، وهذا غائب بالكامل عن الأدب الإسلامي المعاصر.

وبالنسبة لمن في الغرب، تقود بعض الأشياء إلى الإدراك التدريجي للجنس؛ لذلك، سمعت النساء بشأن الممارسات الجنسية المنطوية على (العبودية، والهيمنة، والسادية، والماسوشية)، ووضع الجنس المُسمّى "الوضع الكلبي"، ولكن بشعور غامض بشأنها فحسب.

 

المرأة الجيدة لا تتمتع بالجنس

 

والعديد من المفاهيم الخاطئة التي يتناولها الكتاب تنبع من المواقف الثقافية، بأن المرأة الجيدة لا تستمتع بالجنس، ويجب عليها "أن تستلقي وتفكّر في صلاة الصبح"، بحسب ما تقول جوهير.

وأضافت أن "الشعور بالذنب المرتبط بالجنس يدّق أسماع النساء منذ الطفولة، فهو يُصوَّر كشيء قذر يتم فيه إخضاع الحياة الجنسية للنساء، وهذا يُسفر عن نساء يتزوّجن دون امتلاك الثقة لقول "أنا لست مُستمتعة بهذا"، أو "أنا أريد هذا، لقد حان وقت الحديث بشأن هذا الموضوع بانفتاح أكبر".

ووجدت مؤلّفة الكتاب أيضاً أن الخلط بشأن الأفعال الجنسية المسموح بها في الإسلام يحظر على النساء التجريب في غرفة النوم، وقالت إن "الثقافة خارج البيت تختلف كثيراً، وفي غرفة النوم؛ تتماثل مخاوف واهتمامات ورغبات النساء المسلمات من أنحاء العالم بشكل مذهل".

وبعدما عقدت ورش عمل غير رسمية؛ أعدّت موقعاً إلكترونيا للتأكد من الاهتمام بالكتاب. كان هناك رد تلقته المؤلّفة التي تفكر بالفعل في إصدار كتاب لاحق بعدما غُمِرت بالرسائل الإلكترونية من رجال يبحثون أيضاً عن المشورة.

وقالت: "أنا لم أجد أي أدلّة إرشادية تستهدف المسلمين، النساء أو غيرهن. يوجد بالفعل العديد من الكتب بشأن الزواج، أما بشأن إثارة الحياة الجنسية للمسلمين مع المحافظة على إبقائها حلالاً، فلا يوجد شيء".

وتابعت: "لقد تلقّيت عشرات الرسائل الإلكترونية من رجال يسألون ما إذا كان لديّ أي خطط لتأليف كتاب لتعليمهم كيفية إرضاء زوجاتهم في الفراش، وقد أخذت ذلك في الاعتبار، وأخطط لتأليف كتاب لاحق إذا كان هذا الكتاب ناجحاً".

 

لماذا أخفت اسمها وما مؤهلاتها؟

 

اختارت صاحبة البلاغ أن تظل مجهولة الهوية، بشكل جزئي، خوفاً من رد الفعل العنيف، ولكنها أيضاً اختارت ذلك لأنها لا تريد أن تشتهر في مجتمعها الصغير المترابط بأنها "العمّة صاحبة كتاب الجنس".

إذ تقول "في بداية الأمر، ظننت أن اسمي الحقيقي سيضيف مصداقية، ولكنّه موضوع حساس"، وأضافت أنه "سواء كان الأمر عن العرق والحالة الاقتصادية والدين، من يريدون مهاجمة الكتاب سيفعلون ذلك دائماً بهجوم المؤلّف، وبفصل هويّتي الحقيقية عن الكتاب، يضطر الناس للتعامل مع المحتوى".

وما ستكشف عنه، على الرغم من ذلك، هو أنها أميركية المولد، وقد درست علم النفس، ومُعظم ما جاء بالكتاب قائم على خبرتها الشخصية بالحفاظ على بريق زواجها، جنباً إلى جنب مع نصائح انتقتها من أصدقاء وطبعات قديمة من مجلّة Cosmopolitan.

وتقول الكاتبة: "إن أكبر مؤهلاتي هي المعرفة، التي تأتي فحسب مع الخبرة، فالطبيب بإمكانه شرح علم الأحياء، ولكن إذا أردت بنية جسدية جذابة، فعليك أن تتعلّم من لاعب كمال أجسام بدلاً من طبيب ذي وزن زائد".